شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
97- ليلة العيد... عَلى شاطئ الحُدَيدة
[ألقاها صاحب الديوان ثاني يوم عيد الفطر 2 شوال سنة 1372هـ، في حفل يرأسه سيف الإسلام البدر، ولي العهد، وقُدِّمت إلى الإِمام أحمد تهنئة بالعيد]:
(ذهبُ الأصيل على لجين الماء)
تسبي مفاتنُه نُهى الشعراءِ
وشراع كل سفينةٍ يهفو به
شوق النسيمِ، ولهفةُ الدأماءِ
والموج يعْبَثُ راقصاً ومصفِّقاً
والشط يضحك بالثرى الوضَّاءِ
والأفق يغمره الجمال كأنما
نسجتْ غلالتَه يد اللألاءِ
والشمسُ في شفق المغيب كأنَّها
كبد الشجيّ تضرَّجت بدماءِ
حتى إذا التقمَ الخضمُّ شعاعها
وطغَتْ على الدنيا دُجى الظلماءِ
نثرتْ على الأفق النجوم كأنَّها
زَهر يميسُ بروضة غنّاءِ
وتطلَّعت زُمُر البشائر تحتفي
وتزفُّ حلم اللَّيلة الغرّاءِ
هي ليلة العيد السعيد جمالُها
أبداً وسام الكون والآناءِ
هي بسمةٌ في كل قلبٍ وهيَ... للأرواح جنَّة بهجةٍ وضياءِ
والعيدُ خلف الفجر بين السحر
والبسمات والأفراح والأضواءِ
يُزْجي البشائرَ للحياةِ كأنَّه
مَلِكٌ يسوق الخير للبؤساءِ
أعلى الملوك يداً وأسماهم أباً
وأعزُّ من يمشي على الغبراءِ
سند المكارم ملتقى حسناتها
والحجَّة الكبرى على الزُّعماءِ
في الحلم، في بثِّ الهداية، في التُّقى
في عزم تلك الهِمَّة القَعْساءِ
أبداً تسجِّل معجزات صفاته
عجز البيان، وخيبة البلغاءِ
وتُلَقِّن الدنيا بلاغة مجدها
بالفعل لا بزخارف الأسماءِ
هو (ناصر الدين) الحنيف؛ وإنَّما
بجهاده انتصرتْ منى الحنفاءِ
تمجيده شعري، وصدق ولائه
ديني، ونيل رضاه عين شفائي
ما زال حزني منذ فارق سوحه
حَظي ينغَّص ضحوتي ومسائي
* * *
يا ناصر الإِسلام حسبي حسرتي
بله الذي قاسيتُ من أرزاءِ
(بالبدر) نجلك عذتُ من شرِّ الورى
وهو المعاذ لمعشر التعساءِ
سر لمجدك أودع الرحمنُ في
ذاك الجبين المشرق الوضَّاءِ
سرٌّ تألق في جبين "محمد"
و"وصيه" و"بنيه" و"الزهراء"
ما زال طِلَّسْمَ البطولةِ والعُلا
وتميمة الزعماء والعظماء
جحدوه، أو كتموه، أو ضاقوا به
سيَظلُّ وضَّاءٌ كنور ذُكاءِ
تقفُ العقول على مطالع نوره
حَسرى تصَابر خيبة الأعياءِ
لا تستطيع تعمقاً في وصفه
كبُرتْ حقائقُه على الشعراءِ
فاعذُرْ يَراعي إن كبا، واعذر لسا
ني إن هفا، واعذر قصور ثنائي
حُبِّي لكم حَسْبي شفيع تحنُّن
ينثني سرائر محنتي الخرساءِ
ستُّون شهراً عشتُ فيها ميِّتاً
لولا رقى أملي وروح رجائي
ما حدتُ فيها لحظةً عن ذكركم
ندمان أبكي نكبتي وشقائي
وإذا انتشيتُ بخاطرٍ عن مجدكم
هان المطاب ولم أُبَلْ بعناءِ
وإذا ذكرتُ ندى "الخليفة" بُدِّدت
سحب المخاوف وهي ملءُ سمائي
وإذا لهجتُ باسمه متعوِّذاً
صُهِرَتْ قيودي واختفتْ أدوائي
حتّى تداركني لطيف حنانِه
فأفقتُ أرشف نسمة الأحياءِ
وسرَتْ بأعصابي الحياة لذيذةً
وجرت بترياق النشاط دمائي
سأظل أحمدُ "أحمداً" مترنماً
بعُلاه في الإِصباح والإِمساءِ
هو روض آمالي، وكنز سعادتي
وشعار إيماني، وسرُّ بقائي
* * *
يا ليلة العيد اغربي عنِّي فما
في العيد من أربٍ لصبٍّ نائي
الناسُ في بسماتهم قد أَغرقوا
همَّ الحياة وكربة البأساءِ
وعواطفي في ذكريات تعاستي
صرعى كأشلاءٍ على أشلاءِ
والحبُّ يغلي في دمي ويؤجُّ في
كبدي وتكوي ناره أحشائي
وكأنَّما أنا -والهموم تحوطني-
صوت أحيط بزعزع هوجاءِ
* * *
عيد الغريب الدمع، والآهات
والذكرى فيا شجواه للغرباءِ
ويح الغريب به إذا عصفت به
الذكرى فبات بليلة ليلاءِ
ورمى بنظرته الوجود فلم يجدْ
سلوى ولم يظفَرْ بأي عزاءِ
* * *
مولاي أنت العيد؛ كل مَسَرَّةٍ
لولاك لغو خرافةٍ وهُراءِ
فهو الجدير بأن يهنَّأ إذ زهَتْ
أفراحهُ بسماتك البيضاءِ
الحديدة: 2 شوال 1373هـ/ 1953م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :334  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج