شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الحميد الدرهلي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دماء الشهداء في فلسطين لن تذهب هدراً، اقرءوا معي الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الحق والإسلام والوطن في فلسطين العربية.
نحيي ونرحب في منتدى سعادة الأخ الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، منتدى الثقافة والفكر والتاريخ بمعالي الأخ المهندس رائف نجم المقدسي، العلامة والمؤرخ والعالم بتاريخ فلسطين واليهود ودياناتهم والآثار الإسلامية والعربية، وساهم مع ألوف في صيانة وسلامة وحماية المسجد الأقصى من اعتداءات اليهود، كما أفاد عن أعمال التنقيب وهيكل سليمان المزعوم مما دحض مزاعم اليهود وما جاء في كتبهم المزيفة، ولا زال اليهود يكذبون ويبتزون ويخدعون العالم وأنصارهم غير أن أعمالهم الهمجية كشفت حقيقتهم فبدأ العالم كل العالم ينقلبون عليهم رويداً رويداً ويدينونهم. لقد استمعت إلى محاضرات معالي الأخ المهندس رائف نجم المقدسي، في منتدى عبد الحميد شومان في عمان، وإلى كثيرين من زملائه من علماء التاريخ اليهودي والإسلامي والمسيحي في فلسطين منهم: الدكتور جمال ناصر، والدكتور خليل السعد، والأستاذ الدكتور عبد الحميد نُصير، والأستاذ يوسف يوسف، والحاج زكي الغول أمين القدس، وزياد عبد الرحمن، والأب القسيس عطا الله حنا، والأستاذ كمال صليبي، وحمد الجاسر، وروح الخطيب. واستفدت كثيراً مما استقيت من معلومات شتى أسردها لكم لتستفيدوا ولتأخذوا حذركم في مستقبل لا يبشر بالسلام والاستقرار ما دام تعنت وكذب اليهود مستمرّين باستمرار وجودهم في المنطقة بدعم من أمريكا وبريطانيا.
يعتقد كثير من الناس أن أورشليم اسم عبرانيّ يهودي، وهذا جهل واضح في التاريخ، وخطأ لا صحة له، فأورشليم اسم كنعاني وهو يعني مدينة سالم نسبة إلى زعيم اليابوسيين سالم، والذي يلفظ بالآرامية شالم أو شاليم وفي اللغة الآرامية (أور) تعني مدينة وشالم هو سالم اليابوسي، وهكذا سميت المدينة مدينة شالم أو أورشاليم، وباعتراف أسفار التوراة وعلى لسان أنبياء إسرائيل وملوكها، أورشاليم وجِدت قبل دخول العبرانيين أرض كنعان بألف وثمانمائة سنة قبل الميلاد، وإنها مدينة كنعاتية واسمها كنعاني وليس يهودياً أو عبرياً، وأورشليم كانت مدينة مزدهرة ومحصنة عندما غزاها يشوع بن نون ولم يتمكن من فتحها والدخول إليها وبقيت بيدي أهلها اليابوسيين الكنعانيين إلى أن تمكن الملك داود من الاستيلاء عليها في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد.
ويمكننا أن نخمن أن دولة يهوذا وعاصمتها أورشليم قامت في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، وإذا كان ملوكها بنو هيكلاً للرب، فإنه لا يَمُتُّ بِصلة إلى هيكل سليمان المزعوم، لكن من سفر الملوك الثاني نقرأ أنه في زمن الملك يوشيا من سنة 639 – 609 قبل الميلاد لم تكن مملكة يهوذا على الدين التوراتي ولم يكن كهنته وشعبه يعرفون شيئاً عن دين موسى، وكان هيكل الرَّب مليئاً بتماثيل بعل وعشتاريت وآلهة كنعان، وكان كهانته يؤدون الطقوس الكنعانية، ومما سبق يتضح أنه لا وجود لهيكل سليمان في القدس، وأن بقايا هيكل هيرود الموسع قد ذهبت مع التدمير ومع إعادة استعمال الحجارة، وأن السور الذي بُني أيام البيزنطينيين وامتد حتى أواخر العهد الأيوبي قد دُمّر كما ذكرنا، والسور الحالي سور عثماني يرجع إلى القرن السادس عشر الميلادي، ولا يوجد ما يثبت أن جزءاً من السور هو بقايا سور هيرودوس المدمر، ولذلك لا يحق أن يسمى حائط المبكى.
أما دعوى اليهود بأن جبل الهيكل هو أقدس أقداسهم وجبل الهيكل الاسم الذي يطلقه اليهود على منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فهذه دعوى لا يسندها تاريخ ولا تدعمها حقائق، بل هي هكذا بالقوة المادية وسلطة التغلب على الأرض، وستكون مصيبة عظمى في قبول السيادة الإسلامية على ظهر المسجد الأقصى فوق الأرض وسيادة إسرائيل على ما تحت الأرض، وإذا كان عدونا لا يريد الحقيقة وهذا متوقع لأنها ضده، فلماذا لا نتعرف إلى الحقيقة نتمسك بها وننشرها بين أنفسنا أولاً ثم في العالم، فجهاد القلم مهم كجهاد السيف إذا أحسنا صنعه، وفي سنة 721 قبل الميلاد أزال الآشوريون مملكة إسرائيل من الوجود وزال شعبها زوالاً تاماً، وأسقط نبوخذ نصر البابلي مملكة يهوذا سنة 586 قبل الميلاد، ودمر "أورشليم" والهيكل تدميراً كاملاً، وسبا أهلها إلى بابل وهو ما عُرِف في التاريخ بالسبي البابلي، وهكذا انتهى مُلك اليهود في فلسطين.
وبقي أن أجيب عن ما يدعيه اليهود ويروجونه ويخدعون به العالم من أن فلسطين هي وطنهم القومي، وأنها أرض الأجداد والآباء، فأولاً: بنو إسرائيل دخلوا فلسطين غزاة من الخارج، من دون أن يكون لهم فيها جذور تاريخية، وثانياً: أنهم لم يتمكنوا من بسط سلطانهم في فلسطين إلا على منطقة التلال الداخلية، أما السواحل فقد بقيت في أيدي السكان الأصليين، وثالثاً: إن فترة بقاء بني إسرائيل في فلسطين منذ يوشع بن نون وحتى سقوط مملكة يهوذا لم تزد على خمسة قرون لم يعرفوا فيها حياة الأمن والاستقرار خلال هذه الفترة، بسبب الحروب التي كان يشنها السكان الأصليون حتى تم زوال ملكهم.
بعد سقوط مملكتي يهوذا وإسرائيل لم يعد لبني إسرائيل أثر أو وجود في فلسطين، إلا أنَّ كورش الفارسي بعد أن احتل بابل سمح لبني إسرائيل بالعودة إلى فلسطين، فعاد بعضهم وفضَّل أكثرهم من الذين أَلفوا الحياة البابلية وعرفوا هناء ورغد العيش فضلوا البقاء في العراق، وبتصريح من كورش قام الذين عادوا إلى فلسطين ببناء "أورشليم" من جديد كما بنوا فيها معبداً صغيراً مكان هيكل سليمان، وفي عهد الرومان صار هيرودوس ملكاً على اليهود، وفي محاولة منه لإرضائهم بنى عام عشرين قبل الميلاد هيكلاً شبيهاً بهيكل سليمان، وقد ظل هذا الهيكل قائماً حتى أحرقه تيتوس الروماني سنة سبعين ميلادية عندما دمَّر "أورشليم" بعد أن ثار عليه أهلها من اليهود، ثم جاء بعد ذلك أدريانوس عام 135 ميلادي فأزال معالم "أورشليم" والهيكل تماماً، ثم سوَّى الأرض وحرثها وزرعها وأكمل انتقامه بالتخلص من اليهود بالقتل والتشريد حتى لم يُبقِي منهم فيها يهودياً واحداً.
نعود إلى التنقيبات الأثرية، فإن أعمال المنقبة البريطانية كاتلين تعتبر من أهم هذه الأعمال وتقول هذه السيدة: إن علم الآثار لا يستطيع تقديم أيِّ فكرة عن مدينة العصر الذهبي وثرائها وقصورها، ولم تعثر هذه المنقبة على حجر واحد من أساسات هيكل سليمان المزعوم، ولا يوجد ما يؤكد أن المسجد الأقصى بُني على أجزاء من هيكل هيرودوس أو المُهَدَّم أو أن حائط البراق هو جزء من سور هيكل هيرودوس، لا يصلح كتاب اليهود لأن يكون سنداً تاريخياً أو مرجعاً في تاريخ المنطقة وبخاصة فلسطين والقدس، فالأحداث التي يذكرها هذا الكتاب وبخاصة قبل الميلاد، هي خارجة عن المكان والزمان، لا يوجد خارج النص التوراتي ما يثبت وجود مملكة متحدة لبني إسرائيل عاصمتها "أورشليم" وملكها داوود وسليمان في الفترة المقدرة القرن العاشر قبل الميلاد، بل إن التنقيبات الأثرية توضح بجلاء أن أورشليم مدينة صغيرة آنئذٍ وسكان فلسطين عددهم قليل وحضارتهم هي الحضارة السائدة في المنطقة، ولا يوجد أيّ أثر في القدس يدل على أن "أورشليم" العظيمة أثرية "مدينة سليمان" ولا يوجد حجر واحد يرجع إلى الهيكل المزعوم، كما أن الفرق الزمني بين الاستيطان منطقة السامرة كان متقدماً بقرنين على استيطان منطقة يهودا، ما يؤكد عدم وجود مملكة متحدة مرة أخرى. وكان السكان عرباً في فلسطين من سلالة الأقوام الذين استوطنوا فلسطين واستقروا فيها منذ فجر التاريخ وكانت موطنهم حين دخل اليهود إليها في العصور القديمة، وبقوا فيها بعد اندثار الاحتلال اليهودي بحيث غدت أرض فلسطين عربية عروبة خالصة منذ القرن السابع الميلادي وبقيت خالية من اليهود قروناً كثيرة إلا قلة صغيرة من السكان.
ما من قوم عانوا ما عاناه عرب فلسطين المسلمون والمسيحيون من شتى ألوان الشقاء، لم يعد بوسعهم أن يتحملوا المزيد بعد أن طردوا من وطنهم وديارهم وأصبحوا لاجئين يعيشون في أشد الظروف ضيقاً وزنقاً عاماً تلو العام، وفرض هذه الأحوال قسراً على قوم كانوا عادة أرقى شعب في المنطقة وأوفرها حظاً من الثقافة والتعليم وأشدها رضاً وقناعة، وكانوا ينعمون بمستوى معيشة يناظر أرقى الدول العربية بل أقطار المنطقة كلها، ولا يملك أيُّ إنسان حتى الآن ولا في المستقبل أي حق أو مقدرة أو منزلة أو..
السلطان عبد الحميد آل عثمان رفض أن يتنازل عن فلسطين لليهود رغم حاجة تركيا للمال آنذاك، لكن بريطانيا باعت فلسطين التي لا تملكها لليهود فعمَّ التوتر والانقسام بين العرب والغرب، وأنزل اليهود بالشعب الفلسطيني الذبح والدمار واغتصاباً للأراضي بدعم من أمريكا وبريطانيا سحقاً لهم، إنهم يحاربون الأعراب لا الإرهاب، إنهم يحاربوننا بشدة من أجل زوال الإسلام والحضارة الإسلامية في كل بقاع المعمورة.
الفلسطينيون العمالقة شعبٌ أبِي عنده إرادة وإصرار وتصميم، كافح وناضل منذ خمسة آلاف سنة اليهود وغيرهم من الغزاة، الفلسطيني لن يلين لن يركع لن يرفع الراية البيضاء، لن يستسلم طالما أنه مؤمن بحقه، مؤمن بالله العلي القدير وسننتصر بإذن الله ما دام سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز هذا العروبي الصادق الأمين الوفي، ما دام يناصره ويدافع عنه بكل شجاعة عن حقوقه لاستعادة وطنه الغالي ومن خلفه الشعب السعودي العربي الأصيل بارك الله فيكم، والله الموفق منه النصر وإليه المصير.
في الختام لا يسعني إلا أن أشكر سعادة الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه حيث أسعدنا بدعوة العلامة المهندس رائف نجم، فندعو الله أن يديم عليه الخير والتوفيق والعمر المديد السعيد ليظل على رأس هذا المنتدى الرائد لما فيه خير العباد ورفعة المملكة العربية السعودية.
أخي أبا محمد سعيد أنا عجوز ثائر، أشكرك ومن أعماق قلبي أنك أفسحت لي المجال لأنتقم باللسان والقلم من المعتدين اليهود لعنة الله عليهم وعلى كل من يشد أزرهم من الكبار والصغار في هذا الغرب الردئ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الأخ الكريم الأستاذ عبد الحميد الدرهلي إنك من رواد الاثنينية منذ سنين طوال أرحب بك، ولكن أنت تعرف برنامجنا، فالكلمة يجب أن تكون مركزة ولا تتجاوز الخمس دقائق، السرد التاريخي مفيد، ولكن جل الموجودين يعرفون كل هذه الحقائق، فلذلك أرجو أن تتركز الكلمة في موضوعنا حتى نتيح فرصة للآخرين ليتفضلوا بإلقاء كلماتهم، وقد أتتني أكثر من ملاحظة من الأخوان لأن هذا ليس رأييِّ ولكن رأي الآخرين، وهنا نمثل إن شاء الله الديموقراطية والرأي الحر بكل أبعاده، فالكلمة ليست موجهة لك وإنما للجميع.
بيننا لا أقول ضيف كريم وإنما صاحب منزل الزميل الوفي الكريم معالي الأستاذ الرائد المفكر الكاتب المبدع أستاذ الدراسات العليا وزير الحج السابق معالي الدكتور محمود سفر أرحب به باسمكم وباسمي، والموضوع لا يخرج عن نطاق اختصاصاته فهل له أن يتفضل فيمتعنا بكلماته فله الشكر باسمكم واسمي.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1119  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج