شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأديب والناقد والصحفي المعروف الدكتور سعيد السريحي ))
أسعد الله مساءكم، حين يوصف الحديث بالثقل يوصف بأنه ككلام المغنين، ذلك أن الناس حين تسعى إلى المغنّي تسعى إليه كي تسمعه يغني، وأشد ما أخشاه أن يكون حديثنا أشدّ ثقلاً من كلام المغنين ما دام يحول بيننا وبين الإصغاء لقاسم شاعراً، لذلك سوف أسعى إلى الأخذ بأخف الضررين فأوجز.
قاسم الحاضر دائماً في مشهد الثقافة قفز إلى المشهد العام يوم أن فاز بالجائزة التي فاز بها مؤخراً، وأريد أن أقول إن كثيراً من الرجال تكون الجوائز التي يظفرون بها شهادة لهم، وقليل من الرجال يكونون شهادة على ما ينالونه من جوائز وتكريم، وأحسب أن صاحبنا هذا المساء من أولئك القليل.
يوم أن علمت بفوزه بما فاز به، أدركت أن أهل الجائزة يريدون أن يهبوا لها نسباً عريقاً من نسبه، قلت لصاحبي يومها: ها هو الكورس يحتفي بمن أعلن موته. نحتفي بقاسم بنخلة من البحرين تمد عروقها في نسبه وسيف البحر في شرايينه، نحتفي به بعينيه المنامة، ووجهه المحرق.
قاسم والبحرين.. كأنما شاءتها له الظروف لتكون معزلاً فشاءها أن تكون معتزلاً لم يكن فيها قط معزولاً.. كان معتزلاً بها حين يشاء وحين يشاء يتقلب بين عواصم العربية حتى تغدو جزيرته نرده يقلبه على وجهه كيف يشاء.
كانت عزلته فيها عزلة الذهب.. أو عزلة الملكات.. قاسم شهادة الخليج.. حين يمد أشواقه خارج إطاره. قاسم.. خروج الخليج من عزلة التأريخ إلى أفق التاريخ. آمن قاسم بالدم الثاني.. بالدم البديل آمن به لغة خاصة، آمن باللغة حين تخرج كرأس الحسين غريبة من مدن الآخرين وعن المدن الخائنة، آمن باللغة حين تسعى إلى تغيير العالم.. أدرك أن اللغة هي التاريخ وهي الإنسان.. أدركها حواراً بين التاريخ والإنسان وأراد لها أن تبدأ تاريخها من جديد، فكانت لغته منعطفاً في تاريخ اللغة نفسها.
قاسم، إعلان لحضور الإنسان في زمن يتوارى فيه الإنسان خلف سجف التاريخ المسدلة وغياب صوته في جلبة الكورس وإيقاع طبوله ولهاث خيوله.
قاسم، مناضل باللغة.. وضد اللغة.. ومن أجل اللغة في الوقت نفسه، والنضال باللغة وضد اللغة ومن أجل اللغة هو أشد أنواع النضال قسوة وتجذيراً وثورة ونبلاً في الآن نفسه.
قاسم، ليس شاعراً فحسب، وإنما هو رائد إذا ما أدركنا أن الريادة تقتضي أن يكون المثقف مؤسساً وقاسم حداد ليس مؤسساً فحسب، وإنما هو مؤسسة كذلك إن رأيناه عبر منبر كلماته.. أو رأيناه في صوته المتناثر.. في قصائد الخليج.
نحتفي بقاسم ربما متأخرين، ولكن حسبنا أننا استطعنا أن نحتفي ذات مساء بقاسم حداد، شكراً جزيلاً.
عريف الحفل: إذن نواصل كلمات المتحدثين والآن كلمة سعادة الأديب والقاص المعروف أحد فرسان الاثنينية السابقين وهو الأستاذ عبده خال.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :515  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.