شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أحمدو ولد بيّة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمس جاءني السيد الأستاذ الشنقيطي وهو أحد أصدقائي من الأدباء الطيبين المعجبين بهذه الأمسية والمتابعين لها، وقال إن صديقك الشاعر أحمدو ولد عبد القادر سيحل ضيفاً على الاثنينية وأنت أفضل من يتحدث عنه هكذا قال، وافقت بدون تفكير فليس ثمة ما هو أمتع من الحديث عن الأصدقاء الذين تحبهم وتعرفهم تمام المعرفة، ولكن بشيء من التفكير بدت لي المسألة أصعب قليلاً، ذلك أن الحديث عن الأصدقاء لا بد أن يتحول إلى نوع من الحديث عن الذات، طالما أن زاوية النظر محددة أصلاً بالصداقة نفسها، وكل كلام من هذا القبيل سيكون حديثاً عن الذات أكثر منه حديثاً عن الموضوع، والحديث عن الذات أمر مستهجن وغير مطلوب وغير مرغوب فيه، ثم بتفكير أعمق بدت لي المسألة ضرباً من المستحيل، لأن المعرفة الشاملة العميقة ليست كما يتبادر إلى الذهن عوناً على الحديث، وإنما هي عائق أمامه ومثبطة عنه ومحيرة فيه، عندما فكرت في الحديث عن ضيفكم وبسبب المعرفة، انتصب أمامي ألف عنوان كلها على مستوى واحد من الأحقية في التناول، وكلها مطلوب وكلها مشتهىً وكلها تصعب التضحية به عن طيب نفس وراحة بال.
أنتم الذين لا تعرفون من الرجل إلا بُعداً واحداً هو الأدب أو الشعر تستطيعون الحديث عنه بسهولة ويمكنكم أن تتحولوا إلى مجامع من القضاة والمحامين أمام محاكم النقد الأدبي وأن تصدروا ما يروق لكم من أحكام ولا هم يحزنون، أما أنا فعن ماذا عسى أتحدث؟ هل أتحدث عن الفتى اليافع في الكتّاب الذي يتوقّد ذكاءً ونجابة ويناطح شيوخه في علوم النحو والصرف والبلاغة، ويتعلمون منه أخيراً، وكل ذلك لا يسعه حديث، أم عن الشاب المتوثّب الذي سبق عصره واستوعبه من وراء أسوار الصحراء المنعزلة المعاني الكبرى للثقافة والحضارة والتاريخ، واحتوى في داخله معاناة أمة وتاريخ حضارة، وطموح أجيال، كل ذلك لا يسعه حديث ولا أحاديث، أم عن الرجل الواعي والفيلسوف والمربي والملهم الذي أخذ على عاتقه مهمة إنهاض شعب.. وتعليم شعب.. وقيادة شعب، وأن يكون فاعلاً في زمن رواج بضاعة المفعول به.
باختصار يا أخواني لقد عرفتُ الرجل فتىً في الكتّاب والمحضر وعرفته في المدرسة وفي النادي وفي المسجد، وعرفته في السجن وأمام المحكمة وعرفته في معاهد البحث العلمي ورئيساً للمحكمة العليا ومستشاراً لرئيس الجمهورية، وكلها معارف ودروس وحكم يستحيل اختزالها في حديث، أنا في ورطة من هذا الموضوع، الطامة الكبرى أن أحدهم همس لي قبل ساعة أن خمس دقائق فقط لا غير أمامك للحديث، هكذا اقتضت ضرورات التنظيم، قلت في نفسي وما تُغني دار أبي سفيان من قريش؟ بالتأكيد إنها لا تُغني شيئاً، ومع ذلك تكلمتُ فيها لا لأتحدث عن الضيف بل لأعتذر عن الحديث كما ترون.
أربع دقائق حتى الآن استهلكتها من هذه الخمس أما الخامسة فقد قررت أن أتحدث فيها لا عن الضيف بل عن المضيف، لقد مضى على هذه الاثنينية نحو ربع قرن وهي مشغولة بتكريم الأمة، فهل فكرّت الأمة أن تُكرِّم الاثنينية وصاحبها، الوقت أيها الأخوة لا يسمح بالتفاصيل أريد أن أقدم اقتراحاً موجزاً وطبقاً لرغباتكم، لماذا لا يقوم عشرة أو عشرون أو خمسون أو مائة أو مائتان من الذين كُرِّموا من على هذه المنصة باعتصام أمام جامعة الدول العربية ومعهم اتحاد الأدباء العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وغيرها من المنظمات التوحيدية التي لم توحِّدْ شيئاً، لمطالبة السيد عمرو موسى بتوجيه دعوة لوزراء الثقافة العرب للاجتماع هنا وفي هذا المكان لتكريم هذه الاثنينية وصاحبها، هذا هو اقتراحي فما رأيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدي الاثنينية ليست بشخصي وإنما بشخص من أتاح لنا الفرصة لتكريمه، وبشخص من تفضل بالحضور وشارك بأي كلمة أو مداخلة أو اشترك في الحوار، فالاثنينية من هذا الجمع وبهذا الجمع وإلى هذا الجمع ومع هذا الجمع، وما أنا إلا سبب من الأسباب لا أكثر ولا أقل، مواطن إن شاء الله في الصف أقوم بما تمليه عليَّ المواطنة من واجب أرجو أن أكون قد وُفقت، وإذا وفِّقت فذلك توفيق من الله وشكراً لمحبتك، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله عملاً خالصاً لله سبحانه وتعالى وللوطن وللأمة العربية والإسلامية، وشكراً لك.
 
عريف الحفل: أنقل الميكروفون الآن إلى سعادة الأستاذ أحمد محمد الأمين المانة باحث وشاعر.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 102 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.