شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسيري ومأساة المُفكّر العربي
مرت وفاة المفكر العربي عبدالوهّاب المسيري دون أن تُحدث أثرًا كبيرًا في عالمنا العربي، وخصوصًا من الناحية الإعلاميّة، فهذا الرجل أفنى زهرة شبابه، وعنفوان كهولته في كشف العقليّة الصهيونيّة، رغم ما تقوم به من عوامل حصانة حتى تبقى أسرارها بعيدة عنّا، وذلك جزء من ثقافة (الفيتو) التي عرف بها اليهود حتى وهم يعيشون في أكثر البلدان تعاطفًا معهم مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وسواها.
وتعرض (المسيري) بسبب أعماله التي فرّق فيها بين اليهوديّة كدين، والصهيونيّة كحركة استعماريّة، هي وريثة للقوى الغربية الاستعماريّة، تعرّض لهذا وسواه لكثير من التهديدات التي عرفت بها العقليّة الصهيونيّة، وهي التي تتحمّل وزر بداية العمليّات الإرهابيّة في منطقة الشرق الأوسط، عندما اغتالت عند تأسيس كيانها الغاصب الكونت بيرنادوت Bernadotte، والذي كان آنذاك وسيطًا دوليًّا محايدًا، كما قتلت بدم بارد في عام 1944م اللورد موين Moyne وزير الدولة البريطاني في حكومة الوحدة الوطنية التي تشكّلت بزعامة تشرشل.
وكما تعرّض المسيري لمضايقات وتهديدات الحركة الصهيونيّة، فإن تلك المضايقات لم يسلم منها المفكر الفرنسي (روجيه جارودي)، بسبب كتابه الموثّق علميًّا وتاريخيًّا والموسوم (الأساطير المؤسّسة للسياسة الإسرائيلية)، وامتد ذلك الأثر الذي يُنبئ عن الحقد والضغينة إلى شخصية المفكّر العربي الآخر (إدوارد سعيد)، وخصوصًا بعد صدور كتابه (الثّقافة والمقاومة).
عندما يصيب الأمم ما يصيبها من تأخّر حضاري واجتماعي وفكري، يصبح لاعب الكرة، ومهرّج السيرك، وصاحب الصّوت النّشاز في الغناء، في مقدّمة الصّفوف، ويخلي المفكرون والعلماء أماكنهم ليحتلها هؤلاء، بينما في الأمم المتقدّمة تحجز المقاعد الأماميّة طواعية لأصحاب الفكر النيّر، لأنّهم هم الذين يقودون مجتمعاتهم في دروب الحرية، والعدالة، والقيم الرفيعة.
 
طباعة
 القراءات :265  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج