(( كلمة صاحب الاثنينية |
سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللَّهم لك الحمد حمداً كثيراً خالداً مع خلودك، ولك الحمد حمداً لا منتهى له دون علمك، ولك الحمد حمداً لا أجر لقائله إلا رضاك، اللَّهم صلي على هذا النبي العظيم، الذي أرسلته رحمة للعالمين، وصلي يا مولانا على آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه إلى يوم الدين. |
الأحبة الأفاضل، الأساتذة الأكارم: |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
وباسمكم جميعاً أرحب أجمل ترحيب بضيفنا الكبير سعادة الدكتور عبد الباسط بدر وصحبه الأكارم: الأستاذ محمد هاشم رشيد، رئيس النادي الثقافي الأدبي بالمدينة المنورة، والأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح، أستاذ الأدب الإسلامي بكلية المعلمين بالرياض والمشرف على فرع رابطة الأدب الإسلامي بالدول العربية، والدكتور عبد الخالق مساعد الزهراني رئيس قسم الأدب والبلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والأستاذ السيد محمد أياد الحسيني، والدكتور عبد الله الحسيني. شاكراً لهم كريم اهتمامهم واستجابتهم للمشاركة في هذه الأمسية الطيبة المباركة... |
ويطيب لي أن أرحب بضيفنا الكبير من خلال ثلاثة محاور: |
في أولها: إنه واحد من الأساتذة الذين حفروا الصخرة وكابدوا اللأواء ليصلوا إلى ما وصلوا إليه بعد جهد وجهاد كبيرين مع النفس والعالم من حوله؛ وسيرته الذاتية التي استمعتم إليها تذكرنا بأبناء ذلك الجيل الذين صعدوا درجات السلم بكل هدوء وتؤدة، حافزهم حب العلم، ورائدهم الأفق الرحب الذي يتفتح أمام مداركهم التي تتوسع كل يوم، أحسب أن سيرته تلك قريبة الشبه من سيرة بعض الأساتذة الأفاضل الذين سعدنا بتكريمهم في الاثنينية، ومنهم معالي الدكتور مصطفى البادرودي، وفضيلة الشيخ الدكتور محمد نمر الخطيب وسعادة الدكتور محمد علي الهاشمي، وما أخي الأستاذ الدكتور عبد القدوس أبو صالح إلا منهم، هذا الجيل امتاز بحب العلم، وتكاد حياة أكثرهم تتمحور حول طلب العلم ثم ممارسة التدريس، وكأنهم قد تفرغوا تماماً لهذا الجهاد، ومما يثلج الصدر؛ أن ضيفنا الكبير كحلقة في تلك القلادة الماسية التي تزين جيل التعليم في بلادنا خاصة وفي وطننا العربي الكبير عامة، قد ترك مع بقية الأساتذة الفاضل الآخرين أثراً طيباً وبصمةً مميزةً على كثير من تلامذتهم وأبنائهم وغيرهم من الشباب الذين احتكوا بهم، وهذا يعني انتشار تلك الثمرة الخيرة الطيبة المباركة، لتُغْرَسَ في أكثر من حقل ويستمر عطاؤها ويفوح أريج وردها وريحانها ليعم نداه مختلف الجهات وبالتالي يؤثر على أبناء الجيل القادم، وهكذا يظل الخير في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. |
والمحور الثاني: الذي يثنيِّ عليه كثيراً وأسأل الله سبحانه وتعالى أنه يعينه عليه؛ والدفعة القوية التي يعطيها للأدب الإسلامي كقضية تستحق الوقوف عندها ودعم توجهاتها الخيرة؛ وإلقاء الضوء على إيجابياتها وسلبياتها بما يعود بالخير على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة أولئك الذين ينظرون إلى هذا التوجه بكثير من الآمال المعقودة على نجاح التجربة وازدهارها وتألقها وحجز مساحة لها في عالم الفضاء الرحب، ومن البشريات التي تلقيتها مؤخراً ما سينقله لكم أخي الدكتور عبد القدوس أبو صالح بعد قليل حول التطورات الإيجابية التي من المتوقع أن تعطي دفعة قوية لمشروع الأدب الإسلامي، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا الأمر ويكلل مساعيهم بالنجاح والسداد حتى يعم خير الكلمة الصادقة الأمينة، وتجد المظلة التي تحميها وتساعدها لأداء رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين، بعيداً عن التيارات المشبوهة التي ساهمت بقصد أو بدون قصد في الإضرار بصورة العرب والمسلمين، وبالتالي ساعدت من حيث تدري أو لا تدري بعض المخططات التي تُرسَمُ في الخفاء لتكريس هذه الصورة المشوهة، وأحسب أن أدبنا إسلامياً مدروساً يعمل تحت مظلة معروفة ومعترف بها دولياً سيحد كثيراً من عشوائية التناول الأدبي والثقافي في الشأن الإسلامي في هذا المنعطف الهام من تاريخنا المعاصر. |
أما المحور الأخير: فيتعلق بالعمل الحالي الذي يعطيه ضيفنا الكبير جل وقته واهتمامه وأعني إدارته لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ذلك العمل المبرور الذي توليه أمارة منطقة المدينة المنورة الكثير من العناية والرعاية، ولا شك أنه عمل يحتاج إلى تضافر جهود كثير من الخبراء والمتخصصين ليخرج لتا لآلئ المدينة النبوية المكنونة حتى ننعم وتنعم الأجيال القادمة بخبراتها الوفيرة، ويسعد العالم الإسلامي كله بهذه الثروات الدينية والتاريخية والفكرية والثقافية التي لا تحدها حدود، لأنها تنهل من فيض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحي، والأمر الذي أحب أن أركز عليه في هذه العجالة ضرورة أن تظهر ثمار هذا العمل الكبير بالصورة التي تناسب معطيات هذا العصر ونحن على أعتاب الألفية الثالثة، بمعنى أن الكمبيوتر قد فرض نفسه على كل بيت ومدرسة وجامعة وعلى كل مكتب ومؤسسة علمية وعملية، وبالتالي فإن وسيلة توصيل نتاج مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ينبغي أن يعتمد على وسائط معلوماتية تتعامل مع الكمبيوتر كعنصر أساسي في حياتنا الحالية والمستقبلية، أي أن يتم تداول المعلومات عبر أقراص الليزر التي أصبح الواحد منها يُغني عن مكتبة كاملة مع تهيئة كاملة للبحث والرصد والتدوين بسرعة تفوق كل ما تعارفنا عليه في نظام المكتبات التقليدية، ولا مثله على ذلك أكثر من أن تُحْصَى في حجم المعاجم الضخمة التي كانت تشكل عبئاً كبيراً في البحث والحفظ والتداول، فأصبحت كل دائرة معلومات عبارة عن قرص لا تتعدى مواصفاته تلك التي تعرفونها جميعاً، وحبذا إنشاء موقع خاص على شبكة الإنترنت بما يضمن وصول هذا العمل الكبير الجليل لكل من يلتمسه ويستفيد منه، متطلعاً إلى أن يعمل ضيفنا الكبير على غزو السوق بإنتاج المركز العزيز، وبالصورة التي ذكرتها حتى نضمن له الاستمرارية ولعطائه الفائدة المرجوة بإذن الله، فقد عودتنا التجارب أن العمل الذي لا يضع متطلبات العصر نصب عينيه حتماً ستكون حصته من دائرة الضوء والنجاح بقدر تصوره لما سيكون عليه الحال والمآل. |
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين ضيفنا الكريم وزملاءه على أداء رسالتهم على الوجه الأكمل وأن نستفيد جميعاً بثمرات عطائهم الخير، وعلى أمل أن نسعد في الاثنينية القادمة بتكريم علماً من أعلام صحافتنا عَمِلَ في الظل عَمَلَ الكثير مِنْ الذين عملوا في الضوء بل أكثر من الكثير، أعني به الأستاذ عبد الله الداري فإلى لقاء يتجدد بكم ومعكم، ولي في ختام كلمتي رجاء لإخواننا الكتّاب والصحفيين؛ دأبوا دائماً لا أعرف لماذا وفي كل أمسية نكرر أن لا رقاع لدعوات ولا فاكسات، وفي كل أسبوع أرى أن الدعوات وجِّهت بالفاكس ورقاع الدعوة أُرسلتْ للأصدقاء في الاثنينية فأجد العتب من الكثيرين، فيا إخوان يا أساتذتنا الصحفيين والكتّاب: لا رقاع دعوة ولا فاكسات ولا كروت ولا بطاقات فالدعوة مفتوحة للجميع ممن يتعامل مع الكلمة، وأهلاً وسهلاً بهم وبكم وإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... |
عريف الحفل: أيها السادة طبعاً كما هو معروف، بعد الانتهاء من كلمات المتحدثين ستُعطى الكلمة لفارس الاثنينية بعدها يُفتح الحوار بينكم وبين سعادته وذلك بالإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم، لذا نرجو من أصحاب المعالي والسعادة الذين سيتحدثون هذه الليلة الإيجاز قدر المستطاع على أن لا تتجاوز الكلمة خمس دقائق، نرجو ونكرر رجائنا حتى تكون هذه الأمسية بما تصبون إليه... |
الشيخ عبد المقصود خوجه: بعض الأخوة في الأمسية السابقة انزعجوا من تحديد الوقت والكل يعتقد معي من الأخوان أنه من الضرورة بمكان أن نحدد للكلمة دقائق، فأرجو ألا تتجاوز الكلمة سبع دقائق وأن لا ينزعج المتكلم، إذا قُطِعَتْ الكلمة عن المتكلم حتى نعطي فارس الأمسية الوقت الكافي وللحوار الوقت الذي يكفي، لأن الأمسية السابقة لم نستطع أن نعطي الوقت الكافي للحوار وشكراً لكم جميعاً... |
|