شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ألقى الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين كلمته التي جاء فيها:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: ليست مفاجأة أن أتحدث في وقت ليس الحديث فيه لمثلي. الحديث للمحتفي والمقدمة تسبق ذلك ثم المحتفى به. وإذا كان هناك لإِنسان كلمة فيمكنه أن يقولها في آخر هذا الحوار، أو هذه الأمسية، أو هذا الاحتفاء، وكسر هذه القاعدة ربما كان له سبب ولا أريد من أستاذنا الشيخ زيدان أن يفرك يديه ويصفني كما يصف نفسه بثرثارة في كل ناد يخطب فقد أكون مُكْرَهاً في موقف كهذا، أو في تقديم الأساتذة الذين يستدعيهم النادي ليحاضروا فيه. فأنا أخاف من اللاقط خوفاً شديداً، وأرجو في كل الأوقات من زملائي في النادي أن يشاركوني أو يحملوا عني بعض الأعباء وهم قادرون أكثر مني ولست بخيرهم. هذه المقدمة كان لا بد منها ذلك لأنني كنت وشيخنا الأستاذ أحمد المبارك عضو النادي نتحاور في هذه البادرة الكريمة، بادرة التكريم التي بدأ بها الصديق الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه، ولا أقول إنه كان ينبغي أن يكون هذا للأندية الأدبية. لأنها هي صاحبة الدور الأساسي كما ينبغي، ولكن هناك عوامل لعلكم تعرفونها، ولا بأس لو أضعت الوقت وقلتها بإيجاز. في تصوري أن الاحتفاء في مركز مثل النادي الأدبي ينبغي أن يكون شاملاً بمعنى ألاَّ يقتصر هذا الاحتفاء على كلمة عابرة، أو حديث عن حياة المحتفى به، وإنما ينبغي أن تكون هناك دراسة لأثر المحتفى به. وقد شاهدت قبل شهرين في مصر، في مهرجان طه حسين الذي تقيمه جامعة المنيا وهم يكرمون الأستاذ يحيى حقي، وقد منحته الجامعة درجة الدكتوراة حيث اجتمع نفر من الدكاترة، وتكلم كل منهم عن جانب من حياة المحتفى به وعن آثاره. فإذا قصَّر النادي وهو ليس بمقصِّر كما أتوقَّع، فإن من الصعب أن نجد من يقدم لنا دراسات عن أثر الأستاذ الزيدان، والأستاذ السباعي، وعن بابا طاهر، وعن الشيخ عبد القدوس - يرحمه الله - وعن الآخرين. فلذلك تأخرنا في أن نقوم بهذا الدور، وسبقنا صديقنا الأستاذ عبد المقصود خوجه بهذه البادرة الكريمة، والحوار الذي دار بيني وبين شيخنا الأستاذ أحمد المبارك هو أن هذه البادرة التي يقوم بها الصديق عبد المقصود هي ندرة عبر التاريخ الطويل. فما رأينا إلاَّ قلة في عالمنا العربي ممن يقوم بهذا الجهد الفردي في تكريم الأدباء في هذه المناسبات المتتالية، فيجمع هذا الشمل الكبير ليحتفى برجل من كبار أدبائنا وعلمائنا تكريماً على قدر ما تسمح به الظروف، ويكفي هذا فخراً لنا أن نجد مثل الأستاذ عبد المقصود يقوم بهذا الدور. النقطة التي وصلنا إليها أنا والأستاذ أحمد المبارك هي: أن هذا الرجل الذي يُكرِم الآخرين ينبغي أن يُكرَم. هذه الفكرة التي طرأت على رأي الأستاذ أحمد المبارك وألقى بها إليَّ، وقلت: إنني سأغتنم أول فرصة وسأكسر القاعدة المتَّبعة لأتكلم قبل الآخرين وأقول أننا ينبغي أن نكرم الأستاذ عبد المقصود. أنا أفرض هذا التكريم شاء أم أبى وأعطيه مهلة لا تزيد على 30 يوماً ونحن في السابع من جمادى الآخرة وله أن يحدد اليوم الذي نكرمه فيه. إن هذا واجبنا وأرجو ألاَّ يتبادر إلى الذهن شيء آخر، فكثيراً ما نسمع الاتهامات توجَّه لمن يحتفي بإنسان يستحق أن يحتفى به. فيقال: إن هناك مصلحة وراء هذا الاحتفاء كما قال بابا عزيز في الأسبوع الماضي وهذه المصلحة تحول بيننا وبين النشر في الصحف..
- ونحن إذ نكرِّم إنسانا إنما نحتفي به، أو نؤدي واجباً، وليس هناك مصلحة وراء هذا التكريم.
- لذلك فنحن ليس بيننا وبين هذه الاتهامات أية علاقة وإنما نحن نقدم التكريم لمن يستحق التكريم ولمن يبادر بهذه البادرة الطيبة.
- أرجو من الصديق أن يقبل هذه الدعوة من النادي لتكريمه فهو جدير به، وهو رد لبعض جميله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويعقب الأستاذ عبد المقصود خوجه على كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين قائلاً:
- أشكر الأستاذ عبد الفتاح أبا مدين لمشاعره الكريمة، وفي الواقع، ما أقوم به هو جهد مقلّ، وأنا منكم وإليكم.
- إحساسي ودافعي إلى هذا العمل هو في الواقع جزء من حق لرجال الفكر والعلم.
- رأيت أن أقوم ببعضه وقد تقبَّلوه، فشرَّفوني فكان تشريفهم التكريم لي. في الواقع إضافة إلى ما أشرت إليه فإني أشعر أن الأستاذ عبد الفتاح أبا مدين والأستاذ الكبير أحمد المبارك قد أفاضا عليَّ بما لا أستحق، وأقر أن الجهد هو جهد مقلّ.
- إنني إذ أقبل دعوتهما لي وممتناً لما تفضَّلا به عليَّ، أرى أن هناك أكفاء يستحقون التكريم قبلي لما قدَّموه.
- ولي من سعة الصدر عند أستاذي الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين أن يترك متسعاً من الوقت ولا يحدِّده كما أراد بـ 30 يوماً.
- لقد استعمل كلمة التقسيم ولم يقل شهراً، فقال 30 يوماً ليظهر أن 30 يوماً تعني شيئاً كبيراً من عمر الزمن. على كلٍّ الشكر الجميل له، ولي معه كلمة، وأرجو أن يعتبر هذا الجهد وهو جهد مقصر إنما أقوم به رغبة مني في أداء بعض واجب لا أكثر ولا أقل.
- ويعود الفضل في هذا الاحتفاء للمحتفى به، وإلى وجوهكم الكريمة المنيرة التي تشارك في هذا الاحتفاء. فلولا هذا الفضل ولولا هذه الوجوه الكريمة لما كان لهذه الاحتفاءات صبغتها الجميلة، ولما رأينا هذا الطابع الجميل الذي نتمتَّع به، فلكم وإليكم هذا الفضل. واسمحوا لي بكلمة موجزة أعبِّر فيها عن دواعي الغبطة والسرور، بضيف شرف هذه الأمسية، الأستاذ المبدع الكبير، والشاعر القدير حسين باشا سراج.
- الأستاذ حسين سليل بيت علم وفضل وأدب. لقد تلقّى العلم كابراً عن كابر، وأباً عن جد، فوالده وقبله جده، كان كل منهما قاضياً من قضاة الحجاز، لقد حظي كما سمعتم بقسم وافر من العلم خارج المملكة ولعله وهو أول رائد من روّادنا الكبار الذين تخرَّجوا من الجامعة الأمريكية، متخصصاً في الآداب، وقد كان ذلك منذ حوالي نصف قرن تقريباً.
- ولعله من الروّاد الأوائل الذين يجيدون اللغة الإِنجليزية، وله من مؤلفاته الكثيرة ومن لوحاته التي رسمها لنا، ومن كلماته الجميلة، وألفاظه المعبِّرة، ووجدانياته العميقة الأثر الطيب الكبير.
- إننا لو ألقينا نظرة على مسرحيته الشعرية "غرام ولادة" لكفانا ما كتب وما رسم وما نشر له، فهي واسطة العِقد. ونحمد الله أنه لم يستكفِ ببنت المستكفي، فقد رأينا له بعد ذلك "الشوق إليك" كما رأينا له أخيراً وليس آخراً - إن شاء الله - ديوان "إليها".
- إن الأستاذ حسين سراج يستحق كل حفاوة وتكريم، وإن مشاركتكم لها الأثر الكبير في إضفاء جو على هذا الحفل، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم جميعاً. أودُّ قبل أن أترك اللاقط للأستاذ حسين باشا سراج ليحدثنا في هذه الأمسية عن ذكرياته وعن حياته كما يمتِّعنا ببعض من قصائده، أن أشير إلى أن ضيف شرف أمسية الاثنين القادم هو الأستاذ الأديب الصحفي المبدع السيد أحمد عبيد، الذي سيتجشَّم عناء السفر ويشرِّفنا بحضوره مساء الاثنين القادم، فالدعوة موجَّهة لكم جميعاً لتشريفي بالمشاركة للاحتفاء به وأهلاً وسهلاً بكم مرة أخرى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع أطيب التمنيات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1029  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.