شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله المعطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها السادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل ساعة من الزمن فرغت من دراسة نقدية عن ديوان شعري لأحد الشباب السعوديين صدر للتو من المركز الثقافي العربي بعنوان "بياض" للأستاذ أحمد قرَّان، وعنونت المقالة بـ "بياض الشعر في الزمن الأسود"، وفي هذه الليلة سوف أتحدث عن لون آخر من ألوان الزمن، إنه الزمن الأبيض الذي شب على أديمه الدكتور عاصم حمدان، وتمدد على سني عمره الناصع بالحب المفعم بالخير والشهامة والمروءة، عاصم حمدان إذا تحدث أشجى وإذا شرح أوفى، ينثر شعراً ويشعر نثراً، يبدع أسلوبه من أحاسيسه، وينحت لغته من مشاعره الصادقة، عرفت عاصماً قبل ثلاثين سنة تقريباً زميلاً هنا وزميلاً في الغربة، وصديقاً وأخاً، وسوف أتحدث في هذه الليلة عن ركيزتين أساسيتين في شخصية عاصم وأدع للمتحدثين وللمحبين وهم كُثر أن يتحدثوا عن بقية الركائز، سوف أتحدث عن عاصم الإنسان، وعاصم الأستاذ، وهناك عاصم الأديب، وعاصم المؤرخ، وعاصم المفكر، وعاصم الكاتب، وعاصم الأنتربلوجي وغير ذلك، كل من يعرف عاصماً أو لا يعرفه، يرى فيه الطيبة والإنسانية محباً للخير، صاحب نخوة وشهامة أبناء البلد كما يقال، إذا سعى الدكتور عاصم في أمر خيري لا يهدأ له بال ولا ترتاح له نفس حتى ينهيه، دائماً منبسط الوجه متهلل الأسارير، محباً للخير.. طيب القلب.. أقل ما يقال في عاصم حمدان مثل هذه الملامح الإنسانية الرائعة، أما عاصم الأستاذ فإني أغبطه على علاقته بطلابه، يحنو عليهم كدوحة وارفة تحنو على مستظلها، يتعلق بهم ويتعلقون به يرعاهم ويوجههم، بل أنه حتى بعد التخرج كما تفضل أساتذتنا الكرام، تبقى علاقة عاصم بطلابه.
أرى في عاصم ذلك الجيل المخلص من أساتذة التربية والتعليم الذين حملوا رسالة العلم بأمانة وصدق، أرى في عاصم الأساتيذ الذين درسونا، ويذكرني عاصم بأساتذتي في المدرسة السعدية بمكة حيث ولادتي ونشأتي ودراستي، يذكرني عاصم وهو يطيب له أن أذكر الأسماء، يذكرني بالأستاذ يحيى أوان، أو أبو الشامات، أو أحمد أبو الخير، أو مقبول عبد الكافي، أو إسماعيل قاضي، وعبد الرحمن الصباغ، وعلي طلبة.. ومحمد الأنصاري، كل هؤلاء - رحمهم الله - كانوا أساتذة يحملون رسالة صادقة لقنوني وأخداني أدب الدرس وأدب النفس، كتبتُ مقالة في "عكاظ" هذا المنبر المشع قبل عدة شهور عن إنشاء وزارة للثقافة، فقلت بأن هناك خلطاً كبيراً بين الموظف والمثقف، فكثيراً من الذين يملئون الدروب وجيوب مؤسساتنا الثقافية والإعلامية هم موظفون وليسوا مثقفين، فالمثقف هو الذي يحمل رسالة ويؤسس وعياً ويزرع معرفة، وأتصور أن الحال ينطبق كذلك على كثير من مدارسنا ومن مؤسساتنا الأكاديمية، فهؤلاء الموظفون الذين لم يستشعروا الدور البناء ولم يحملوا الرسالة الصادقة أنشئوا جيلاً خاوياً، جيلاً أفرغ من فؤاد أم موسى، جيلاً هشاً.. إلا من رحم الله، متى نعود إلى الرسالة أو تعود الرسالة إلينا؟ هذا سؤال يمتد ويطول الحديث عنه الذي أختمه بتحية للدكتور عاصم، وتحية لصاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود، وتحية لكم جميعاً.
بارقة قبل أن أغادر هذا المكان فقد وقر في قلب بعض المبلسين حينما كتبت شيئاً عن الاثنينية، أرى اليوم الأستاذ عبد المقصود يقوله بملء فيه أن الاثنينية حينما تكون مؤسسة، وحينما ترتب الكثير من الأوراق وتطرح المقترحات سوف تصبح منبراً أعلى مما هي فيه.. وشكراً.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: إن شاء الله.. وجزاك الله خير.
عريف الحفل: ننقل الميكروفون إلى سعادة التربوي والصحفي المعروف الأستاذ عبد الله فراج الشريف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج