شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور عبد الله مناع))
 
أسعد الله مساءكم بكل خير، في هذه القاعة وفي القاعة الأخرى التي يشغلها ضيوف "الاثنينية" من السيدات، وأريد بداية أن أقول إن هذه الجمعية أي جمعية الثقافة والفنون هي أول جمعية أو ربما ثاني جمعية يمكن اعتبارها من جمعيات المجتمع المدني، الذي لم يكن معروفاً آنذاك في أوائل السبعينيات، فالمجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني لغة أهلّت وأطلت منذ التسعينيات تقريباً على الساحة وعلى المساحة كلها، وتعدّ جمعية الثقافة والفنون هي أول جمعية مجتمع مدني إذا اعتبرنا الغرفة التجارية هي صاحبة الأولوية أو الصدارة في خامة المجتمع المدني. وقد بدأت جمعية الثقافة والفنون فنية خالصة وتقوم على ثلاثة رجال: الشاعر الأستاذ الأمير بدر بن عبد المحسن، والفنان الأستاذ طارق عبد الحكيم والفنان الكبير والجميل المرحوم طلال مداح.
كانت الجمعية تعنى بالغناء والموسيقى، وأعتقد أن كلمة الثقافة إنما كانت نوعاً من التبرير أو التمرير، ولكنها كانت فنّية خالصة، وقد قامت بدور كبير في دعم الفن ودعم الأغنية حتى انتشرت وأصبحت جزءاً من التراث الغنائي العربي في منطقة الشرق الأوسط. انتقلت الجمعية بعد ذلك إلى طور آخر، وأخذت تُعنى بالمسرح، ولأنه في ذلك الوقت لم تكن هناك أندية أدبية تُعنى بالجانب الثقافي، فقد كانت الجمعية تقوم بهذا الدور بشكل أو بآخر، لكن عنايتها بالمسرح كانت لها آثار إيجابية على أرض الواقع، ولعلي ولعلكم تذكرون المسرحيتيْن اللتيْن تمّ تقديمهما في تلك الأيام وهما مسرحية: "قطار الحظ" في الرياض، و "نشر الغسيل" في جدة، وقد كانتا مسرحيتيْن من الطراز الأول، وأنا أقول هذا الكلام، لأنّني رجل له عناية بالمسرح، وقد شاهدت من المسرحيات ربما ما لا يمكن تعداده. في الحقيقة أن مسرحيتيْ "قطار الحظ" و"نشر الغسيل" كانتا فريدتيْن، وتوحيان بمستقبل مسرحي واعد، لكن سرعان ما تراجعت الجمعية عن مواصلة هذا الدور، وأصبحنا على مستوى المسرح نظهر في المناسبات، عندما تقيم إحدى الدول احتفالاً بيومها الوطني، حيث نذهب بالفرق المسرحية الّتي نؤلفها كيفما اتفق مع نصوص مسرحية ننجزها كيفما اتفق أيضاً ونقدّمها، ثم لا يعود للمسرح مكان ولا وجود.
أعتقد أن الجمعية عندما خرجت من دورها المسرحي بعد أن قامت بدورها الغنائي الأول والموسيقي الأول ثم دورها المسرحي الثاني انصرفت إلى الثقافة، وعند هذا الانصراف تبدّدت الحقيقة، ولم يعد لها ذلك الأثر الحقيقي الملموس، لكنها كجمعية تُعنى بالمسرح وبالموسيقى والغناء وكجمعية تعنى بالفنون الشعبية، هي زاخرة في هذا الوطن بأقاليمه المختلفة، وأعتقد أن هذا هو الدور المطلوب من الأستاذ سلطان البازعي أن يعيد الدور السّابق إلى الجمعية، لأنّ الثقافة أصبحت لها أنديتها الأدبية الخاصة بها، في أنحاء المملكة كلّها، فهناك أكثر من عشرة أندية منتشرة في أنحاء المملكة وهي تقوم بهذا الدور الثقافي من النشاط المنبري، والمحاضرات، والندوات، والأمسيات، بالإضافة إلى نشر كتب لهؤلاء الكُتّاب، كباراً كانوا أو صغاراً ومبدعين.
كما أعتقد أن الدور المطلوب منها الآن، ونحن في وقتٍ يتربّص بالفنّ بشكل متعمّد، بحيث نتفاخر بمطربينا وموسيقانا وغنائنا في الخارج، ولكننا لا نعترف به في الداخل، علماً أنّ الموسيقى والغناء والسينما والمسرح جزء من حياة الشعوب، قَبِلَ من قَبِل ورَفضَ من رَفض، لأنّ رفض الرافضين لا يغيّر من الحقيقة شيئاً، المسرح جزء من الحياة، والسينما جزء من الحياة، والموسيقى جزء أصيل، والغناء كان منذ الأزل، هذه الحقيقة التي نرجو من الجمعية أن توليها العناية.
لقد قطعت الجمعية في حياتها وسنواتها الأولى أشواطاً بارعة وعظيمة وجميلة، وأنا لم أكن أصدّق أنه يمكننا أن نقدّم مسرحية كـ "قطار الحظ"، ومسرحية كـ "نشر الغسيل"، فضلاً عن تلك المجموعة من الأغاني التي قدّمها الأستاذ طلال مداح -رحمه الله- ، ثم من بعده الأستاذ محمد عبده، ثم من بعده الأستاذ فوزي محسون -رحمه الله-، ثم مجموعة سعد إبراهيم -رحمه الله-، ومجموعة من المغنيين العظام والكبار، الذين أثروا حياتنا وأمتعونا وأسعدونا طوال السنوات الماضية. لذا أعتقد أن دور جمعية الثقافة والفنون الآن، يجب أن ينحصر في هذا الجانب الفني وأرجو ذلك، في هذا الجانب المسرحي، في هذا الجانب الغنائي، في هذا الجانب الموسيقي، وفي هذا الجانب السينمائي. فإلى متى سنظلّ بلا مسرح، وإلى متى سنظل بلا سينما؟ شكراً لكم والسلام عليكم.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الدكتور عبدالله مناع، الكاتب والأديب المعروف.
أيها الإخوة والأخوات، أود أن أشير إلى أنه بعد أن تُعطى الكلمة لفارس أمسيتنا هذه الليلة ستتم محاورته عن طريق طرح الأسئلة التي تُقدم مباشرة من قِبَل السائل أو السائلة بعد أن يُدفع بالطلب هنا على المنصة للترتيب فقط، راجين أن يكون سؤالاً واحداً لكل سائل أو سائلة، بعد أن يتم التّعريف بنفسه مباشرة من دون مقدمات رجاءً.
أيها الإخوة والأخوات، الآن ضيفنا الكريم يتحدث إليكم عن مشواره ومشوار الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعن الإنجازات، والعقبات، والتحديات، والطموحات، وأي محطات أخرى يراها مهمة للحديث عنها، فليتفضل الأستاذ سلطان البازعي.
 
 
 
 
طباعة
 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج