(( الحوار مع المحتفى به ))
|
عريف الحفل: الدكتور عبد الله منّاع يقول: |
هذه الليلة التي وردت فيها فكرة جمع أغاني الأستاذ إبراهيم خفاجي جميعها، وتشكيل لجنة لجمع هذا التراث الجميل أنا أريد أن أضيف شيئاً واحداً. أرجو أن يكون أيضاً مع اللجنة أحد اللغويين ليشكِّل هذه الأغاني الشعبية حتى تقرأ للعامة وللمتعلمين. |
|
عبد المقصود خوجه: سنعمل جاهدين على تنفيذ هذه الفكرة وبأحسن طريقة آخذين بعين الاعتبار ضيق الوقت على حفظ هذا التراث وتشكيله وإذا أمكن تشكيله في طبعة أخرى بعد ذلك إن شاء الله. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ يعقوب إسحاق: |
سؤال لشاعرنا الغنائي الكبير إبراهيم خفاجي الذي يكتب أغانيه الرومانسية الجميلة بنكهة حجازية. لماذا تحول المطربون في بلادنا إلى غناء الأغنية المكتوبة باللهجة النبطية، ولي بهذه المناسبة معاتبة صادقة إلى صديقي القديم الفنان الكبير محمد عبده الذي احتضن وغنى الأغاني النبطية في الوقت الذي يملك فيه الحس الفني اللازم والقدرة والإمكانيات الضرورية لغناء الكلمات الحجازية وتشجيع شعرائها. راجياً إبعاد التأويل الشيطاني لسؤالي لأني مواطن أحب كل جزء من أجزاء بلادي وأنا من محبّي ومتذوقي لهجة الحجاز الشاعرة. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: شكراً جزيلاً على هذه البادرة منك والحقيقة الآن الأغنية صارت تكلّف الشيء الكثير مادياً وليس من السهل أن تغنى الأغنية كما كنا، الآن الأغنية لها ترتيب كثير ولهذا انفرد بها أصحاب المصالح المادية ولذلك انعدمت الثقافة المعنوية في عالم الأغنية؛ وكثير من الناس يلوموننا أين اللغة؟ أين الأغنية؟ ولا يدرون أن الأغنية تكلف الآن الشيء الكثير، ونحن عندما كنا نكتب الأغنية كنا نكتبها على طريق الترفيه والمزاح والتكلفة البسيطة وحسبي عندما أتصارح مع أصحاب الألحان يقولون إن الألحان موجودة والكلمات موجودة، وليس تواضعاً مني فقد رأيت شبابنا الآن موجودين، ولديهم الكثير من الصور الجميلة ولكن عندما تعطيها للملحن يتعب في تلحينها ثم لمن يعطيها؟ ليغنيها!؟، والمغني يقول إنها تحتاج إلى مال، ومن هذا المنطلق لهم العذر ولا أداجي والكرامة معنى وهذا هو الواقع الملموس الذي غيّر التيار، وهو مادي بحت. |
عريف الحفل: محمد عبده له تعليق: |
الأستاذ محمد عبده: إضافة إلى موضوع المادة الذي تحدث عنه الأستاذ إبراهيم خفاجي فاليوم شركات الإنتاج تلعب دوراً كبيراً في تمويل أذواق الناس أو في برمجة أذواق الناس، بالنسبة لسؤال الأستاذ يعقوب حبيبنا وأخينا أقول إنه لا يخلو أي شريط لي جديد إلا وفيه أغنية باللهجة الحجازية، فلو رجع إلى أي شريط أخير إلا ويجد فيه أغنية باللهجة الحجازية قد تكون كما يسمى الـ head أو الأغنية الرئيسية، صحيح ولكن هذا قدرها إذ ليس بالإمكان أحسن مما كان، فأنتم تريدون خفاجي آخر وليس هنالك خفاجي آخر بل هو واحد لم نشهد غيره حتى الآن، تريدون أن يكون محمد فهد العيسى آخر ولكن لا يوجد، أنا أتمنى أن يخرج شعراؤنا في مكة وجدة وغيرها أن يخرجوا من دائرة التقليد ويبرزوا مستقبلاً لنا بشيء جديد تذكر لهم الأجيال القادمة ذلك. |
وسؤال من الأستاذ كمال عبد القادر يقول لم نتحدث عن الأستاذ الخفاجي الملحن، حقيقة لم نغفل هذا ولكن قد يكون عامل الوقت لم يساعدنا في ذلك، لكن الأستاذ إبراهيم خفاجي كثيراً عندما يضع الكلمات يتخيل لها مقدمة اللحن، فهو يعطينا فكرة الدخول إلى اللحن ونحن ننطلق من ذلك، هذا جانب يتميز به الأستاذ خفاجي عن باقي الشعراء. |
عريف الحفل: شكراً للأستاذ محمد عبده ونحيل الميكرفون للسيدات الفاضلات: |
الدكتورة أميرة قشقري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكري الجزيل وامتناني للشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الفرصة الرائعة، والذي أتاح لنا المشاركة في نشاط جميل نستفيد منه إن شاء الله الاستفادة الكاملة، وشكري أيضاً للأستاذ إبراهيم خفاجي ولدي سؤال، كنت في الحقيقة أُسأل دائماً من هو مؤلف وملحن النشيد الوطني، فاحترت وبدأت أسأل عنه، دائماً نتغنى بالنشيد الوطني للمملكة وطالباتنا وطلابنا دائماً يتغنّون به ويغيرون فيه بعض الشيء، فلم يستطع أي واحد أو واحدة الإجابة عن هذا السؤال، فسألت وبحثت وقيل لي إنه الأستاذ إبراهيم خفاجي، فكانت تلك معلومة جديدة لي، وسؤالي لماذا يغيب ذكر الأستاذ إبراهيم خفاجي عند ذكر النشيد الوطني؟ فأعتقد أن كاتب القصيدة أو الأغنية له علينا حق كبير وبالذات للأجيال الجديدة، فيجب أن نعرف من هو؟ وأرجو من الأستاذ إبراهيم خفاجي أن يعرفنا إذا كان ذلك صحيحاً، وشكراً جزيلاً. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: شكراً جزيلاً، وفي الحقيقة إن المساهمة في النشيد الوطني لها أحاديث طويلة والوقت لا يسعفني أن أشرحها بشكل وافٍ، ولكن هو تصميم ولاة الأمر على أساس أن السلام الملكي كان سلاماً بالأدوات النحاسية في أول عهد الملك عبد العزيز، ومن هذا المنطلق كان المعروف أن توضع الكلمة قبل اللحن، ولكن كانت الظروف في ذلك الوقت أملت على أساس أن يكون هنالك سلام ملكي متكامل لأن الدولة آخذة في النمو وفي التوجيه نحو خططها المستقبلية، من هذا المنطلق بقي النشيد من غير كلمات ثم عرف وانتشر في جميع أنحاء العالم وفي السفارات، والقصة طويلة، أما ألاَّ يعرف البعض مؤلف النشيد الوطني فهذا شأن الإعلام والصحافة. |
عبد المقصود خوجه: أحب أن أضيف أن هذا السؤال يجيّر لوزارة الثقافة والإعلام وللصحافة بصفة عامة فالنشيد الوطني يجب أن يذكرنا دائماً باسم مؤلفه والملحن، وبهذه المناسبة وردني من الفنان محمد عبده أن ملحن النشيد الوطني هو الأستاذ عبد الرحمن كامل وهو ملحن مصري شقيق الفنانة فايدة كامل. فللتاريخ أذكر هذه الجزئية الصغيرة ولكنها الكبيرة على ما أعتقد. |
عريف الحفل: نترك الميكرفون مرة أخرى للسيدات الكريمات. |
الدكتورة أميرة قشقري: الأستاذ إبراهيم خفاجي هل لديكم فكرة لإنشاء مركز أو نادٍ أو أكاديمية تهتم بالشباب الموهوبين والموهوبات في مجال الغناء والموسيقى والدراما.. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: هذا السؤال لا أستطيع الإجابة عنه لأن فاقد الشيء لا يعطيه، أنا لا أستطيع أن أعمل معهداً أو نادياً فهنالك من الناس من يستطيع ذلك أما أنا فلا، وصدقت أنه ليس لدينا معهد موسيقى أو معهد مسرحي وليس لدينا توثيق المسائل الفنية البحتة، كما أن الظروف الحالية لا تساعد على ذلك ولكن نأمل مستقبلاً أن يتحقق كل هذا إن شاء الله. وشكراً. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ محمد الحسون يقول: |
أحصيت لك ستة وثلاثين عملاً بينك وبين الأستاذ طارق عبد الحكيم، أيّ هذه الأعمال أقرب إلى نفسك ولماذا؟ وأعلم تماماً أن الأب يحب كل أبنائه. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: شكراً لك، وكما ذكرت فإن الأب يحب كل أبنائه إذا كان هنالك توقف فيما يكتب الإنسان فقد انتهى كل شيء: |
إني رأيت وقوف الماء يفسده |
إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب |
|
|
فالإنسان دائماً توّاق للتطوير وللجديد ومواكبة الزمن والمرونة والتعايش، والشباب الآن هم عماد المستقبل ولكنني أرى أن هنالك بوادر كثيرة جداً ونحن على الطريق الصحيح سائرون. |
عريف الحفل: سؤال من الشاعر فيصل البركاتي: |
لقد ذكر الدكتور عبد الله منّاع أن أغنية أبكي على ما جرى لي يا هلي، والتي لحنها الأستاذ طارق عبد الحكيم بأنها من شعر الشاعر إبراهيم خفاجي وبحسب ما لدي من معلومات فإنها للشاعر محمد الناصر السويلم لذا آمل طرح هذا السؤال على الأستاذ إبراهيم خفاجي. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: هي كما قال فهي ليست من كلماتي وإنما من كلمات الأستاذ محمد الناصر. |
عريف الحفل: الأستاذ غياث عبد الباقي يقول: |
الأناشيد الحماسية والقصائد القومية والوطنية التي كانت تتحدث عن قضايا العرب ومشاكلهم أين هي الآن أين أمثالها ولماذا لم تستمر؟ وهل السبب النكبات والنكسات التي أصابت الأمة أم الجمهور يريد ذلك؟ |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: الجمهور يريد ذلك فهذا جانب آخر، إنما هو الآن الوضع أننا عندما نتكلم عن قصيدة وطنية تعد معناها خروجاً من المخطط المرسوم من قبل ولاة الأمر، أما أنا أعمل كلمة وطنية لأهيج المستمعين وأنا أدرك كل الإدراك أن هنالك تخطيطاً سليماً يفرض عليّ كمواطن أن أتبعه، والفتنة أشد من القتل، والفتنة نائمة لعن الله من يوقظها، نحن الشعراء مكلّفون بأننا إذا رأينا شيئاً يساعد هذا الوطن في المسيرة الكبيرة لا بد أن نتبعه ولا نقف ضده. |
عريف الحفل: الأخ محمد مهيوب الجنيد مدير العلاقات العامة بمجموعة الصناعات الغذائية يقول: |
ما أروع كلماتك الشعرية وفي كل ما خطّه قلمك فهناك الروعة والجمال. هل هنالك أوبريت وطني أو ملحمة وطنية كبرى في ظل هذه الأحداث والمتغيرات والمستجدات الراهنة التي تمر بها الأمة. |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: الحقيقة أن موضوع المؤثرات التي نراها ونتعايش معها وموضوع الجنادرية والتغني بكل ما نملك من قوة لنواكب العصر الحديث هو في الحقيقة بمساعدة أستاذنا الكبير الفنان محمد عبده وكان لنا شأن في هذا الموضوع في حين ما أردنا أن نتعاون في الاشتراك في هذا الشأن والحمد لله فقد نجحنا النجاح المتوخى بنا وفينا، وقدمنا ما علينا، ولكن الظروف الآن تحيط إحاطة تامة بما يرسمه وما يطلبه الإنسان ولهذا -كما يقولون- كل شيء بأوانه. |
عريف الحفل: الأخ علي مدهش يقول: |
كما هي مكة المكرمة كموضع خالد للبيت الحرام هي أيضاً بيت ريادة لرجالها الأعلام في مختلف العلوم والمعارف الإنسانية وكما هو شاعرنا الجميل الذي وصفه معالي الدكتور محمد عبده يماني بأنه أمير الشعر الغنائي أبدع وأشجى وجدان الأمة الشعرية بلونه الغنائي إلا أن ساحتنا تخلو كلياً من الشعر المسرحي الغنائي، ترى ما السبب الذي جعل شاعرنا يهمل هذا الجانب علماً بأن ريادة المسرح لا تنسينا فضل محاولة المرحوم أحمد السباعي أم هنالك شيء من هذا لم يظهر بعد؟ |
|
الأستاذ إبراهيم خفاجي: شكراً لك، الحقيقة أنا كنت قبل أربعين سنة عندما بدأ الأستاذ أحمد السباعي في تأليف مسرحياته كانت المسرحيات لها أهداف تاريخية موروثة من مجتمع تقدمنا بألف وثلاثمائة سنة، فكانت هنالك بعض الآراء تناقض ذلك وما كان هنالك تشجيع لنبدأ نحن بمسرحيات ولا سيما في ذلك العصر في مكة المكرمة ولم يكن المسرح قد انطلق وحتى الآن تعثر، وعندما تشاهد مسرحيات هي مسرحيات تعالج قضايا معاصرة، فإذا أردت أن تكون المسرحيات ذات تاريخ موثق على الإنسان أن يتابعها من أمهات الكتب ويستنبط منها الصور التاريخية مع الموسيقى مع كل شيء، فكنا نحن في ذلك العهد، عهد السباعي عليه رحمة الله على أساس أننا نبدأ بالمسرحيات التاريخية ومعظمها دينية فكان هنالك اختلاف وشد حبل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا مسرحاً ومعاهد لهذا الفن حتى نشارك ونواكب العصر الحديث. |
عريف الحفل: الأخ الدكتور محمد بن عبد الله بصنوي يصر على أن تتاح له الفرصة ليذكر بعض الأشياء التي لا يعرفها الحضور عن هذا التاريخ المسطر، فليتفضل: |
|
|