شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم
تقـديم
بين أيدينا إضافة جديدة لصاحب (ترانيم الليل) و(أرج ووهج) و(الروافد) و(الشاطئ والسراة) و(الفردوس الحالم) و(في عيون الليل) وغيرها.. تلك الروائع التي عطر بها حياتنا الأدبية الشاعر الرائد محمود عارف وأثبت من خلالها أن الشاعر لسان قومه ومرآة مجتمعه.
شعره رقيق غزل طروب.. حالم الموسيقى.. هادئ الإيقاع.. عذب الكلمات.. رشيق المعاني..
ظل الأستاذ محمود عارف يمارس هدوءه الشديد شعراً ونثراً حتى انقلبت فجأة موازينه الداخلية.. وتزلزلت بسبب الكارثة التي ألمت بالمنطقة، وفاقت المنطق والتصور، إذ انقلب صديق الأمس المدلل إلى عدو شرس قتل ودمَّر وأحرق، دون مُبرر غير التسلط والجبروت، واكتملت خيوط القصة المحزنة "بعاصفة الصحراء" التي استوحى شاعرنا اسمها ليطلقه على هذا الديوان الجديد.
سار شاعرنا على نفس النهج الذي ألفناه من حيث إبداعه، الذي ينهل من نهر السهـل الممتنع، فجاءت القصـائد التي بين أيدينا دقيقـة المعاني، تأخذ طريقـها مباشـرة إلى القلب والوجدان، دون واسطة غير اللغة المستقيمة الواضحة التي تميز بها دائمـاً شاعرنا الكبير.. وقد اشتمـل الديـوان أيضاً على عدد من القصـائد التي عالجت مختلـف الموضوعات والأحـداث التي دخلـت التـاريخ، ولم يتركـها تمر عبْر بوابـةِ التاريـخ فقـط،
فآثر أن ينظمها شعراً لتكون أعمق في الوجدان وأكثر بوحاً بمكنونات نفسه الصافية فتحدث عن لبنان وفلسطين وسور برلين وغيرها من الأحداث التي كان يمكن أن تمر فقط عن طريق الصحافة أو التاريخ، أو تبقى جامدةً في بطون الكتب، لكنه بمقدرته الفذة استطاع أن يطوعها للشعر وبحوره ويتجاوز جفاف السياسة إلى رياض الشعر ورياحينه، مُسجلاً في ذات الوقت هذه الأحداث الجسام، الأستاذ محمود عارف قد جعل من شعره مُفكرة يوميةً أو سياسية.
الشعر في عالمنا لم يعد مجرد تهويمات، أو ملء فراغ أو مجرد (شيء جميل).. لقد أصبحت له وظيفة اجتماعية، عادتْ به إلى عهوده الزواهر، حين كان الشاعر سفير القبيلة، ولسان قومه، وكان الشعر القناة التي تمر عبرها الحكمةُ والأمثال والأفكار والمشاعر والمفاهيم والقيم الاجتماعية، من جيل إلى جيل.. هكذا جعل الأستاذ محمود عارف من شعره في هذا الديوان وظيفة قومية تسجيلية وأداةً لنقل الأفكار، ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية.
هذا المشوار ليس جديداً على شاعرنا فمن استمتع بدفء كلماته عبْر مؤلفاته السابقة، يلحظ أن النمط أو اللون الشعري لم يتغير البتة، ولكن زادتْه السنون حنكة وتجربة ودراية، وضعها جميعاً بين يدي القارئ الذي أرجو أن يجد في هذا الديوان حلاوة الشعر وحلاوة الكلمة المزهرة وجنيها الداني بين أحراش الكلام التي ما فتئتْ تزيد وتنمو وتتكاثر دون وازع، ولعلها تقف عند حدها وتندحر لتترك المجال لما فيه خير الناس ونفعهم.
جدة 28 رجب 1412هـ
1 فبراير 1992م
عَبْد المقصُود محمّد سَعيْد خوجَه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1277  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 55
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج