| رَعَى عُهودَ اللُّقى في عُمرِنا وسقَىَ |
| أيَّام لا نعرفُ الأحزانَ والأرقَا |
| أيامَ كُنا نُغنّي العُمَر قافيةً |
| سكْرى ونرقُصُهُ حُبّاً، ولَحْن لُقَى
(1)
|
| أيام؛ بلْ وليالي الشعر ترشف من |
| كؤوس أحلامها خمرَ المُنى عَبِقا؛ |
| إن فاتَها نَيْلُ ما تهواهُ مصْطبحاً |
| نالتهُ وهي تناجي اللَّيل مُغْتبِقا |
| رعى العُهود التي ولَّتْ صدى ولَهٍ |
| أهابَ، والطرفُ يرنو خاشِعاً شَرِقا
(2)
|
| فقلتُ: مَنْ؟ قال: صوتٌ قلت: أعرفه |
| فقال: كيف؟ فقلت الحُلم قَد صدقا . |
| قال: الصَّبابة؟ قُلت: القلب كابَدَها . |
| قال: الهوى؟ قلت: منْ غيري له عَشِقا؟ . |
| أنا الذي لليالي الطيش قد خَضَعَتْ |
| أيَّامُ عُمري وبالأوهام قد وثِقَا |
| حَتى صحا حُمقي حيران مضطرباً |
| لا يستطيعُ سوى النكران لو نَطقا! |
| * * * |
| رعى عهود ليالي الحب وارفَةً |
| يُضفي عليها شجيْرات الهوى غَدِقا |
| "ربُّ الغرام": الَّذي إن شاء أحرقَها |
| وإن أراد غذاها بالمنى وسقَى!! |
| بالشِّعرِ يَنهلُّ مِن روحي ويعزِفُهُ |
| قلبي، وقد جنَّ في أحْلامه نزِقا |
| الحبُ ما الحُبّ؟ طير شاردٌ غَرِدٌ |
| أفضى بمكنون ما يخفيه، واختَنَقا!؟ |
| أم نغمةٌ صاغها "الشيطان" "قافية" |
| في "صوت حواء" تُغري "آدم" الحَمِقَا؟ |
| أضاع "جنته" من أجلها، وهوى |
| إلى العذاب. وسف النار واحترقا |
| يا ليتَهُ لم يُصخ يا ليت شهوتَه |
| خَبَت: وإن ظَلَّ مجنون الهوى قلقَا |
| لكنَّه الحُب؛ مَلكٌ ظالمٌ شرسٌ |
| والبُغض "إبليسُهُ" الفذ الذي فَسقَا! |
| يا مَن بها كنتُ مجنوناً أهيمُ وقَدْ |
| صارتْ حياتي إليها كلَّها طرقا |
| إذا صحوتُ: تكون النَّار والألقا |
| وإن غفوت تكون الحلْم والغَسقَا |
| وإن تذكرتُ كانتْ كل معرفتي: |
| ما أرتجيهِ وما يأتي وما سبقا! |
| وإن تَغالى جنوني فَهْي في خَلَدي |
| عَقلٌ، وإن خان صمتي صوتُها استرقا! |
| ماذا تُريدينَ؟ أحلام المنى انتَحَرتْ |
| والحُبُّ قد مات، والإِخلاص قد أبِقَا
(3)
|
| والدَّمع جفَّ وقلبـي بعد ما انْتَعَشت فيه مشاعر يأسي بالرِّضا خَفَقَا |