شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
528- عبَّاس بن علي الوزير
ريبَ الزمان ترفُّقاً وكفافِ
دعْ لي بقايا السِّرب من ألاَّفي
بالأمس "زيدٌ" والرفاق تصرَّموا
وجَحاجحُ الزعماء والأشرافِ (1)
واليوم في "عباس" أسفحُ عبرتي
وأريق سؤْر حشاشتي وشغافِي
أصبحتُ أخشى أن أعيش مرزَّأً
ًأبكي بلا دمعٍ، ودون قوافِي؛
* * *
لا تعذلوا "خولان" إن مادتْ أسى
وانهار كل سميدعٍ وقافِ
وتزلزلتْ "صرواح" خاوية الصوى
وهو "براش" محطم الأعطافِ؛
ومشى "الغراسُ" إلى الضريح بقبره
وأتى "رجامُ" بروضهِ المئنافِ (2)
وتحَسَّرتْ تلك الوهاد توجعاً
وبكت صقور الجوِّ في الأشعافِ (3)
و"الخارد" الدَّفاق غارَ وصوَّحت
جنباته، من وحشةٍ وجفافِ
فلقد تجوَّل في رُباها مصلحاً
بمقال إحسانٍ، وطُهر عفاف
ما إن يريد إمارةً، أو ثروةً
لكنَّه يدعو إلى الإِنصافِ
* * *
قالوا: قضى "عباس" قلتُ: قضى النَّدى
مَن بعدهُ للجودِ والأضيافِ
ومَن المحامي عن مكارم قومِه؟
ومن المُواسي للفقير العافي؟
ومن الذي سيكون رمزاً بعده
للحقِّ، لا للحِقدِ، والأحلافِ؛
لو كان يُفدَى سيدٌ في قومه
لَفدته أعدادٌ من الآلافِ؛
* * *
قد كان لي صنواً، وكنتُ أعدُّهُ
للحقِّ، عند تصادم الأهدافِ
في موطن، حرِّيةُ التفكير قد
وهبته كلَّ تناصفٍ وتصافي
تتصارَع الأقلام في ساحاتِه
كتصارعِ الزُّملاء، والألاَّفِ؛
والعلم رائدنا، وتحت لوائه
نرضى الذي نختاره.. ونجافي؛
واليوم قالوا: ماتَ عباس، وقد
وافاهُ من ريب المنون موافي
ففزعتُ وارتعشت حياتي، والتظى
دمعي جوى في طرفي الرعَّافِ
نجمٌ هوى، والركب يستهدي به
فتخبطوا في ظلمة الأسدافِ
* * *
مَن ذا أُعَزِّي؟ كلُّ مَن في شعبه
باكٍ عليه بمدمعٍ ذرَّافِ؛
إخوانه؟ وهُم الفطاحلُ همة
من كل أروع ماجدٍ مضيافِ
راضوا الخطوب وجرَّبوا أرزاءَها
وتثَقَّفوا بالهول أيّ ثقافِ
ماذا يقال لهم وهم أهل الحجا
والفضل والإِيمان والألطافِ؟
والندبُ "إبراهيم" غرةُ مجدهم
قد حاز كلَّ محاسن الأوصافِ
وكأنما قد كان عند "محمد"
في "بدر" أو "أحدٍ" مع الأحنافِ
وكأنما رضع الهدى من نبعه
ثرّاً طرياً كالنُّمير الصافِي
وكأنه ما بيننا مَنْجَاةُ منْ
عَرفوا، ومَهْلكةُ الغفول الغافِي؛
تزكو شمائله الكريمة دونما..
تيهٍ يرى الكدرِّ في الأصدافِ؛
وتبثُّ في دنيا الورى حسناتِها
كالورد، أو كالعنبر المستافِ
وتَرى الخفيّ من المحاسن واضحاً
ًوعن العيوب كليلة الأطرافِ؛
وإذا استثيرتْ غيرةً، وديانةً
جمحت كموج الزَّاخر الرجَّافِ؛
* * *
يا صارمَ الإِسلام صبراً.. إنما
هذه الحياة سحابة الأصيافِ
والعلم فيها ليس يدري سرّ ما
في كنهها من ألفةٍ، وتنافي؛
تتلوَّن الأحداث حين تنوشنا
ما بين ناصعةٍ، وبين غُدافِ
ونذودُها بالصَّبر مبتسماً وبالإِيمان
لا نزقاً، وليس بجافي
الله لِلعلماء إن صبروا، وما
للهول غير الصَّبر طِبُّ شافي
صبر الأولى طابوا هوى وسريرةً
لا صبر ذي ملقٍ، ولا خوافِ
لك من "عليٍّ" والألى من بعده.
صبروا شعار يَبْتَلي ويُعافي
* * *
"عباس" لا برحتْ شآبيب الرضا
تهمي عليكَ كهاطلٍ وكافِ
ما زلت ملء نفوسنا وقلوبنا
ذكرى المودَّة والحنانِ الضَّافي
يا كامل الإِحسان، واعذرني إذا
ما لم أقل: يا كاملَ الأوصافِ
قد عشتَ مضطلعاً بأعباء الألى
تركوا الجهادَ مخافة الأرجافِ
ومضيتَ في ثقةٍ وعزم صامتٍ
ٍتقفو قويمَ طَرائق الأسلافِ
والناس حولك للصغائر أعبدٌ
ٌشهواتُهم مثلُ الفراشِ هوافي
وقطعت شوطكَ راضياً وكأنما
قد جئتَ هذي الأرضِ "كالمصطافِ"
تجني الحياة محاسناً ومحامداً،
للعطف والأبهاجِ والأتحافِ
بروملي: 17 صفر 1400هـ
5 يناير 1980م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 558 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.