فيك وفي الوردة سر المنى |
وبالمُنى يحيا الهوى والجمال |
كلاكما لي متعةٌ في الدُّنا |
أنالُها بالحس أو بالخيال |
ألقاكما في عبْقرٍ بالرؤى |
وفي مجال الروض تحت الظلال |
فصوتك المأنوسُ إذ يعتلي |
أسمعُه في نغمة البلبل |
وفي خرير النهر والجدول |
يهزج بالألحان بين الورود |
* * * |
الوردة الحمراء قد أشبهتْ |
بسمتك الحلوة وقت الصفاء |
والنرجس الناعم أجفانُه |
مُسْبلةٌ يسرق منكِ الحياء |
والياسمينُ الغضُّ في لينه |
يحكيك في الرقةِ والانثناء |
وإن تجلى الورد وهو الحزين |
مبتسماً للنرجس المستكين |
فأنتِ من أسباب هذا الفتون |
سركِ في العالم سر الخلود |
* * * |
فكل ما في الروض من جدول |
أو زهر أو بلبل شيق |
مُمْتثلٌ للحُسن في قيده |
يخطر كالراسف والمُوثق |
لكن روضي اليوم إذ جئته |
حياكِ بالباسم والمُونق |
ما بسمةُ الأوراد إلاَّ عتاب |
وما انثناءُ الغصن إلاَّ اقتراب |
كلاكما متصلٌ بالتراب |
من عالمِ الطينة حتى الأبيد |
* * * |
إن جفَّ ماء الورد في كُمِّه |
في وجنتيكِ الماء سر الحياه |
وإن شكى الدْوح صدى غلةٍ |
في ناظريكِ النبع يروي صداه |
أما صدى الشاعر لا يرتوي |
إلاَّ بنبع باردٍ في الشفاه |
ما ذنبُ هذا الشاعر الظامئ |
يشقى بحرّ الظمأ الطارئ |
هات اسقني فالويل للشانئ |
من نبعك المسحور ماء الوجود |
* * * |
يا فتنة الشاعر في روضه |
يلقاك ما بين مغاني الحُلم |
يا حُلم الأزهار إذ تعتلي |
في سبحات النور بين السدمْ |
في عالم الإِلهام إذْ نلتقي |
أنسى تباريح الهوى والألمْ |
هلا يدومُ الحب ما بيننا |
نسعدُ منه باقتطاف الجنى |
أوَّاه لو أبلغُ بعضَ المُنى |
من حسنكِ المُلهم أحيا سعيد |
* * * |