شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الشيخ الدكتور عبد اللَّه بن بيّة ))
الحمد لله رب العالمين، اللّهم صلِّ وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
شكراً من جديد للشيخ عبد المقصود الذي هو بالنسبة للأدب والأدباء منهل مورود وهو مباءة الشعراء ومثابة العلماء، عَوَّدنا في بيته العامر أن نلتقي بأوجه العلم والشعر والأدب من أنحاء العالم، والليلة نقول شكراً مرة أخرى لأنه يُكرِّم موريتانيا يُكرِّم بلدي في شخص شاعر وأديب وباحث، شهد له الموريتانيون بمختلف أطيافهم وطبقاتهم بالنبوغ والتميز، وذلك شيء نادر في بلد قَبَلي يتنافس حتى لا أقول يتحاسد أبناؤه ويتنافسون في الشعر وفي الكلمة.
أخونا أحمدو عرفته قديماً الحمد لله وزاملته تقريباً في مختلف مراحل الحياة وكنت على صلة به، وهي صلة يعززها الإعجاب وأيضاً الصداقة الخالصة، هو من بيت علم وشعر ومن قبيلة تميّزت تميزاً كبيراً في هذه الخطى بالشعر وباللغة العربية وبالعلم أيضاً والتقوى، إذ يقول شاعرهم:
أنا العربية الفصحى وإنا
أعم بها العالمين انتفاعا
فمرضعنا الصغير بها يناغي
ومرضعنا تكوّرها قناعا
 
وفي وقت من الأوقات كان أحد العلماء يبحث عن أنساب القبائل ويفتش تفتيشاً لعلّ أحد الحسنين رأى فيه نوعاً من الزيادة من المطلوب فقال:
إنا بني حسن دلت فصاحتنا
أنَّا إلى العرب العرباء ننتسبُ
إلا تكن بينات أننا عرب
ففي اللسان بيانٌ أننا عربُ
 
هذا افتراض إلا تكن بيئتهم.. هم ينتسبون إلى النسب النبوي إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهذا يعني منتهى الشرف والانتماء إلى الدوحة النبوية الشريفة.
فأحمدو إذاً ليس غريباً في معدنه، فهو من معدن علمٍ وشرف وأدب وشعر وبيان ورصانة، أحمدو كما تفضلتم انتشر ذكره في موريتانيا وفي المغرب العربي، وطبعاً في المشرق لقد قلت مرة إن المشرق دائماً لا أقول يتجاهل ولكن ينسى النبوغ الذي يكون في المغرب عادة، ربما لتباعد المسافات وربما لانشغال المشارقة وإعجابهم بما عندهم من العلم والأدب، وهذا الأمر قديم فابن حزم كان يشكو منه ويقول أنا الشمس إلا أن مطلعي الغرب، يشكو من هذا التجاهل ويرى أنه ليس دون المشارقة، فله سمعة وله انتشار في موريتانيا وفي دول المغرب العربي.
لقد بدأ شاعراً ثائراً، وليسمح لي أن أقول عنه بعض الأشياء التي قد لا يعرفها الإخوان عنه، بدأ شاعراً ثائراً في الستينات، وكانت الثورة في ذلك الوقت أو الإرهاب كان يسارياً فكان هو من زعماء الإرهابيين -لا أريد أن أبلغ الأمريكان عنك- ولكن عندما يقول حكيم العنف أيها الإنسان إنما السلم خدعة وهوان، فكان يدعو إلى تحكيم العنف وتحكيم السيف في رقاب العدل، فكان ثائراً في تلك الفترة، وكان هَمُّ بلاده وهَمُّ العالم الإسلامي وهَمُّ فلسطين بالذات يؤرقه، وتفيض به قصائده.
كان متفائلاً في بعض الأحيان، له إيمان بأن الشعب وبأن الجماهير يمكن أن تأتي بالشيء الكثير، ها هو كالشابي عندما يقول:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بُد أن يستجيب القدر
 
فهو أيضاً يرى أن الجماهير تخلق معجزات عندما يقول:
في الجماهير تكن معجزات
ومن الظلم تولد الحريات
 
لكنه في بعض الأحيان يتأفف ويغضب ويضيق صدره عندما يرى القطيعة في المغرب العربي، والتناحر وكأن المغرب العربي قبائل مكتوب عليها أن تظل دائماً في قطيعة وتناحر، وأن تعيش التراث الذي تركه الاستعمار في سنة 1900 كان وزير الخارجية الفرنسية ووزير خارجية أسبانيا يوقعان اتفاقاً لتقسيم منطقة المغرب العربي، وهكذا أخذت أسبانيا منطقة الصحراء، هذا الإشكال قبل مائة سنة ما زلنا فيه اليوم بعد مائة سنة وخمس سنوات فهو في بعض الأحيان يضيق صدره حتى يُخيَّل إليَّ أنه كزياد عندما تحدث عنه الجواهري:
 
كفعل زياد حين أُحرِجَ صدره
وضويق حتى قال خطبته البترا
 
الجواهري طبعاً كما تعرفون شاعريته ثائرة ومتحمسة، فأحمدو أيضاً هو يضيق عندما يقول:
 
أف على الشعر ما الدنيا بأجمعها
إن لم تُقرِّب إلى الأخوان إخوانا
 
يضيق صدراً بهذه القطيعة بين بلاد المغرب العربي وهم يكوِّنون.. ينبغي أن يكوِّنوا دولة واحدة وأمة واحدة.
أحمدو شاعر مطبوع، شاعر يعيش هَمَّ بلاده، شاعر قليل الغزل، لأنه يتغزل بالأمة، شاعر جمع بين القديم والحديث، جمع بين المعاصرة والأصالة، سأترك أحمدو يتحدث معكم فالشاعر له أحاسيسه المرهفة وله أيضاً كوابيسه الممتعة، ليتحدث عن أحاسيسه وكوابيسه، فالكلام من فم صاحبه أحلى كما نقول في المثل الموريتاني، وأشكركم سيدي عبد المقصود مرة أخرى وأشكر الأخوة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: قبل أن أنقل الميكروفون، أمامي الآن سبعة أسماء تقريباً وأنا أخاف أن يأخذنا الوقت ونريد أن نستمع للضيف أكثر الوقت، فنأمل التكرّم من أصحاب المعالي والسعادة الاختصار، أنقل الميكروفون الآن إلى سعادة الدكتور سعيد السريحي الأديب الناقد والكاتب الصحفي المعروف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1260  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.