(( كلمة سعادة المحتفى به الأستاذ حسن عبد الحي قزاز ))
|
- بسم الله الرحمن الرحيم.. |
الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ كلامي من خلال ما سمعته ممن تفضل بما تفضل به من كلمات حلوة وكلمات جعلتني أشعر بالسعادة وبالغبطة كما جعلتني أشعر بقيمة الكاتب وقيمة الصحفي في مجتمعه الكريم.. وبطبيعة الحال ليس بوسعي أن أعلق عن كل ما سمعته لأنه فوق ما أستطيع أن أقول.. وأظنني تهيأت لأمر كهذا فكتبت ما استطعت أن أكتبه لألقيه في هذه المناسبة.. فسامحوني أيها الأخوة الكرام.. |
|
وأبتدئ وأقول.. |
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.. |
|
إخواني الأعزاء: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
|
يسعدني في هذه المناسبة التي أتشرف من خلالها بالتحدث عن مشواري الصحفي بمهنة المتاعب، كما يحلو للبعض أن يطلق عليها هذا المسمى.. يسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لي هذه الفرصة التي كانت تكريماً لي فهو صاحب مبادرة في هذا الشأن يشكر عليها وتسجل له في مشواره مع الحياة وإسهامه في نشر المعرفة وإثراء الفكر عبر اثنينيته التي أضحت وسيلة لتبادل الأفكار والمعارف الإنسانية، وسجلاً وثائقياً لجوانب من تاريخنا المجيد التي يتجدد التعارف عليها بالتواصل في مثل هذه المناسبات.. كما يسعدني أيضاً أن أتقدم له بالشكر مرة أخرى للالتقاء بكم في هذه المناسبة التي أرى فيها صور حضارية مماثلة لتلك اللقاءات التي كانت تلتئم في تلك الفترة منذ أن بدأت مشواري الصحفي لكن بصورة أو بأخرى لاستعراض الرؤى والتطلعات في وقت كانت فيه الدولة بصدد وضع استراتيجية ثابتة انبثقت عنها فيما بعد خطط التنمية الخمسية التي نجتاز من خلالها الخطة السادسة في هذه المرحلة لنقطف ثمار ما خططت له الدولة أو ما كان نتيجة لما تطرحه الصحف المحلية من أفكار وآراء كانت موضع تجاوب من قبل المسؤولين في مختلف القطاعات والمرافق الحكومية.. |
أيها الأخوة الكرام: |
بادئ ذي بدء أريد أن أقول أن الصحافة في بداياتها كانت حرفة هواة، وهواية محترفين.. لا أقصد بذلك أنها كانت تمثل ترفاً فكرياً، أو استعلاءاً على رسالتها، بل إنها كانت بمثابة العشق الصحفي الذي شكل علاقة جدلية بين الهواية والاحتراف حتى أضحى العمل الصحفي يجري في دمائنا دون أن يكون للمردود المادي أي اعتبار، ولكي أكون صادقاً معكم أقول لكم لم تكن هناك روافد مادية لهذا المردود إنما هو العشق الصحفي وحده ولاشيء غيره.. |
هذا العشق الصحفي هو الذي دفعني إلى التعامل مع الصحافة ثم العمل في حقلها في فترة لاحقة وهي تأتي كخطوات متتابعة على النحو التالي: |
أولاً- مع جريدة البلاد السعودية. |
ثانياً- مع جريدة الندوة. |
ثالثاً- إصدار جريدة عرفات الأسبوعية في عام 1378هـ.. وقد ساعد في تأسيسها معي كل من: معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله،.. ومعالي الأستاذ أحمد صلاح جمجوم.. ومعالي الأستاذ أحمد زكي يماني.. ومعالي الدكتور محمد سعيد العوضي.. وسعادة الأستاذ محمد عبد القادر علاقي.. وسعادة الأستاذ شكيب الأموي رحمه الله.. وأهم ما طرحته (عرفات) من آراء ومقترحات في تلك الفترة موضوعاً هاماً تحت عنوان (نظم ينقصها التنفيذ). |
رابعاً - دمج جريدة (عرفات) و(البلاد السعودية) وصدور جريدة (البلاد). |
ولا يفوتني بهذه المناسبة الإشادة بدور الصحافة البناء في تلك الفترة التي كانت تتشكل فيها مسيرة التطور الذي نعيشه اليوم على الرغم من ندرة الموارد وصعوبة المواصلات والاتصالات الحديثة، مما ضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق العاملين بالصحافة والتي كانت على مستوى هذه التحديات -إن جار التعبير- وهي تحديات بدون شك كان العاملون بالصحافة يقاومونها بمضاعفة الجهد والبذل فتمكنت من أن تتبوأ مكانتها الطبيعية في الحياة فمهدت لتطور صحافة اليوم تقنية وأداء والتي جاء تطورها نتيجة سببية لتطور كافة مجالات الحياة.. |
لذلك نستطيع أن نقول إن صحافة اليوم هي امتداد لصحافة الأمس لا فرق في تكوينها كصحافة أفراد أو صحافة مؤسسات.. فالتطور، كما ندرك تماماً، قد شمل كافة مناحي الحياة العصرية. |
وأخيراً - وليس آخراً - أترك لكم أيها الأخوة الكرام الفرصة لمعرفة تفاصيل ما تريدون معرفته عن صحافة الأمس ومشواري الطويل معها من خلال ما تقدمونه من أسئلة.. |
|
وأتقدم لصاحب الدعوة ولكم بالشكر الجزيل لإتاحة هذه الفرصة التي تتيح لنا بدورها إقامة حوار موضوعي حول كافة الشؤون والشجون التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من دور الصحافة في الماضي والحاضر باعتبارها مرآة عاكسة لهموم وقضايا وطموحات وتطلعات أي مجتمع من المجتمعات البشرية.. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
··· |
|
|