شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب المعالي الدكتور محمد عبده يماني
الكاتب الإسلامي الكبير ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله الذي أكرمنا بالإسلام وبعث إلينا خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، وأنزل إلينا القرآن وأكرمنا بهذا الكتاب يعلمنا والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُنَ ومرحباً بأخي الأستاذ الأديب الشاعر الأستاذ مصطفى عكرمة، وهذه الصفوة من أدباء الليلة وبالذات الأستاذ عبد القادر الحصني الذي شرفنا الليلة والإخوة الذين نعتز بهم الأستاذ يحيى السماوي، والدكتور خالد البرادعي، وهذه الصفوة الكريمة، والحقيقة أني أريد أن أرحب أولاً باسمي وباسم الاثنينية وباسم الأستاذ عبد المقصود بهذا الشاعر الذي هو بيننا الليلة وفي نفس الوقت أرحب به باسم رابطة الأدب الإسلامي فأنا عضو في الرابطة وهو عضو ويشرفني أن أحييه باسم رابطة الأدب الإسلامي.
أي شاعر عندما يتذكر قول الله عز وجل والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُنَ يدرك عظم هذه المسؤولية وعظم من يتبعونه ومن يتتبعون هذا الشاعر، ولكن سبحان الله الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحي، يعلمنا كيف نهتم بصفوة من الشعراء رفعهم وكرمهم ورفع درجاتهم وحرص على الاستماع إليهم وكأننا نقرأ بقية الآية فلا نصبح أمة تقطف المسألة من السطح والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُنَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُم فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ. وأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.... مسألة تُرينا أن هذا الوصف في المحصلة في القاعدة يحترم تلك الصفوة التي تلتزم بهذا الأدب الإسلامي في كل شيء، وكل شيء في الحياة ما لم يسير بطريقة كريمة يحتقر أياً كان شأنه، الشعر يحترم عندما يدخل في مجالات محترمة، وعندما يقول قولاً محترماً، وأنا في الحقيقة سعدت الليلة بهذه المقدمة الطويلة التي طرحها الأستاذ عبد المقصود خوجة على غير عادته في تطويل مقدماته، ولكنه كأنه أراد أن يلفت النظر إلى أهمية الموضوع الذي نحن بصدده، فهذا شاعر يتحدث بلغة مختلفة فيها حب لله عز وجل، فيها حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلم الناشئة ويعلم الأطفال، ويلتصق بهذه الفئة لسنوات طويلة، تابعناه في الإذاعة، قرأنا دواوينه، قرأنا مداخلاته، إذن فهذا اللون من الأدب محبب إلى النفس لأنه يأخذ بيد الناشئة ويقربها من السيرة النبوية العطرة لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ هنا نفرح لهذه القدوة وهذه الأسوة، لأن هذه الناشئة ضاعت في متاهات الكرتون، وفي متاهات الأفلام ولكنها أشياء من العبث أن نقول أننا نستطيع أن نمنعها عن أطفالنا، ومن العبث أن نقول أننا سنشوش عليها، اليوم أنت تتكلم عن مائة قناة وخمسة آلاف قمر يحوم حولنا، نحن أمام تحديات كما ذكر أخي الأستاذ عبد المقصود خوجة، لا بد أن نعلّم أولادنا كيف يتعلمون، ومن هذا كيف، يحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يكون لهم القدوة لأن النص الأساسي أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ، مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، قْل إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونيِ يُحبِبْكُمُ اللهُ، المسألة كلها محورها خلف هذا الحبيب، هذا القدوة الحسنة الذي أرسل إلينا والذي لا بد أن نعض على سنته بالنواجذ.
فعندما يأتي شاعر يتلبس بهذا الحب، بل إنه ذكرني بأستاذنا الشيخ السيد محمد أمين كتبي تغمده الله برحمته، قال: وقف على المصطفى مدحي وإنشادي، وكان الأستاذ مصطفى عكرمة في الفترة الأخيرة عكف على هذا اللون من الأدب، وهذا اللون من الشعر قربه إلى الناس فأحبوه في أشكال مختلفة، في مسرحيات وفي مقطوعات، هذه الصور الجميلة مهما قل جهده فيها، لو أن كل منا أخذ بجانب من هذه الجوانب لأدرك أننا نستطيع أن نقرب تلك الصور المشرقة ونحن أحوج ما نكون إلى تقديم الأسوة والقدوة لهم في أشكالها المختلفة الشعرية والأدبية، والقصة والفيلم وغيرها، والذي أعجبني في شعر أخي الأستاذ مصطفى هو أنه يتكلم كرجل يدرك فقه اللغة في المرحلة الأولى، تحس أنه يوظف اللغة توظيفاً سليماً، وعلى عمق للغة الشعر الرصين ثم أنه يتنازل إلى مستوى لطيف جداً تشعر أن الشعر ينساب إليك فتدرك أن الطفل أو الشاب سيقبل هذا اللون من القصيد بقبول حسن، هذا اللون الذي كنا ولا زلنا نحتاج إليه.
أنا الحقيقة سعيد بأنه يقدم هذه الصورة خصوصاً أن الأخ عبد المقصود أزعجني كثيراً عندما ذكر القرن القادم، وهموم القرن القادم، ووالله من فينا من يدرك ما سيأتي به القرن القادم؟ قد لا ينام الليل إذا كان من المنظرين أو من يفكرون في مستقبل الأمة.. حتى أني قرأت (لبول كندي) أخيراً كتاب الاستعداد للقرن الحادى والعشرين، في معرض حديثه يقول أنني أتابع العالم الإسلامي ولا أعرف لماذا كل هذه البلايا التي فيه، أحسب أنه ليس العالم الإسلامي الذي سادنا وقدم تلك الحضارة المشرقة، لا بد أنهم فرطوا فيما لديهم، رجل أجنبي يقول كأننا فرطنا، وأول تفريط بدأنا فيه بالأطفال، لأن ضياع الطفل وارتباكه وخوفه، حتى أننا أصبحنا نخوفه من الغرب، فأصبحت القضية كلها خوف يربكنا ويقلل من قدرتنا في التفاعل مع الحياة، فيأتي شاعر كمصطفى عكرمة يبث هذه اللحظات الجميلة وهذه المقطوعات اللطيفة، ويعيدنا إلى تلك الذكرى العطرة وتلك القصائد التي عشنا عليها:
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
لكل هول من الأهوال مقتحـم
حاشاه أن يحرم الراجي مودتـه
ويرجع الجار منه غـير محتـرم
 
عشنا على ذلك القصيد الجميل فيأتي هذا الشاعر ليحيي تلك الذكرى ويحيي تلك اللغة وتكون له مقدرة على العطاء وصبر على العطاء.
ولا شك أني أشترك معكم وأشعر برغبة صادقة في أن أحيي همة أخي الكريم الأستاذ الشاعر مصطفى عكرمة وإن شاء الله أن يبارك في جهوده وأن يوفقنا في تبني المدارس الشعرية والأدبية على هذا اللون، فلا نستهين بها لأن لها آثارها الإيجابية في هذا الجيل الذي نحاول أن نبنيه، والمرحلة القادمة التي نحن بصددها بما فيها من قفزات كبيرة تكنولوجية وعولمة لا نعرف أبعادها ولكن نسأل الله أن يعيننا وأن يلطف بنا وأن يوفق شاعرنا الكريم إلى مزيد من هذا العطاء، والله من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :785  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج