شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الدكتور مدني علاقي))
بسم الله الرحمن الرحيم، سعادة الأخ الفاضل الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس "الاثنينية"، ضيف "الاثنينية" المفكر عبد الرحمن الرفاعي، أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً لك شيخنا الفاضل مؤسس "الاثنينية" على دعوة ضيفنا الليلة، فقد عودتنا ألاّ نستضيف إلا الكبار وضيفنا هذا المساء كبير بكل المقاييس..
زرته ذات ليلة في صومعة في منزله بمدينة جيزان فلم أتبيّنه للوهلة الأولى، لكن صوته لفت نظري إلى زاوية من أرضية المكان كان مختبئاً فيها تحيط به العشرات والمئات من الكتب والبحوث والمخطوطات.
دخلت معه في حوار عن الثقافة والأدب فوجدته يحلق بي إلى آفاق رحبة في معارف شتى. قال لي من البداية إن كل دراساته وبحوثه تنطلق من مصدر رئيسي واحد هو القرآن الكريم، وإن لغة القرآن العربية هي مصدر إلهامه. قال لي: يجب ألاّ تأخذ الكلمة العربية بمفهومها العام، بل بدلالاتها وتعريفاتها؛ ففي هذه التصرفات والاشتقاقات تجد العقلنة من عظمة اشتقاقاتها ومن توكيد معانيها ودوران موادها وتنوعها.
ثم تابع يقول: إن اهتمامي باللغة العربية دراسة وبحثاً هو الذي دفعني إلى التأمل في فهم مفردات هذه اللغة من القرآن الكريم، ومنه ومن خلاله حاولت واجتهدت في أن أتبيّن العلاقة بين ما ورد في القرآن الكريم وبين بعض الظواهر الكونية الحديثة، أو الاكتشافات العصرية في العلوم والفيزياء والكيمياء والجغرافيا، ففي القرآن يكمن الدر واللؤلؤ. قال لي: تصوّر أن كلمة "القلب" قد وردت في القرآن الكريم في أكثر من ثمانمئة موضع.. فهل كلمة "قلب" تعني في كل هذه المواقع ما نعرفه اليوم عن هذه الكلمة؟ وقال مواصلاً: إن كتابي الحديث بعنوان "القلب والفؤاد بين مفهوم ودلالات المفردة القرآنية وعلم وظائف الأعضاء" هو مثال ساطع على ما تقدمه لنا لغتنا العربية من معانٍ متعددة ومفردات قد تنقل المعنى إلى نقيضه من خلال علم الصرف ومشتقات المفردات. إن لغتنا العربية التي نزل بها القرآن الكريم هي كما يقول "الرفاعي" لغة الجمال، ولغة العقل؛ الجمال الذي يؤكده الرواد في المرونة واللغة وتناغم الإيقاع وجمال التراتيب وحسن النظم.
مضى جزء كبير من الوقت وأنا أسمع سيلاً جارفاً من الاستشهادات باللغة العربية لغة القرآن. عجبت وذهلت.. لقد درست أصول البحث العلمي في جامعات عربية وأمريكية ودرَّستها لطلابي في الجامعة ولم أكن أتصور أن هذا الرجل الذي أمامي يملك من التأصيل العلمي والقدرات البحثية ما يؤهله لا للحصول على درجات عليا بل ليكون هو المانح لها في مجال اختصاصه.
يقول عنه صاحب الصالون الثقافي العربي بالقاهرة الأستاذ الدكتور غازي زين عوض الله: عبد الرحمن الرفاعي رجل أخلص للغة أمته وثقافتها، وأحسب أنه لا يوجد في منظومتنا الثقافية المعاصرة من استطاع أن يراجع مصداقية الخطاب المعرفي من خلال المداخل اللسانية على وجه العموم والمستوى المعجمي في الدرس اللساني على وجه الخصوص مثل العالم الموسوعي عبد الرحمن الرفاعي.
عبد الرحمن الرفاعي مصدره الأساس في كتبه وبحوثه القرآن الكريم، هو يفهمه بعمق فهمه للغة العربية. لكنه كباحث لديه مصدران أساسيان آخران يستعين بهما لتدعيم استنتاجاته وتحليلها وصولاً إلى النتائج وهما: الحديث النبوي الشريف، وشعر العرب في جاهليتها وصدر إسلامها.
وإلى جانب ذلك له مرافئ أخرى يستند إليها إضافة إلى ما سبق منها:
- الفكر والثقافة السائدة في المجتمعات.
- التاريخ والتراث والآثار.
- الجغرافيا.
- اللسانيات والصوتيات.
- الصرف.
- العلوم الحديثة.
ومع ذلك فبعض من لا يقرؤ ولا يفهم حقيقة ما يكتب يعتبره مفكراً جدلياً.
من يقرؤ مؤلفات "الرفاعي وبحوثه" يدرك كيف يغوص هذا الباحث الموسوعي في أعماق المفردة العربية أو الآية القرآنية ليستخرج منها ما يدعم نظريته واستنتاجاته الفكرية والعلمية.
تأملوا معي واقرؤوا إن استطعتم بعضاً من كتبه وبحوثه التالية:
- آدم عليه السلام وعلوم الاستنساخ.
- سليمان عليه السلام: حقائق التلفزة وعلم التقنية.
- الحميني: الحلقة المفقودة في امتداد عربية الموشح الأندلسي.
- وكالة الأنباء بين حقيقة الدلالة وخطأ التسمية.
- الكنعانيون معينيون من جازان.
- الأبراج الفلكية بين الواقع العلمي وعلم الخرافات الأسطورية.
- الإسراء والمعراج فتح علمي وعظة.
- الجن بين إشارات القرآن وعلم الفيزياء.
- جدة والكنعانيون بفرسان.
أيها الإخوة الأفاضل، ضيف الليلة له أكثر من سبعة وأربعين مؤلفاً.
- تُرجمت بعض بحوثه إلى عدة لغات منها الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الفارسية، والعبرية.
- أعيد طبع مؤلفاته لأكثر من عشرين طبعة بالقاهرة.
- حظي باهتمام الكثير من المؤسسات الثقافية من أرجاء الوطن العربي، ومنح منصة التكريم خارج وطنه لكنه غاب عنها بين أهله وفي موطنه.
شكراً لمؤسس "الاثنينية" الشيخ عبد المقصود خوجه؛ فلقد وجد الرفاعي أخيراً من يكرّمه في وطنه من منتدى ثقافي كبير. وجد الرفاعي من يقدّر فكره وقلمه، فهنيئاً لك عبد الرحمن من مواطنيك في المملكة بهذا التكريم.
عريف الحفل: شكراً لمعالي الدكتور مدني علاقي، الكلمة الآن للكاتب المعروف سعادة الدكتور عبد الله مناع.
 
طباعة
 القراءات :401  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج