شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتورة ماجدة محمد أحمد أبو راس))
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه.. أصحاب السعادة.. الإخوة والأخوات.. الحضور السلام.. عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان إلى سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه ((الاثنينية)) الرائعة والمميزة، والتي تخطت حدود هذا الوطن إلى العالم.. كما أشكره أيضاً على هذه اللفتة الكريمة.. فجزاه الله خيراً وأدامه رمزاً لتشجيع المقدرات المحلية أو الدولية. كما أشكر الأخوات على هذا التقديم الرائع. وأتقدم كذلك بالشكر إلى الحضور الكريم.
لن أطيل عليكم لأني أود أن أنتهز هذه الفرصة في عرض مشاكل بيئية، وللحديث عن جمعية البيئة السعودية. وأود استقطاب جميع الحضور للاشتراك في عضوية جمعية البيئة السعودية. ولكن في البداية أود أن أوجه الشكر إلى أول محطة في حياتي، وهي أسرتي. فالأسرة هي اللبنة الأساسية لإنتاج أفراد أسوياء إيجابيين في هذا المجتمع. فبفضل من الله تربيت وسط أسرة دافئة مهتمة، سخّرت جميع قدراتها للاستثمار العلمي فينا، والاهتمام بنا، جدتي ووالدي ووالدتي، وإخوتي وأخواتي.
سأنتقل مباشرة إلى بداية انخراطي في العمل البيئي. فقد سمعتم قصة الطائر، ولن أسردها هنا لأنكم سمعتموها. فما لفتني في تلك الفترة، هو أنه عندما كان يتعرض المواطن لأي مشكلة أو أمراض بيئية، فلا يدري إلى أين يتوجّه، فقد كانت كل جهة حكومية يتصل بها المرء تحيله إلى جهة أخرى، لذا قررت أن أؤسس كياناً بيئيّاً يخدم المجتمع المدني، ويبث فيه التوعية البيئية. فتقدمت حينذاك إلى الدائرة الاقتصادية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، وكان رئيسها آنذاك المغفور له إن شاء الله صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وتقدّمت بمقترح كامل لإنشاء جمعية للبيئة، وفعلاً اهتم بها المسؤولون ورفعوها إلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، وقد تزامن ذلك مع إنشاء جمعية البيئة السعودية عام 1427هجري، فرحّب مباشرة بهذه الاستراتيجية، وجعلني عضواً في إحدى اللجان النسائية في الجمعية. غير أن نظرتي كانت دائماً استراتيجية، فكنت أود أن أخدم على المستوى الوطني، فبعد ثمانية أو تسعة أشهر من تأسيس جمعية البيئة السعودية، طلبت لقاء صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز. وعندما اجتمعت به أخبرته بأنه يجب أن تأخذ الجمعية مساراً آخر، فهذه جمعية سعودية ولا بد أن تتضمن استراتيجيات محددة، فكلّفني سموه بإعادة تشكيل جمعية البيئة السعودية، فأعدت صياغة استراتيجيتها وهيكلتها، للارتقاء بخدمة البيئة. وفعلاً - والحمد لله - وصلت جمعية البيئة السعودية إلى ما هي عليه الآن.. وسنحاول في غضون سنة أن نحوّلها إلى مؤسسة وطنية رائدة. واسمحوا لي أن أقدّم إليكم فكرة بسيطة عن جمعية البيئة، وما الذي تم إنجازه منذ أن توليت إدارتها.
تأسست الجمعية في عام 1427هـ بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان من أهدافها تحسين أوضاع سكان المناطق والمحافظات والتصدي للمشكلات البيئية، وتنمية العمل التطوعي البيئي، وذلك بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز. وكان المدير التنفيذي لهذه الجمعية صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز. وأما أنا فكُلّفت بإدارتها برسالة من سمو الأمير تركي بن ناصر، والتي نصّت على مشاركة الجهد الحكومي.. وهذا ما قمنا به عندما غيّرنا استراتيجيتنا. فالجهات الحكومية لا تستطيع القيام بدورها من دون مشاركة المجتمع المدني لتقديم الخدمات البيئية. ونهدف إلى أن تكون الجمعية، بإذن الله، في نهاية 1434هـ، مؤسسة وطنية رائدة لا ربحية لخدمة البيئة في المملكة العربية السعودية بمعايير عالمية دولية مع مراعاة قيمنا ومبادئ ديننا الحنيف. كما قمنا بوضع ست استراتيجيات جديدة لجمعية البيئة السعودية، للارتقاء بالجمعية إلى مستوى الجمعيات العالمية، وذلك حتى نتمكن من مضاهاة جميع الأنظمة والقوانين الدولية للارتقاء بهذا الوطن الغالي من حيث التوعية والتثقيف البيئيين. فهذا الموضوع مهم جداً، فلا بد للفرد من أن يدرك بأن له دوراً كبيراً جداً للارتقاء بالبيئة.. كما ساهمنا نحن، في الجمعية، في تخفيض الميزانيات الضخمة التي كانت تُصرف على معالجة التلوث الذي كان يتسبب به الإنسان، وذلك بتعزيز الكفاءات البيئية المهنية لسوق العمل من خلال عمل دورات تدريبية للشباب، وإطلاقهم للقيام بالدراسات والأبحاث، بحيث تبنت الجمعية أكثر من دراسة، حُوّلت إلى مشاريع تبناها القطاع الخاص من تطوير وتحسين الآليات الوقائية اللازمة لحماية البيئة والموارد الطبيعية، وقد تم بفضل من الله توقيع اتفاقية في مؤتمر الرياض، في الأسبوع الماضي بين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، بصفته رئيساً للجمعية، ووزير الصحة تنص على تبني أحد منتجات البرنامج الوطني، وهي الإدارة البيئية للمنشئات الصحية، أي كيف تكون المستشفى مكاناً فيه أقل الأضرار التي يمكن أن تُصيب المريض أو الزائر.
أما ما تم إنجازه من عام 1431هـ، منذ أن تسلمت جمعية البيئة السعودية، إلى عام 1434هـ الآن، فهو كالتالي:
- جرى تغيير المجلس السابق وتشكيل مجلس جديد للنهوض بالجمعية لتؤدي المهام الموكلة لها.
- وضع خطة استراتيجية وأهداف رئيسية وبرامج عامة للجمعية. والحمد لله فقد تم تحويل الجمعية من جمعية تقليدية قائمة على لجان صغيرة إلى جمعية لها نظام وطني دولي، وبذلك ارتقينا بها إلى مصاف الجمعيات الدولية. وقد تمت مراجعة هذه الاستراتيجيات من قبل أربع منظمات دولية، ذلك كي أتأكد بأن هذه الاستراتيجيات صحيحة ومطابقة للمعايير العالمية.
- تم تدشين ستة فروع للجمعية في مناطق جيزان ونجران وعسير والمدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف ومحافظة الغاط، بعد أن كانت فقط في المركز الرئيسي. ويجري الآن العمل على إقامة فروع في مناطق الباحة وحائل والمنطقة الشرقية والرياض. كما تم إطلاق المبادرة الوطنية -التي أفتخر بها وهي سبب بعد الله في جميع الجوائز التي حصلت عليها- البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة "بيئتي: عَلمٌ أخضر وطن أخضر".
وهنا أود أن أشكر الشيخ محمد زينل، لتبني شركة زينل إنتاج هذه الوثيقة، وقد أُرسل هذا البرنامج عام 2008م إلى مجلس الشورى، ولكن للأسف لم يُتخذ فيه أي قرار ويتم العمل حالياً، بعد مقابلة صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز، على أن تتبناه الدولة وتحوّله إلى مركز وطني للتوعية البيئية. وسنتحدث عنه بالتفصيل قليلاً، وعن النسب التي يمكن أن تستفيد منها المملكة والدول العربية، كما أن هذا البرنامج أوصت به جميع الدول الأعضاء، وقد تم تنفيذ هذا البرنامج بمظلة جمعية البيئة السعودية، وبدعم من مجلس إدارتها، ممثلة في رئيس المجلس صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر، كما أنه البرنامج الوحيد الذي تطرّق إلى سبعة قضايا، فجميع البرامج تكون عادة قصيرة، وتتطرق إلى قضية واحدة، غير أن هذا البرنامج يتطرق إلى جميع القضايا البيئية، ولكل فئة من فئات المجتمع.
- تم بفضل من الله توقيع اتفاقيات حكومية ودولية، إذ لا بد لنا من رفد الجهود الحكومية. فقد تم توقيع اتفاقيات مع 14 أمانة من أمانات المملكة، كان آخرها أمانة الرياض التي تم توقيع الاتفاق معها الأسبوع الماضي، وذلك برعاية ودعم صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، وذلك لتبني تفعيل قضايا البرنامج الوطني بما يخص الإدارة البيئية للنفايات.
- تم توقيع اتفاقيات مع وزارة التربية والتعليم لتشمل أحد منتجات البرنامج الوطني، وهو مدارس الحس البيئي. وهذه المدارس عبارة عن برنامج متخصص لرفع مستوى الوعي وتربية الأجيال تربية بيئية، وأُطلق عليه "مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز للتعليم البيئي".
- تم توقيع اتفاقية مع وزارة المياه والكهرباء أيضاً لتطبيق هذه الفعاليات، بكل ما يخص ترشيد المياه والكهرباء في المدارس، وللعامة أيضاً.
- توقيع اتفاقيات مع الهيئة العامة للطيران المدني لتطبيق فعالية البرنامج الوطني في جميع مطارات المملكة.
- وأخيراً على الصعيد المحلي، تم بحمد الله توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة الأسبوع الماضي، لتطبيق برنامج العلامة البيئية، وهو الإدارة البيئية للمنشآت الصحية.
- أما على الصعيد الدولي، فقد تم توقيع اتفاقيات دولية مع منظمة "قلوب" العالمية للتعليم. ولدى هذه المنظمة برامج دولية للمدارس، ولكنها بحثية. فتم التواصل معها ودمج البرامج ببعضها لتستفيد المملكة العربية السعودية، ومع منظمة "سيدار" الدولية، ومع المنظمة العربية-الأوروبية.
- ولا ننسى إطلاق مبادرة التعليم البيئي من أجل التنمية المستدامة، وهذه فعلاً من أهم المبادرات، وأتمنى أن نجد لها الدعم، إذ لا بد من أن نستثمر في الأجيال القادمة، وأن نربيها تربية بيئية. ويجب ألاّ تقتصر التوعية على حملات توعوية قصيرة. فتمت صياغة مناهج خاصة بالنسبة للمدارس، تتطرق إلى قضايا البرنامج السبع بطرق مشوّقة، فضلاً عن النشاط اللامنهجي، حتى نتمكن من إفادة جميع المراحل، سواء الروضة والابتدائي والمتوسط. وأما المرحلة الثانوية والجامعات فلها برامج عامة، إذ أن الاستثمار فيها يكون أقل.
- كما أطلقت جمعية البيئة السعودية أربع جوائز للتشجيع، وهي: جائزة الأمير تركي بن ناصر للتعليم البيئي مدارس الحس البيئي، جائزة الأمير تركي بن ناصر لحماية البيئة للشركات، جائزة الأمير تركي بن ناصر للمسؤولية الاجتماعية والتي حصلت عليها لهذه السنة في الأسبوع الماضي مجموعة زينل، لدعمها وثيقة البرنامج الوطني، وجائزة الأمير تركي بن ناصر البيئية لشباب الخليج. ونعمل من خلال هذه الجائزة على تبني أي مشروع يقدّمه الشباب، ونحوّله إلى تقنية يستفيد منها المجتمع.
- تم إطلاق برامج عضوية جمعية البيئة السعودية،فالعضوية كانت تقتصر قبل ذلك على عضوية منتسب عامل، فأطلقنا نحن برنامجاً أطلقنا عليه اسم برنامج "دروع البيئة"، بحيث نتمكن من تربية أطفالنا على المشاركة المجتمعية، فلفئة رياض الأطفال من سن 3 سنوات عضوية رمزية جداً، بحيث يحس هؤلاء أنهم شاركوا معنا في خدمة البيئة، ومن ثم هناك فئة المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعات والمقيمين والشركات.
- تم إطلاق برنامج سفراء جمعية البيئة السعودية، وهم أدواتنا الحقيقية في المجتمع، فهناك فئة كاملة من رجال الدين، وفئة المسؤولين، وفئة الشخصيات الاجتماعية، وفئة الرياضيين، ليكونوا أدوات توصل رسالتنا إلى باقي أفراد المجتمع.
- تمكّنت الجمعية -بفضل من الله- بتنظيم أهم ثلاثة مؤتمرات دولية : برعاية المقام السامي الكريم، وهي المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني، والثالث والرابع، والمنتدى والمعرض الدولي للبنية التحتية الأول (وإن شاء الله سيكون الثاني قريباً في نوفمبر)، والمنتدى والمعرض الدولي الخليجي الأول للأمن البيئي. وهذا أول منتدى للأمن البيئي يُعقد على مستوى الوطن العربي.
- فعاليات يوم الأرض للأعوام 2010م، 2011م، 2012م، 2013م، فضلاً عن الاحتفال بالأيام البيئية العالمية والاحتفال بساعة الأرض.
- أطلقنا استراتيجية جديدة للفروع، تقتضي بأن يصبح أصحاب السمو الملكي، أمراء المناطق رؤساء فخريين لهذه الجمعية، وتشرّفنا بانضمام الرئيس الفخري أمير منطقة مكة المكرمة، والرئيس الفخري صاحب السمو الملكي أمير منطقة جيزان، وأمير منطقة عسير، وأمير منطقة نجران، ويجري العمل حالياً على باقي المناطق، كما تم ضم رؤساء الغرف التجارية والأمناء كأعضاء ورؤساء للفروع في كل منطقة.
- إطلاق مشروع المراكز البيئية الاجتماعية التوعوية، ونطلق عليه مركز البيئة والإنسان، وهو أيضاً أحد منتجات البرنامج الوطني للتوعية البيئة والتنمية المستدامة "بيئتي: علم أخضر... وطن أخضر". إذ تم بفضل الله توقيع اتفاقية بين أمانة محافظة جدة وجمعية البيئة السعودية لإنشاء أول مركز للبيئة والإنسان. وقد تم الانتهاء من تصاميم هذا المركز، ويجري الآن العمل على جمع التكاليف المالية لهذا المركز الذي سيقدم للمجتمع جميع منتجات البرنامج الوطني، ولكن بصورة جديدة.
- إطلاق البرنامج التوعوي لتطوير المرأة العربية. وقد كُلّفت بهذا البرنامج عربياً من المنظمة العربية - الأوروبية للبيئة في سويسرا، وذلك بشراكة بين جمعية البيئة السعودية وبين المنظمة. وقمت بوضع خمسة برامج، برنامج توعوي خاص بالأكاديميات، وبرنامج توعوي خاص بسيدات الأعمال وربات المنازل والأسر المنتجة والشابات.
أخيراً أدعو من هنا نيابة عن جمعية البيئة السعودية بأن يتواصل الجميع معنا، لأن لكل فرد من أفراد المجتمع دوراً كبيراً جداً. فالبيئة لن تتحسن لو اعتمدنا فقط على الجهات الحكومية، فهناك دائرة نطلق عليها دائرة الاستدامة، ويمكن تلخيص ذلك بأن للجهات الحكومية دوراً، كما أن لرجال الأعمال دوراً وهو ما نعتبره المكوّن الثاني، وأما المكون الثالث فهو المجتمع المدني والجمعيات، وأما المكوّن الرابع فهو الفرد. ولكن دور هذا الفرد في جميع الدول العربية مغيب. فالفرد ينظر فقط إلى ما له من حقوق، ولكن كثير من الأفراد لا يؤدون ما عليهم من واجبات. فمن دون تطبيق القانون لن نستطيع الحصول على ذلك، لديّ فيلم قصير أتمنى لو تم عرضه على الحضور، وهو عن جمعية البيئة السعودية. فأما الآن فأنتقل إلى البرنامج الوطني..
البرنامج الوطني للتنمية البيئية المستدامة.. هذا البرنامج سعودي مئة في المئة. وهو برنامج تم تصميمه للمجتمع السعودي، ولكن بمعايير دولية. ويهدف في الأمد القصير إلى نشر الوعي وتطوير السلوك الايجابي، وأما في الأمد البعيد فيهدف إلى إلى تعزيز هذا السلوك وتفعيل الأنظمة والقوانين الكفيلة بحماية البيئة.
يناقش هذا البرنامج سبع قضايا. فالقضية الأولى منه تتناول الإدارة البيئية للنفايات الصلبة، وقضية ترشيد الطاقة، وقضية ترشيد المياه، وترشيد الاستهلاك. ويُعدّ هذا أول برنامج يناقش هذه مشكلة المحافظة على البيئة البحرية والساحلية والصحة والبيئة وتلوث الهواء. ولهذا البرنامج ثلاث أدوات، بحيث يعم جميع أفراد المملكة مواطنين ومقيمين. فالأداة الأولى تمت بوضع برنامج خاص لمدراس المملكة، وهي مدارس الحس البيئي بنفس القضايا. ولكن بحسب كل فئة عمرية، ونحاول في النهاية التوصل إلى إنشاء المدرسة الخضراء، فقد تم في هذا الخصوص التوقيع على اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم. وقد بدأنا كجمعية ورعاة تبني هذه المدارس، ولكن بعد سنتين - إن شاء الله - سنسلّمه كبرنامج وطني لوزارة التربية والتعليم، فللأسف الشديد لا تزال البيئة تعتمد على التبرعات. وهذا خطأ كبير جداً في موضوع البيئة.. فالبيئة لا بد من أن تُخصص لها مبالغ مالية، وخصوصاً التوعية البيئية. فنحن نقفز دائماً إلى معالجة التلوث، فنحن نبدأ من قمة الهرم ولا نعمل من القاعدة، فالمفروض أن نقوم بالتوعية البيئية ونطبق الأنظمة والقوانين، حينئذ سنخفف بشكل كبير جداً من عمليات التلوث البيئي، وأما الأداة الثانية فهي الإعلام بجميع أنواعه ليصل إلى كافة أفراد المجتمع، وأما الأداة الثالثة فهي إنشاء مراكز مجتمعية، تتكوّن من حدائق عادية، ويكون دوماً في كل حديقة مبنى معين يقدّم جميع النشاطات البيئية، والرسوم البيئية، والمزارات البيئية... إلخ، فتكون بذلك مركز معلومات تقريباً. وبفضل الله قطفنا الثمرة الأولى من وزارة التربية والتعليم ودخلنا ببرنامجنا إلى المدارس، وأما الثمرة الثانية فقطفناها من أمانة محافظة جدة، إذ أخذت الأمانة جزئية من البرنامج الوطني، وهي جزئية الإدارة البيئية للنفايات الصلبة، وهي تتناول أيضاً الإصحاح البيئي، وسيُطرح لأول مرة في المملكة العربية السعودية برنامج توعوي تبنته أمانة محافظة جدة، والذي قدمته الأمانة في شكل كراسة أُطلق عليها توعية السكان بالنظافة، وهي إهداء من أمانة محافظة جدة. وقد دعم صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية هذا المشروع وأيده. ونرجو بعد انطلاقته في جدة، أن ينطلق في المناطق الرئيسية الأخرى. فهذه هي المرة الأولى التي تُطلق فيه أيّة أمانة برنامجاً توعوياً متواصلاً لمدة سنتين، وستكون هذه مرحلة أولى، فالبرنامج الوطني يهدف إلى تحويل السلوك إلى عادة، فلا بد من أن نربي الأجيال، ونأمل أن يستمر البرنامج على أقل تقدير لعشر سنوات متتالية، لذلك طلبنا من الدولة أن تتبنى هذا البرنامج حتى نستطيع أن نعمل باستراتيجية وطنية، وأن لا يقتصر العمل على حملات قصيرة أو ما شابه ذلك. فبرنامج جدة سيكون -إن شاء الله- لمدة سنتين. وسيطرح بطريقة جديدة جداً، فعلا هو البرنامج الوطني للتوعية والتنمية المستدامة: "بيئتي: عَلَمٌ أخضر وطن أخضر". ولن أطيل عليكم.. فالحوار مفتوح للمناقشة ولتبادل الآراء. وشكراً.
 
طباعة
 القراءات :335  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج