شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((في حفل تكريم الدكتور أحمد خالد البدلي)) (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله الذي أكرمنا بهذا اللقاء الطيب، وبهذه الصفوة المباركة، ترافقنا في احتفائنا الليلة بأستاذنا وزميلنا الأستاذ الدكتور الأخ أحمد خالد البدلي، وقد فرحت وأنا ألتقي بهم الليلة كأنني بالشاعر يقول:
وقد يَجْمع الله الشتيتَيْن بعدما
يَظُنَّان بَعْدَ البُعْد ألاَّ تلاقيا
وأحسست بدفء عجيب وأنا ألتقي بهم، ولكني تهيبتُ اللقاء لأن هذه الصفوة من أساتذة الأدب واللغة والنحو، وكأني أتمثل وليداً وهو يقول:
(كنت أخشى صعود المنابر في انتظار اللحن بعد اللحن) (2) , وأنا أساساً لَسْتُ بنَحْوي يلوك لسانه ولا حتى سليقي أقول فأعرب. فلكم أن تتخيلوا هذه الهيبة التي تنتابني وأنا أحاول أن أكون مع هذه الكوكبة، غير أن الدفء الذي أشعر به ضيَّع هَيْبة اللقاء، لأن هؤلاء الرجال عاصرناهم ورأيناهم يتدرَّجون في مدارج المجد والبناء قادةً للفكر والأدب، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يُجري على أيديهم الخيرَ في تأسيس أول جامعة في هذه البلاد جامعة الملك سعود، وكنت يومها طالباً من الطلاب، وقد حضروا كمعيدين فتذكرت أولئك الرجال أمثال الأستاذ عبد الوهاب عزام رحمة الله عليه، معالي الشيخ ناصر المنقور، والدكتور عبد العزيز الخويطر، د. عبد الله الوهيبي، د. رضا عبيد، الأستاذ عبد الله النعيم، كل هؤلاء الرجال الذين أسسوا هذه الجامعة ووقفوا خَلْفها ووقفْت هذه الصَّفْوة معهم حتى استطاعت الجامعة أن تشق طريقها في وسط تلك العواصف.
ولكم أن تتخيلوا يوم دخلنا أول مرة إلى جامعة الرياض عام1379 هـ أنا والزملاء د. سالم مليباري والدكتور مفتي، كلهم أساتذة كانوا في جامعة الرياض ما شاء الله، إنما عندما تخرَّجنا من الثانوية ذهبنا إلى الأستاذ عبد الله بغدادي -كم تمنيت أن يكون معنا الليلة- ليعتذر لنا أننا لن نستطيع أن نحصل على بعثة إلى خارج المملكة -وقال: ولكن هذا خطاب: لكم أولوية القبول في جامعة الملك سعود، فأخذنا الخطاب وذهبنا إلى الرياض والتقينا بالأخ الدكتور الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم، وقلنا: هذا خطاب بأن لنا أولوية القبول في الجامعة. قال: الله يحيِّيكم ما لنا غيركم، قلت كيف نبدأ ونحن ثلاثة طلاب؟! والحقيقة أن الدفعة كلها كانت ستة طلاب، واليوم ترى هذا الزحام الكبير على أبواب الجامعات، ولكننا لا نَنْسى أن البداية كانت قوية، وكانت لأمثال هؤلاء الرجال الذين صبروا وصدقوا واحتسبوا، حتى استطاعوا أن ينشئوا هذا البناء.. إنني أشعر برغبة صادقة في أن أشدَّ على أيديهم مهنِّئاً ومقدِّراً وشاكراً في الوقت نفسه لمشاركتنا الاثنينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة
 القراءات :344  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.