لو تعلمين بوَجد صَـبٍّ مُغْـرَمٍ |
حرفَّي تمزَّق من جفاءٍ مُحْكـمِ |
فطنٍّ ويخذلُني الذكـاءُ وإنـني |
أرهقتُـه ذُلاً لـوعْـدٍ مُرْغِـمِ |
وحلاوةُ التّحنانِ خفْقُ مشاعـرٍ |
أزرتْ بِها صحراءُ ليلٍ مُظْلـمِ |
تلك السُها أم تلك ومضُ غمامةٍ |
سطعتْ بمهجةِ عاشقٍ متوهـمِ |
قـد تيّمتـهُ بحيلـةٍ مصنوعـةٍ |
في ذات يومٍ من مسـاءٍ مُبهَـمِ |
أغراهُ في ضعفِ الأناةِ شبابُهـا |
وفتوُنها في سحرِ حُسنٍ مُلْهِـمِ |
لا يستتبُ عبيرُه مـن حولهـا |
حتى يَفيضَ بمعطـفٍ متبسـمِ |
وجسارةُ الطرفُ الغويّ كأنَّـه |
سهـمٌ يغـيرُ بخافِـقٍ متبسّـم |
حرُّ الغليلِ يقيـه بَـرْدُ لقائهـا |
حسبي أقيـمُ بحاضـرٍ متـأزمِ |
شاب الزمان لدى مناهُ وأوغلت |
فيه الهمومِ على نقيـض مؤلـمِ |
أوَكلمـا زار الخيـال مُسَلّمـاً |
ولـى بعيـداً في عنـادٍ مـبرمِ |
في خافقي نبضٌ ضعيفٌ يشتكي |
ظُلمَ الهوى وحديثُهُ لـمْ يُعْلـمِ |
تُفضي سريرتُه إليكِ من الجوى |
في كلِّ ظـنٍّ صـادقٍ مُتفهـمِ |
لا يَستحيـلُ عليكِ رَدَ ثباتِـهِ |
يبكي لديكِ بعاصفٍ مُسترحـمِ |
يا همسةَ الأملِ الكبـير لعاتـبٍ |
رؤياكِ عيـدٌ في بقايـا مُعـدمِ |
خبأت أفراحي مدائنُ عسجـدٍ |
أنوارُهـا تزهـو بِحبٍّ مُفعـمِ |
لا ماؤها يُسقى لشيمةِ غـادرٍ |
أو ظِلُهـا حِـلٌ يُبـاحُ لمجـرِمِ |
وصباحُها طُهـرٌ يطيبُ لحالـمٍ |
ومساؤهـا أنسٌ يروقُ لمُكلـمِ |
غيثُ السحابِ إذا أصاب حدودَهَا |
أصداءُ نجـوى طائـرٍ مترنـمِ |
يا موسمَ الأملِ الرقيقِ مباهجـي |
ظمـأى لرحلةِ واثقٍ مُتَعشِـمِ |
فمـتى أراكِ وتستريـحُ رواحلـي |
هانَ الحديثُ فماتَ مِنِي مُعظمِي |