شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ مصطفى زقزوق ))
أولاً: وقد تغطيت بفضل أخي الحبيب الرجل النبيل الشهم الأستاذ عبد المقصود خوجه بكلماته الرائعة التي جعلتني أتضاءل في ذاتي فأستشعر بهذه الكلمات أنني اقتربت منه ومنكم أكثر فأكثر لأخرج من عزلتي في العوالي بمكة المكرمةإلى هذه الوجوه الطيبة وأتملى بالرؤية الغالية وأتوقف عن السفر والارتحال بعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً، ولا أقول إلا كل خير لأحبابي الذين تكلموا عني جزاهم الله خيراً، ويبارك لنا في أستاذنا الجليل وفيكم جميعاً ويحفظكم من كل مكروه بحرمة البيت العتيق، ولي كلمة أقولها أيها الأعزاء بلسان الحب أخاطبكم معبراً لكم جميعاً عن شكري على حضوركم هذه الأمسية العاطرة بكم، وأتقدم بصادق العرفان والامتنان لسعادة أخي الكريم الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه على ترحيبةٍ بدأت معي منذ زمن طويل وتعامله النقي ليكتب بها على جدار الزمن سباقه لكل خير، فيخاطبه الوجدان اعتزازاً بنبله وارتفاعه بمثالية تجد في وسامتها ذلك التعريف بقيمة الشهامة ومحاسن الأخلاق وانطلاقة النفس إلى حيث تحب وتخلصها من أثر الهموم ورواسب الأسف يمنحها الفرصة للتجدد مع آمالها وعلاقتها بالجوانب الإنسانية ومسراتها كصوت شعر منغم وأرجٍ أكتب به عنواناً مضيئاً للكرم. فلا يستغرقني التأمل لقراءة تلك النماذج التي تكاد أن تصبح نادرة في حاضرنا وقد كتبها صاحبها بإرادة واعية في خزائن الأدب.
واستعراض قراءة أصالة شجرتي الترابية إنما هي خلاصة لتأريخٍ عزيز على نفسي أحاكي به تجاربي وقد سطرتها بدمي ودمعي في سجلات شرف الحياة، وإنها ميراثي.
وأستأذنكم بالانتقال إلى شواطئ الشعر ولنبدأ بقصيدة "حرمة البيت العتيق"، وقد جاءت هذه القصيدة معارضة لقصيدة:
قف بالطواف ترى الغزال محرماً
حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
 
فما فيها من اقتباسات لا تعجبنا نحن أهل مكة لكون فيها خروج عن الوقار الإنساني.
فأقول:
قف بالطواف على الخطيئة نادماً
واخضع لربك خاشعاً مستسلماً
وأمام هذا البيتِ كنْ متأدباً
تجد العنايةَ والسلامـةَ مغنمـاً
واشرب دواء الداءِ ماءً شافيـاً
ما زالَ زمزمُ للمواجعِ بلسماَ
من جاءَ مكةَ خشيـةً ومهابـةً
ويلحُّ في طلبِ الرضا مسترحما
فالله ذو فضلٍ وصاحبُ مِنَّةٍ
سبحانهُ يُعطي ويَعفو دائمـاً
فمن اتقاهُ وخـاضَ في آلائِـه
عاشَ الحياة مُكرّماً ومُنعّمـاً
ولكلِّ معتصمٍ به فـي رحمـةٍ
ويفوزُ بالحُسنى لهُ من أسلمـا
ثم الصلاةُ علـى النبـي وآلـهِ
تِعدادِ من صلى عليه وسلمـا
 
هذه قصيدة بعنوان "حياة وذكريات" وكأنها ترسم ملامح لحياة أهل مكة شرّفها الله لما يزيد عن ستين عاماً.
يا حنينـي للبيـوتِ الباليـة
أينها زالـتْ وعاشـتْ باقيـة
في خيالي صـورةٌ لا تنتهـي
وحديثُ الذكريـاتِ الغاليـة
كيف كـان الليلُ مـن أوَّلـهِ
فيـه إيحـاءٌ لنـومِ العافيـة
ثم نصحو في بُكـورٍ ضاحِـكٍ
وانطـلاقٍ لشـؤون ساميـة
لا تقُلْ عـن عيشِنَـا ما لونُـهُ
وقناعاتٌ نـفـوسٍ راضـيـة
واعتصامٌ من طمـوحٍ جائـرٍ
وثبـاتٍ لظـروفٍ قاسـيـة
لم نهُنْ يومـاً ولـم تجرِفُنـا
عاصفاتٌ مـن ريـاحٍ عاتيـة
كمْ غلبنا الصبـرَ في آمالِنـا
واستعذنـا منْ همـومٍ واهيـة
والسماحاتُ التـي مـا بيننـا
هيَ أقوى في عقـولٍ واعِيـة
وتشكلنـا كيـانـاً طيـبـاً
وتوحدنَـا نـوايـا صافـيـة
ذاكَ عصرٌ شاهدٌ عـن حالِنـا
فكتبنـاهُ سطـوراً زاهـيـة
حيثُ لا خُيلاءَ من مستكـبرٍ
أو جفـاءٍ منْ قلوبٍ طاغيـة
أو معـالاةٍ وقـد كانت لنـا
ممكنـاتٌ مـن قليـلٍ كافيـة
فالأمانـاتُ شعـارٌ للتُّـقـى
وأمـانٌ فـي حيـاةٍ فانيـة
والخيانـاتُ سلــوكٌ سيـئٌ
ينتهـي أصحابُهَـا للهاويـة
تلك أيامٌ خلـتْ ثم انطـوتْ
في سجلاتِ العقـودِ الماضيـة
منـذراتٍ شرَّهَـا أو خيرَهـا
لسجايـا تربيـاتٍ وافـيـة
إنمـا الحاضـرُ أمـرٌ مرهـقٌ
يا لحُزنِي للقلـوبِ الباكيـة
 
نعرِّج على قضية قومية هي قضية إخواننا الفلسطينيين، قد كتبت هذه القصيدة بعنوان "فلسطين" منذ عهد طويل، وكأنها تتكلم بلسان واقعهم اليوم.
لا تَسَلْ عنْ دُمُوعِنا أو شَقانـا
ولُدَ الحُـزْنُ قبلنَـا فاحتـوانَا
وهوَ نزفٌ من المواجـعِ يُدْمِـي
كلَّ نبِضٍ مُستيقـظٍ في قُوانَـا
إنْ ضحكنا.. وإن بكيْنَا بيـَوْمٍ
فيه تستهْدِفُ المآسـي خُطانَـا
أو أقمنَا أستارنَـا مـن رَميـمٍ
تستفزُ الرياحُ شكـوى رؤانَـا
وشقاءُ الأحـلامِ داءٌ مُخِيـفٌ
في جبينِ الأيامِ يبْكـي مُنانـا
مــا الأسى مــا الجِرَاحُ دعـوى سلامٍ
غير رجـمٍ يُصِيبنـا في عُرانـا
كلُّ روعٍ أضْحى عدواً عنيـداً
ويُمـاري بِنَـا عيانـاً بيانـا
ويموتُ الوفـاءُ بالغـدرِ حـتى
يهزمُ الشـكُّ بعـدهُ منتهانـا
وحديثُ الأشجانِ زعمٌ كليـلٌ
يا جُنونَ الأحزانِ.. ماذا دهانـا
ويحـلُّ الربيـعُ عامـاً فعامـا
والسكونُ العفيفُ يخشى لِقانَـا
والمودَّاتُ أصبحـتْ في مسَـارٍ
رُبَّما أشفقَتْ على مَنْ سِوانَـا
والليالـي مُستشرفـاتٌ بِلُـؤمٍ
والسؤالُ المُحيطُ يُذْكي دُجانـا
وأزيزُ الرصاصِ صوتٌ سخيـمُ
والقِلا صوتـهُ يوفـي جزانَـا
نحنُ في غِلسـةِ الحيـاةِ رِجـامٌ
والبَواكي يبْكينَ فيمـنْ بكانـا
يا طيوفَ الأيامِ.. ودَّعتُ أمسي
فاطمَئـني بِنَـا لنجـوى هُدانـا
لم نكـنْ نحمـدُ اللجاجـةَ ذُلاً
للأمانـي .. غوايـةً وافتتـانـا
لهْفَ قلبي علـى معـينٍ قـرَاحٍ
قـد سقانَـا بغَيْرِهِ مـنْ سقانَـا
ليتَ منْ كانَ مُغرقـاً في سُبَـاتٍ
يذرفُ الدمعَ خِلسـةً لا عيَانَـا
فأعفُ الرجـالِ شهـمٌ جسـورٌ
صامدٌ والخُطُوبُ تجـري عَوانـا
يا سلاحَ اليهودِ مهْـلاً فمهمـا
نلتَ مِنَا .. فلـن تنـالَ ثرانـا
 
نعرِّج على الغزل العفيف
(( يقظة الروح ))
في فتونِ الصبا وزهوِ الشبـابِ
واختيالِ الهوى وعطرِ الثيـابِ
عاد كالعيدِ في صبـاحٍ نـديٍ
أو هو الغيثُ بعد طول احتجابِ
سكن القلبُ حين أقبل يسـعى
ودعا الـروحَ للقـاءِ المُهـابِ
واستجابت مدامعي وشُجونـي
واصطباري ولوعتي واكتئـابي
فتضاحكن بين عِطفيـه شوقـاً
وتباكين مـن هـوانِ الغيـابِ
فانتهى آسفاً يُداعـبُ دمعـي
وذَرى الشكَّ في جنوح اضطرابي
قال لي.. والفراقُ محضُ بـلاءٍ
فـيه مـا فيهِ.. مـن صنـوفِ العـذابِ
ها أنا اليوم بين عينيـكَ حَـظٌ
مُستعـادٌ وفيـه صفوُ المـآبِ
كيف سامحتُه .. وأحزان أمسي
كيف ضاعتْ.. تبخرتْ كالسرابِ
وانطلقنـا كأننـا في مـدارٍ
من نعيمٍ على متونِ السحـابِ
وابتسامـاتُنَـا تُعانـقُ كِـبراً
نبضَ روحينِ في جنونِ التصابي
يا مُنى النفسِ والمحبـةُ فـرضٌ
يوجبُ العفوَ عن قضاءِ العِقابِ
يسترُ الحسـنُ للحبيبِ خِـلالاً
ويُعيدُ الوفـاقَ حُسنُ العِتـابِ
 
(( زمـن الجفـاء ))
لو تعلمين بوَجد صَـبٍّ مُغْـرَمٍ
حرفَّي تمزَّق من جفاءٍ مُحْكـمِ
فطنٍّ ويخذلُني الذكـاءُ وإنـني
أرهقتُـه ذُلاً لـوعْـدٍ مُرْغِـمِ
وحلاوةُ التّحنانِ خفْقُ مشاعـرٍ
أزرتْ بِها صحراءُ ليلٍ مُظْلـمِ
تلك السُها أم تلك ومضُ غمامةٍ
سطعتْ بمهجةِ عاشقٍ متوهـمِ
قـد تيّمتـهُ بحيلـةٍ مصنوعـةٍ
في ذات يومٍ من مسـاءٍ مُبهَـمِ
أغراهُ في ضعفِ الأناةِ شبابُهـا
وفتوُنها في سحرِ حُسنٍ مُلْهِـمِ
لا يستتبُ عبيرُه مـن حولهـا
حتى يَفيضَ بمعطـفٍ متبسـمِ
وجسارةُ الطرفُ الغويّ كأنَّـه
سهـمٌ يغـيرُ بخافِـقٍ متبسّـم
حرُّ الغليلِ يقيـه بَـرْدُ لقائهـا
حسبي أقيـمُ بحاضـرٍ متـأزمِ
شاب الزمان لدى مناهُ وأوغلت
فيه الهمومِ على نقيـض مؤلـمِ
أوَكلمـا زار الخيـال مُسَلّمـاً
ولـى بعيـداً في عنـادٍ مـبرمِ
في خافقي نبضٌ ضعيفٌ يشتكي
ظُلمَ الهوى وحديثُهُ لـمْ يُعْلـمِ
تُفضي سريرتُه إليكِ من الجوى
في كلِّ ظـنٍّ صـادقٍ مُتفهـمِ
لا يَستحيـلُ عليكِ رَدَ ثباتِـهِ
يبكي لديكِ بعاصفٍ مُسترحـمِ
يا همسةَ الأملِ الكبـير لعاتـبٍ
رؤياكِ عيـدٌ في بقايـا مُعـدمِ
خبأت أفراحي مدائنُ عسجـدٍ
أنوارُهـا تزهـو بِحبٍّ مُفعـمِ
لا ماؤها يُسقى لشيمةِ غـادرٍ
أو ظِلُهـا حِـلٌ يُبـاحُ لمجـرِمِ
وصباحُها طُهـرٌ يطيبُ لحالـمٍ
ومساؤهـا أنسٌ يروقُ لمُكلـمِ
غيثُ السحابِ إذا أصاب حدودَهَا
أصداءُ نجـوى طائـرٍ مترنـمِ
يا موسمَ الأملِ الرقيقِ مباهجـي
ظمـأى لرحلةِ واثقٍ مُتَعشِـمِ
فمـتى أراكِ وتستريـحُ رواحلـي
هانَ الحديثُ فماتَ مِنِي مُعظمِي
 
(( حيـاة وتمضـي ))
وسلوتُ دنيا لن تُطيل مُقامي
فنُدوبُها مُستدنياتُ حِمامي
يا كم وقفتُ بِها بِأبوابِ الهوى
ونَصبتُ للغِيدِ المِلاحِ خيامِي
ولكمْ ضحِكتُ وكَمْ بكيتُ وكَمْ
صابَرتُ فيها وارتَضيتُ مَلامي
وكم حتى سخرتُ بِفرحِ عُمرِي
وبحُزنيَ المأسورُ في تَهيامِي
فكتبتُ عنوانَ البدايةِ صادقاً
وَوهبتُ للسطرِ الأخيرِ زِمامي
ماذا أُحدّثُ عن زمانِ صبابتي
ولِمَنْ أبُوحُ بِسطوةِ الأيامِ
ماذا أُحدّثُ والفصولُ طويلةٌ
وحكايتي نصْلٌ وألفُ سِهامِ
وإذا صمتُّ عنِ الكلامِ تأدباً
فالصمتُ حِرزٌ والسكوتُ لجامي
حاكيتُ آلامِي بفطنةِ عاقلٍ
وإذا الحقائقُ واثباتُ أمامي
عجبَاً تؤرّقنا الظروفُ بعنفِها
حتى يكونَ الخيرُ في الإحجامِ
هَزُلتْ أمانيَّ التي سامرتُها
حتى الصباحَ لطاعةِ الإلهام
ماذا أحدث والفصول طويلة
وحكايتي نصل وألف سهامِ
 
آخر قصيدة أستأذنكم في إلقائها.
(( مـداولـة ))
مزقتُ شكي فعاد الحبُّ إيمانا
فاستنطقوا الآه في شتى خفايانا
على ضِفافِ الـهوى قـد كنـتُ مغترباً
وخافقي يُنشدُ السَّلوى وذِكرانا
ويا لِحَظي الذي أغرى بِعابقةٍ
جاءت تُبادِلني شوقاً وَوِجدانا
أعيشُ لليوم والآهاتُ تسألُني
هل يستعيدُ زماني بعضَ ما كانا
يا مَنْ يُعاتِبُني في غَيرِ مَرحمةٍ
مَـنْ كان منّا الصدي؟ مـن كـان أشقانا
ألا تَرى حُلَّةَ العشاقِ زاهيةً
بين الغرامِ الذي أحيا بقايانا
آليتُ لا أشتكي وجدي إلى أحدٍ
لكنَّمَا الحبُّ أقوى مِنْ شكاوانا
سهرتُ لمْ يستجبْ طرفِي وعاندني
ظُلمُ الخيالِ فلمْ يحفِلْ بنجوانا
أكلما لاحَ بوحٌ من تساؤلِنَا
ولّى وعادَ هُروباً في حَنايانَا
"يَا جنةَ العشقِ" والدنيا مُكابدةٌ
والحسنُ يأسِرُنا في صمتِ لُقيانا
خُذي بربِكِ عِرفانِي لصادقةٍ
وفاؤهَا يجعلُ التَّحنانَ إنسانا
ساءَلتُكِ اللهَ لا تنأين عن كلِفٍ
قلباً يُقيمُكِ للأفراحِ عُنوانا
وإنهُ آخرُ الآمالِ في جسدٍ
نَاشدتُكِ الله ألاَّ يُقتلَ الآنا
 
وأشكر لمضيفنا الكريم أستاذنا العزيز والحبيب الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الاستضافة الكريمة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الأستاذ مصطفى أنت في بيتك وبين إخوانك.. ولست ضيفا أنت صاحب الدار.
الأستاذ مصطفى زقزوق: الله يديمك ويسلمك.
عريف الحفل: هذه بدايةً مداخلة بعد ذلك سأقرأ الأسئلة - مداخلة من الأستاذ محمود عنقاوي/ يقول:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :815  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج