شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني
الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الَّذِي عَلَّمَ بِاَلْقَلَمِ.عَلَّمً اَلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خير من تعلّم، وأصدق من أعلَم لله عز وجل.
الحمد لله اجتمع الشمل مرة أخرى بعد غيبة طويلة، نعود لنلتقي على مائدة الفكر وبهذه الصفوة التي نلتقي بها في الاثنينية، وتعتز أسرة الاثنينية أن نستضيف اليوم أخي الأستاذ الدكتور تركي الحمد، مرحباً به أستاذاً ومفكراً ورجلاً يطرح طروحات جريئة ولكنها مفيدة، غير أنه رجل يتمرد على اللغة، رجل تمرد على كثير من القوالب الثقافية والمسلَّمات، بل رأيناه يهتك الكثير من القضايا التي اعتبرناها في مفهومنا قضايا منتهية، وحتى الخصوصيات تجرّأَ فهتك الكثير من الخصوصيات وتحداها وأربكنا، شعرنا بأنه رجل يمتطي صهوة قلمه كأنه ابن جلا، مع أنه لا عمامة له ولا وشاح أخضر يتوشح به، ووقفنا ننظر إلى هذا القادم وهذه التحديات في تمرده على كل هذه القوالب، وننظر بعمق في هذه الطروحات التي يطرحها، الدكتور تركي كان لديه الجرأة في أن يسمي بعض المسلَّمات وبعض الخصوصيات وتمسكنا بها سمّاها "قوقعة"، وسماها "سنامية جديدة" وفُجعنا بهذه التسميات، لكن من يتعمق في طروحات هذا الرجل يحس بأنه يدعو إلى تفكير جديد.
ونحن عندما نرحّب به في جدة نرحب به لسبب أننا نرتاح إلى جو الصيد خاصة وجو الغوص وكل من في الوجود يطلب صيداً غير أن الشباك مختلفات، والدكتور تركي يغوص في تراثنا ويخرج كثيراً من اللآلىء التي يستفيد منها ويسخّرها لبعض طروحاته، التي نشعر بأنها تدعونا إلى قراءة التركي قراءات فاحصة، عندما ننظر في هذا القادم من عرار نجد وكثبان الدمام، وما بعد العشيّة من عرار أو كثيب هذا الرجل بعد أن غاص في "المرقوق" وذهب ليعيش في أجواء "الهامبرجر" يكتب عن "الهامبرجر" و "الشاورما" ويطرحها طروحات جديـدة تشعرنا بأننا إن مضينا في هذا الطريق فنكون قد حكمنا على ثقافتنا الحاضرة والمقبلة بأنها لن تنتشر ولن يعرفها الناس، وقد يتخلى عنها حتى الناشئة الذين نظنهم معنا، لا شك أنّ هذه الطروحات التي يطرحها الأخ الدكتور تركي، ومن يقرع هذه الأجراس التي يقرعها هنا وهناك تشعرنا بنظرته حتى المتغيّرة إلى مفهوم الثقافة، وأنها ليست مطلقة وأنها في تركيباتها عندما حللها كثقافات مختلفة رأى أنها مزيج من ثقافات مصغرة، وهنا سمي التحفظ والتمسك بالخصوصيات "سنامية جديدة"، فكأنه يدعو إلى أن نعيد التفكير في طرح ما لدينا من مقومات، وأن ندرك أن التحديات القادمة تحديات لن ينفع فيها الضعف والاستسلام، وأخذ ينظر إلى العولمة التي اختصمنا حولها كقطار لم يبدأ المسير ولكنه قد سار وإما أن نلحق به أو لا نلحق ولن يلتفت إلينا أحد، شعرت أنا شخصياً أن هذا الرجل يطرح قضايا فكرية تستحق أن نقف عندها؛ وتستحق أن نتناقش معه عليها؛ وتستحق أن ننظر ككل في مناهجنا حتى الدراسية وحتى الثقافية وحتى الطروحات الأدبية؛ وننظر أَوَنحن على الطريق الصحيح؟ أَوَهذه الخصوصية التي تحداّها وتمرد عليها شيء يجب أن نتمسك به ونُبقي عليه ونَبقى عليه؟ أم أنها قضية تلقى الكثير من الصراع؟ ولا بد لنا أن نأخذ بالأسباب التي تعيينا على أن تكون لدينا ثقافة تغزو العالم الآخر، حتى أنه في نظراته العجيبة أخذ ينظر إلى الأكلات الأمريكية و "الهامبرجر" وغيرها أنها ليست قضية، وإنما القضية لماذا أخذنا بهذه أو تلك؟ ولماذا أقبل ناشئتنا على هذا أو ذاك؟، إنها طروحات تقرع الأجراس على أننا أمام تحديات جديدة وتحديات واهية تذكرنا بذلك اللقاء عندما كان الطلاب اليابانيون يحضرون لدراسة بعض الأجهزة والمعدات في الجامعة الأمريكية، فنظروا إلى طلاب من الشرق وقالوا لهم نحن نختلف عنكم عندما نفد إلى هنا نحن نجلس من هذه المجالس مجلس التلاميذ وأنتم تجلسون مجلس الزبائن وشتان بيننا وبينكم؛ إن هذا الرجل يطرح طروحات فكرية، أنا ممن أربكتني طروحاته في أول الأمر ولكني احترمتها بعد أن تعمقت وأدركت أن الرجل يرمي إلى قضايا جوهرية وأن الأخذ بالركود والقوقعة والاستسلام لن يجعلنا نغزو العالم ولن يعطينا الطريق، والفكر لا يقاوم إلا بالفكر، دكتور إنني أحذرك إننا نختلف معك، ولكن اطمئنك إننا نحترمك ونحترم الطريقة التي تفكر بها، ونرجو الله أن يأخذ بأيدينا نحو مستقبل أفضل وشكراً لكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :860  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج