شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ يحيى موسى كبوش ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد معلم البشر عامة وعلى آله وصحبه ومن والاه.
سعادة مدير التعليم المساعد الأستاذ عبد الله الثقفي..
سعادة الأستاذ عبد الله الحصين..
السادة رجال الفكر والتعليم..
الأخوة الضيوف والزملاء والأبناء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ابني رجل الميدان.. ابني الجندي المجهول.. ابني المعلم.. قرأت بعض أبيات للشاعر السوداني إدريس جَمَّاع، والذي كان شاعراً ومعلماً يتحدث عن الشاعر عامة وعن نفسه خاصة، وهو يقول فيها:
ماله في مواكب الليـل يمشـي
ويناجـي أشباحـه والظـلالا
هين تستخفـه بسمـة الطفـل
قـوي يصـارع الأجـيـالا
خُلقت طينة الأسـى وغشتهـا
نار وجدي فأصبحت صلصـالا
ثم صاح القضاء كوني فكانـت
طينة البـؤس شاعـراً مرسـالا
 
ولا أظنه ذهب بعيداً أن يقول طينة المعلم، ولعل هذه المناسبة من أجدر المناسبات التي تمتص من المعلم من رجل الميدان من الجندي المجهول روح الأسى، وتحمل هذه الطينة وتحولها إلى واحة خضراء تنتج لنا ثماراً يانعة.
أنا أتفق جداً مع الأستاذ في كل ما قاله، ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى إجراءات عملية، أنا لا أعترض على مدير التعليم لكن أنا أعمل في المملكة لأكثر من أربع وأربعين سنة، والمعلم يعاني ما يعاني، ونستمع ما نستمع ونقدم القصائد ونقدم الدروع والجدول ما زال أربع وعشرين حصة، ولما تتكلم عن الجدول في المدارس يقولون لك أن الوزارة فرضت ذلك.
كلام جميل أرجو أن يتحول هذا الكلام إلى إجراءات فعلية، أن المعلم كلما كان متميزاً كلما خفضنا الحصص، كلما وضعنا له ناد، كلما وضعنا له حوافز فعلية يكون أفضل، وليست دروع ولا أبيات من الشعر، واسمحوا لي أن أقرأ عليكم بعض الأبيات.
حيِّ الأكارمَ والأفاضلَ والغُررْ
وأفضْ ثناءً كالجواهرِ والدُّررْ
واصدحْ بلحنكَ يا كنارُ مغرداً
فوقَ الخمائلِ والحدائقِ والزَّهَرْ
مِنْ نرجسٍ أو سندسٍ وشقائقَ
ريَّا منَ الأنداءِ جَلَّلَها الخَفَرْ
وانظر إلى الأحبابِ حولك كلهم
في نشوةٍ تحكي النسائمَ في السَّحرْ
حتى المقاعدُ والشموعُ تراقصتْ
جذلى تشاركنا البشاشةَ والسَّمرْ
حقاً لقد غمرَ المكانَ أريجُكم
عطراً يضوعُ مع النسيمِ وينتشرْ
حيِّ العميدَ مُكرماً في دارهِ
كالنسرِ عاودهُ الحنينُ إلى الوَكرْ
شكراً فقد صنعَ اللقاءَ وضمّنا
في لمسةٍ تحكي الوفاءَ لمن ذُكـرْ
شكراً فقد جَمـع القلـوبَ علـى الوفـا
في محفلِ العلماءِ يوماً مُفتخـرْ
دَوماً يُلامسُ قلبكم إحساسنا
وبعطفكم طوقتموا كُلَّ الأُسَـرْ
يا من رفعتَ شعـارَ اثنينيةٍ
رمزاً يرددهُ الأوائـلَ والأُخـرْ
ويؤمها صيدُ الرجـالِ لينثـروا
في صدرها أغلى النفيسِ من الدُّررْ
فملكتَ في كُلِّ القلـوبِ محبـةً
لله لا جاهـاً تريـدُ ولا وَطـرْ
شكراً أبا أيمن فإنك شمسنا
نمتد منك ضياءنا نحن القمرْ
فسرورنا بلقائكم في حفلنا
شوقاً لمنطقكَ العزيزِ المنتظرْ
فلكَ الحفاوةُ في سوادِ عيونِنَا
وعلى القلوبِ أخٌ تربعَ واحتكرْ
شكراً لكل مساهمٍ في حفلنا
شكراً لمن لبّى النداءَ ومن حضرْ
فاليومَ يومٌ خالـدٌ متجـدد
يبقى بقاءَ النقشِ في جوفِ الحجرْ
اليومَ عيدُ العلـم في أبنائنـا
اليومَ عُرسُ المجدِ في هذا النفـرْ
بالعلمِ سادَ الناسُ في أوطانهـم
أحيوا من الآثار أجملَ ما اندثـرْ
فالعلم نبراس يضـيء طريقنـا
لولاه ما كان التقدم للبشـرْ
والعلمُ ينبوعُ يفيـضُ حـلاوةً
وكتابُ ربُّ العالمينَ بـهِ أمـرْ
وعظائمَ الآياتِ تذكـرُ فضلـهُ
اقرأ وربك والكثير من السـورْ
ورسولنا المحبـوب يأمرنـا بـه
لِلَّحْدِ منذ المهـد يحكيه الأثـرْ
ومجالس الخلفاء حبلى بالقصص
من حامل النعلين نستوحي العبر
فالحكم للتاريخ وهو مصدق
فيما يسجل من حديث أو خبرْ
يا أيها الصيد الذيـن عرفتهـم
منـذ الصبـا حـتى كسـا الشيب الشعرْ
يا ناشري خيرَ العلومِ لجيلنـا
يا ساخرين من الزمانِ إذا سخرْ
كنتم مراتعَ كـل علـم عندنـا
زمرٌ من الأجيالِ تعقبها زُمرْ
أورثتموا أبناءنا كـل التقـى
جاهدتموا في العلمِ ما أحلى الظفرْ
أحرزتموا فوقَ العلـومِ شمائـلاًً
عقلاً حكيماً زانهُ بُعدَ النظرْ
فمنَ العلومِ على الجبينِ وضاءة
وكأنها قد أُشرِبتْ ضوءَ القمرْ
أما الشواهدُ في جميعِ حديثهم
آيُ الكتابِ وما حواهُ المختصرْ
ومن المكارمِ والتواضعُ والنُّهى
ملءُ المسامعِ ذِكرُها مِلءُ البصرْ
ومـنَ الفنونِ بدائـعٌ وروائعٌ
كالحقلِ أينعَ بالبراعمِ وازدهرْ
وبمنزعِ الأكوابِ تُروى أنفسٌ
ظمأى تغذيها المعارفُ كالمطرْ
كنتمْ لواءَ العلمِ يخفقُ في العُلا
وبكم لواءُ العلمِ نافسَ وافتخرْ
بعتمْ ربيعَ حياتِكمْ وشبابِكُمْ
وركبتموا في العلمِ صهواتُ الخطرْ
رمتمْ مصاحبةَ الكتـابِ لأنـه
خِلٌّ وفيٌّ في الحضورِ وفي السفرْ
كم من يراعةِ كاتبٍ صاغتْ لنا
غُرراً من الأمثالِ في شتى الصورْ
جيلٌ يُحدِّثُ بعد جيلٍ عنكموا
قولاً تنوءُ به الصحائفُ لو نُشِرْ
الكل يعرفكم ويشهدُ أنكـم
جيلٌ تعزُّ به النفوسُ وتفتخرْ
نافستمُ الجـوزاءَ في عليائهـا
صَفْوَ النفوسِ فلا يُعكرهُ كَدَرْ
فوقَ النجومِ على الدوامِ محلكم
ولكم على أجيالنا أغلى الأثرْ
كالنخلِّ يشمخُ في الفضاءِ ويرتقي
ويمدُّنا أحلى الرطيبِ من الثمرْ
والشمسُ تسطعُ في المعالي والذرا
والضوءُ يحتضنُ البوادي والحضرْ
بالأمسِ كانَ لدى المعلمِ هيبةٌ
ومن الوقارِ عليه ما يجلي البصرْ
وتراهُ بينَ النشءِ يزهو شامخاً
ويجلهُ الأبنـاءُ قدوتـهُ عُمـرْ
واليومَ ضاعَ الكل ويْحِي إنه
خطرٌ يهددُ دِينَنَا أدهى خطرْ
الغربُ بث سمومهُ في جيلنا
كيفَ الخلاصُ أحبتي؟ أين المفرْ؟
صاغَ الرذيلةَ في ثيابِ حضارةٍ
ومنَ المفاسدِ ليسَ يُبقي ولا يَذَرْ
فشبابُنا خُدِعُوا بجيـلٍ فاسـدٍ
بَاعَ المكارمَ والمعالي وانحدرْ
ساروا وراءَ الغربِ في عاداتهم
حسروا الرؤوسَ وصففـوا خُصـلَ الشَّعرْ
ما رأيكم لو كان فينا مطربٌ
أو مخرجٌ أو بيننا عازفُ وترْ
أو كان من بين الحضور ممثلٌ
ومدرّبٌ أو بيننا لاعبُ أُكرْ
لهفتْ جميعُ وسائلُ الإعلامِ
تطلبُ رَسمهُ والبعضُ يلتقطُ الصورْ
وتَبثُّهُ الأقمارُ في كل الدُّنَا
وتذيعهُ الأنباءُ في أول خبرْ
أما المعلمُ رَغمَ كلَّ جُهودهِ
سيظلُ يندبُ حظهُ طولَ العُمرْ
دعواتكم.. دعواتكم يا إخوتي
لشبابنا فالجوُ أظلمَ واعتكرْ
فعلى ا لمعلـمِ أن يشـدَّ إِزارهُ
يَرعى البراعمَ والعقولَ منَ الصغرْ
وعلى المعلمِ أن يكونَ مجاهداً
في الله لا يرجو ثواباً من بشرْ
ضاعتْ عباراتي وماتتْ أحرفي
ويراعي المسكينُ عيا وانكسرْ
والله ما أوفيتُ بعضَ حقوقهم
كلا ولا أفرغتُ مكنونَ الصدرْ
لما رأيتُ الحُـرُّ يخجلـه الثنـا
أظهرتُ جزءاً والقليلُ قد استترْ
عُذري لديكم يا رفاقي وصحبتي
إني قليلُ الحظِّ في نظمِ الشِّعرْ
أُهدي التحيـةَ والسـلامَ مُعطـراً
مـا غـابَ نجمٌ فـي السمـاءِ ومـا ظَهَرْ
 
والسلام عليكم ورحمة الله..
عريف الحفل: شكراً للشاعر الأستاذ يحيى موسى كبوش، وقد تستغربون الشاعر القادم متخصص في الهندسة النووية، ومذيع في الإذاعة السعودية هو شاعر مبدع.. ومتحدث لبق، قال عنه أحد الزملاء إذا ارتجل لا يخطئ ولا يبطئ.. إنه الشاعر الزميل الصديق محمد العمري أبا معن فليتفضل.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :891  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .