شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
نازك الإمام: شكراً أخ محسن. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أصحاب المعالي أصحاب الفضيلة أصحاب السعادة، السيدات والإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلنا نعرف معالي الشيخ العلامة الدكتور الصالح بن عبد الله بن حميد فكثيراً ما سمعناه يخطب في الناس يوم الجمعة وعلى المنابر يؤمهم أو ينصحهم ويحدثهم في أمور دينهم ودنياهم. من أقواله أن علماء المملكة وقّافون عند الدليل وغايتهم الإصلاح وصلاح المجتمع والتفاف الشباب حولهم واجب، وهو القائل أيضاً إن مشكلتنا أننا ننشد الكمال في العلماء وهذه حقيقة نتمناها لكني لا أقول إن الكمال مدعى إنما أقصد أن نكون مع العلماء ونسددهم، وقد أكد في أحاديثه على قضية الحوار التي لها قواعد ومنهجية لأن فيها تثقيفاً وتأسيساً وتوعية بل وسياسة للحوار الوطني والإسلامي وبين الأديان المختلفة. له رأي في بعض قضايا المرأة كونها نصف المجتمع وخصوصاً في قضية الدعوة إلى تحريرها، كما أن له رأياً في حكم بعض من قضايا الأطفال منها حكم الاحتفاء لهم بنهاية العام، فمرحباً بمعاليه ونتمنى أن يتسع صدره لاستقبال استفساراتنا حول ديننا وما علينا. ونبدأ بالسؤال الأول مع الأستاذة فوزية عبد الرحمن السحيمي من الإشراف التربوي بإدارة التربية والتعليم فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بتاريخ 27/10/1432هـ الموافق 25/9/2011م، أكد الملك عبد الله حفظه الله على عضوية المرأة في مجلس الشورى للمشاركة بجانب أخيها الرجل؛ أفليست المرأة نصف المجتمع؟ فلماذا إذاً التشويش والتشكيك وخلق الأسباب الواهية مثل وضع الحاجز، وترك الأهم وهو المشاركة الفعَّالة في هذا الوطن العزيز على قلوبنا وانتماؤها إليه ومشاركة أخيها الرجل في رقيه وتطويره في جميع المجالات، فما رأي سعادتكم في ذلك؟ والشكر والتقدير.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أشكر للأخوات حضورهن كما أشكر أيضاً هذا التقديم الكريم. السؤال هذا كان بودي في الحقيقة أن أسأله حينما كنت في الشورى أما الآن فلا أملك ولا أحب أن أتطفل أو أتجاوز إخواني وزملائي فلكل منهم لا أقول اختصاص إنما دائرة عمله ولن أفتئت عليهم في أعمالهم. على كل حال لا شك في أن خادم الحرمين الشريفين الملك حفظه الله حينما يوجه أمراً بشأن عضوية المرأة في مجلس الشورى فإن أمره سوف ينفذ، لكن آلية التنفيذ طبعاً لا أعرفها بل إنني لا أذيع سراً إذا قلت إنني متواصل مع زملائي في المجلس كالأستاذ بكر وغيره وعندما أسألهم يجيبون بأنهم لا يدرون بعد عن الآلية التي ستُعتمد، لكن لا شك أن الموضوع سينجلي بالطبع وسوف ينفذ الأمر لكن كيف ستكون آليته من حيث الترتيبات والعدد وإلخ.. فإن هذا كله لا يزال في طور الإعداد على ما يبدو لي إذ تُرفع في وقت ثم يعلن عنها في وقت لاحق، فلا شك طبعاً أنها في طور الإعداد فإذا حان وقتها سوف يعلن عن الأسماء الأعضاء ذكوراً وإناثاً.
عريف الحفل: السؤال للصحفي مشعل الحارثي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعداء بهذه الليلة المباركة وبضيفها الكريم وبهذا الجمع الغفير. فضيلة الشيخ أمد الله في عمركم ونفع بعلمكم ألا ترون أن الدعاة والعلماء وأئمة المساجد في حاجة ماسة إلى تأصيل فقه الاختلاف وأدبه، وعدم المسارعة إلى نقل مسائل الخلاف إلى المنابر الفضائية والعمل على نبذ التعصب ولهجة الإثارة والدعوة إلى التصالح والتسامح والتآلف لنكون فعلاً أمة الاعتدال والوسطية كوننا في هذا البلد أهلاً لمنهج الوسطية والاعتدال؟ وشكراً لفضيلتكم.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً، أولاً كما تفضلتم فإن فقه الاختلاف هذا موجود ولا يتصور أن يختفي طبعاً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118) بل إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أقر الاختلاف المحمود أو الاختلاف في الرأي وجعل للمصيب أجرين وللمخطئ أجراً واحداً فيما اجتهد، فالخلاف موجود حقيقة ولا ينتهي أبداً. أما الحديث عن أدب الخلاف فالحمد لله واسع جداً خصوصاً في وسائل الإعلام، ولقد تعددت وتنوعت وسائل الإعلام والاتصال والتواصل، بل إنني أرى فيما يتناقله المتناقلون -ولا سيما في الرسائل الهاتفية ورسائل (الواتس أب) و(التغريدات) و(التويترات) و(الفيسبوك) وغيرها- وصايا جميلة حقيقة لا ينبغي أن ننكرها ومنها أدب الخلاف من الابتسامة من الصبر من التحمل تأتينا حقيقة وأنا أحمد الله حقيقة أن مثل هذه الوصايا تنتشر، لكن تبقى إلى جانب هذه الإيجابيات التي هي جيدة ومفيدة ولها أثرها تبقى هناك سلبيات على وسائل الاتصال نفسها خصوصاً القنوات الفضائية والإنترنت وبخاصة التويتر، حيث أرى كثيراً من التشنج الغريب لا أعرف مصدره، وهو ليس كله من العالم العربي بل يتشارك فيه المسلم الذي ينطق العربية والذي لا ينطق العربية، فتأسف حقيقة حينما ترى حتى في المنتديات السياسية أن الخلاف ليس خلاف وسطية وليس خلافاً في الفقه، لذا فإننا يجب أن ننظر فعلاً بشمولية أكثر؛ فحينما نشاهد أحياناً بعض الندوات السياسية والتشنج الذي يحصل فيها والذي يصل أحياناً إلى التشابك بالأيدي، فهذا مع الأسف موجود على الرغم من وجود ندوات محترمة وجيدة أيضاً؛ فقضية السيطرة على الفضاء هذه تحتاج إلى أن يُخاطب بها الإعلاميون والصحفيون قبل أن يخاطب غيرهم وشكراً.
نازك الإمام: سؤال من الأستاذة الإعلامية منى مراد فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معالي الدكتور الشيخ صالح بن حميد: في ما يعني قضية ثقافة الحوار بشكل عام، ما رأيك بالمبادرة التي أطلقها العلاّمة الموريتاني الشيخ بن محمد الشنقيطي مع بعض من أهل الفكر المتعصب والمتشدد، وكيف تقيّمون هذه المبادرة التي قد تساعد على إلغاء هذا الفكر من مجتمعنا ومن عقول شبابنا وشاباتنا؟ شكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً. أنا لم أطلع على هذه المبادرة لكن مهما كان الحوار فإنه ينبغي أن يكون مفتوحاً ومع كل من يرغب، ينبغي أن نتحاور مع إخواننا مع زملائنا مع المسلمين مع الكفار مع المخالفين مع الموافقين، بل ينبغي أن يكون الحوار حتى في البيت حقيقة.. هناك قضيتان يا إخواني أريد فعلاً أن أؤكد عليهما؛ فكما أشارت أختي الفاضلة تماماً فإن الحوار والشورى قضايا يجب أن تكون إن صح التعبير إستراتيجية، إستراتيجية لكل مجموعة ولكل أسرة، بل حتى الأصدقاء إذا كانوا مجموعة حتى إذا كانوا في رحلة ينبغي أن تكون المشورة بينهم. أما عن الشورى في الأسرة فائتمروا بينكم بمعروف الحديث في سورة الطلاق: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ (الطلاق: 6) وكذلك الآية وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة: 233) التي تربط الانفصال بالفطام، فإن أراد الزوج والزوجة فصالاً يفطمان ولدهما، ويكون الانفصال عن تراض منهما وتشاور؛ فالحوار يجب أن يكون مفتوحاً مع مراعاة أدبه، لكن من المهم أن لا تأمر في الحوار وفي الشورى، فما نفتقده اليوم كثيراًً هو فن الاستماع؛ إذ إن كثيراً من المتحاورين -سواء في ندوات فقهية أو سياسية أو اجتماعية أو ندوات تربوية أو فكرية أو أي ندوات- غالباً ما يستمعون ليردوا وليس ليفهموا، هذه أولاً. ثانياً أن أطراف الحوار يستمع كلٌّ منهم بخلفيته هو وهذا ما لا ينبغي أبداً، بل ينبغي أن يستمع بخلفية المتحدث حتى يكون أقرب إلى فهمه واستيعابه ويغلب حسن الظن. كذلك أيضاً بين الزوجين وحتى داخل الأسرة بين الأب وأولاده والأم وبناتها والوالدين وأبنائهم وبناتهم فإن قضية الشورى وقضية الحوار وقضية فن الاستماع هذه نكاد نفتقدها ونفقد فقهها ونفقد آدابها ونفقد أصولها، لذلك فإن الحوار مطلوب وكتاب ربنا أجاز الحوار حتى مع الكفار؛ تأملوا قول الله عز وجل في سورة سبأ وهي عجيبة: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ (سبأ: 24) ثم إن الله أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ, قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (سبأ: 25-26). لاحظ درجات ما يتيحه أولها وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى (سبأ: 24) عندما أمره أن يقول لا ندري من هو على هدى مع أنه قطعاً محمد، بمعنى أننا سوف ننظر ونرى من منا على هدى، وهذا يعني أن لا آتي إلى الحوار بخلفية مسبقة. ثم قال أيضاً قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا (سبأ: 25) يعني أنه سمّى فعله إجراماً وحاشاه عليه الصلاة والسلام وحاشا المسلمين وهذا من باب التنزه، وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (سبأ: 25) يعني ما قال عما تجرمون، مع أن نوح عليه السلام قال في سورة هود مما تجرمون (هود: 35) وإن كان صحيحاً قال هنا عَمَّا تَعْمَلُونَ (سبأ: 25)، ثم قال: قل يجمع بيننا ربنا بالحق لماذا؟ لأن ليس بالضرورة أن ينتهي الحوار إلى نتيجة، يكفي أن يكون قد فتح آفاقاً ويكفي أن يكون فن استماع ويكفي أن يكون فيه تبادل فعلي للآراء، وعلى كل حال فإن الحوار مهما كان ينبغي أن يكون مفتوحاً بضوابطه وبآدابه.
عريف الحفل: شكراً فضيلة الشيخ. السؤال الآن لفضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان.
بسم الله الرحمن الرحيم، ضيف الشرف معالي الدكتور صالح لدي سؤال: الواقع أن في كتابكم هذا أشرتم إلى أن الترميم الأخير للحرم المكي أو للكعبة المشرفة بالذات قد تم تحت إشرافكم الشخصي. الواقع أنا متألم جداً من هذا الأمر، ذلك أن لدينا جامعات وأقساماً متخصصة كقسم الآثار وقسم الحضارة الإسلامية، لكن لم يكن لأيٍّ منها لا جامعة مكة المكرمة ولا سواها أي مشاركة في ذلك؛ فهل كانت أعمال البحث والمراقبة والدقة في كل ما نلاحظه في ذلك المكان تحت رئاستكم -حيث إنكم أشرتم إلى هذا حسبما أظن- أم كنت وكيلاً ومشرفاً على ذلك؟ أريد أن أعرف مدى الجهود التي بذلتموها لأن المشكلة أن من يتولى هذه الرئاسات ليسوا دائماً أكاديميين ولا يعرفون قيمة الأكاديميين. الآن وقد أتيحت الفرصة لترميم الكعبة المشرفة فإنه كان بالإمكان أن يوثق العمل رسمياً بدل أن يكتب كل واحد على هواه؛ وقد أشرتم في الكتاب أنكم كنتم واقفين وباشرتم العمل الشخصي لكن للأسف عندما قرأت الكتاب صُدمت بأن صفحة واحدة فقط كتبت حول الموضوع، فهل كان القطع هذا خطأً مطبعياً أم كان خطأً فكرياً؟ لأنكم حين وصلتم إلى الحديث عن أساسات الكعبة توقفتم وهذا في الصفحة 105 ما أوجد إشكالاً كبيراً. سؤالي: لماذا لم يشترك أحد من أساتذة الجامعة المتخصصين وإنما ترك الأمر للاجتهاد، فيما نجد أن تاريخ مكة المكرمة وتاريخ الكعبة المشرفة مدوّن حتى اللحظة الأخيرة؛ إذ إنني أذكر عندما كنت صبياً صغيراً وكانت تجري أعمال ترميم لسقف الكعبة أنه كان يُسمح في الفترة ما بين المغرب والعشاء لمن يريد أن يشاهد هذه الأعمال وكنت نجاراً في ذلك الوقت ولم يكن عندنا جامعات.. الآن عندنا جامعات متخصصة وقسم آثار لكن أين هي من هذه الأعمال؟ لقد وجدت مشاكل كبيرة في ترميم الكعبة اليوم بعدما دخلت خلسة لأشاهد هذه الأعمال، لذا أود أن أعرف عن جهودكم في أمر مشاركة الجامعات وهل فكرت الدولة في أن تشرك هذه الأقسام الآثارية التاريخية أم هي مجرد علامات ولوحات ودراسات على الورق فقط؟ وشكراً جزيلاً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً أستاذي وشيخي. إنه لمن الصعوبة أن يجيب تلميذ على أستاذه وإن كان حقي أن أقول إن الجواب عند أستاذي، فعلى كل حال أنا لم أقل إنني كنت مشرفاً على أعمال الترميم إنما كنت واقفاً بصفتي نائب رئيس شؤون المسجدين المسجد الحرام والمسجد النبوي في حينها، وبالفعل فإنني وقفت مرة أو اثنتين ليس من قبيل المسؤولية الوظيفية- وهذه حقيقة أقولها بكل وضوح - فالمعلوم أن لكلٍّ مسؤوليته ومسؤولية الترميم ليست من اختصاص رئاسة الحرم، بل هي مسؤولية فنية من حيث الإنشاءات والبنايات أو حتى مسؤولية هندسية أو أي نوع من المسؤولية. إن رئاسة الحرم لم تكن مسؤولة مسؤولية فنية وإنما هي مسؤولة وظيفياً لجهة تأمين المكان والأشياء التي تتعلق بوظيفتهم، وقد اطلعت فقط باعتباري مسؤولاً أملك أن أطلع فقط لكن ليس لرئيس الحرم أو لنائبه مسؤولية فنية في هذا الموضوع. أما فيما يتعلق بمشاركة الأفراد والجامعات، فإن الكعبة شرفها الله قد تعرضت للكثير عبر تاريخها الطويل على ما أعلم، كذلك الأمر فيما يتعلق بالحجرة النبوية والروضة الشريفة، ومع هذا لا تزال جميعها صالحة ولم يذكر أحد أو يدوّن أو يكتب أو يقول إن هناك مشاكل في الترميم، فالقضية في رأيي مهنية بحتة ولا تحتاج يا فضيلة الأخ إلى كل ما ذكرت، وما أعلمه أن الترميم يراعي المقاييس بالمليمتر فلا يتجاوزون ملي واحد في وضع الحجر على الحجر أو في المقاييس، لا ارتفاعاً ولا طولاً ولا عرضاً، فالأمر ليس معقداً حقيقة وتاريخ الحرمين الشريفين حافل وقد تعرضا لعوارض الدهر باستمرار من حريق وغيره وذكرت كثيراً ومع هذا تشاد وترمَّم ولم يقم مؤرخ واحد بتدوين ما رآه بالتفصيل، وجدير بالذكر هنا أن الكردي في عصره لم يقصّر وذكر أشياء كثيرة، كذلك عباس الأموي ذكر ما شهده لكن القضية ليست عمل مؤرخين والموضوع لا يحتاج إلى هذا فعلاً ولو وجد فهذا جيد، فماذا سيفعل المؤرخ أو عالِم الآثار لو جاء، فالقضية هندسية بحتة وفنية بحتة والقيّمون على الترميم يراعون فعلاً دقة المقاييس ولا يزيدون عليها أو ينقصون منها، سواء تعلق الأمر بالجمرات أو الكعبة أو سعة المطاف أو المقام الإبراهيمي أو الحجرة النبوية الشريفة أو الروضة أو المنبر، فجميعها معروفة بأبعادها والأمر ليس بهذا التعقيد وإن كان الحضور طيب والتسجيل والتدوين طيب وأنا متفق معك على هذا، مع أني أعلم أن كل شيء يدوّن سواء فيما يتعلق بزمزم كما تعرفون الكوشكي شكر الله له قد دوّن الشيء الكثير، وأعتقد أن الجهة التي نفّذت وتنفّذ الأعمال أيضاً تدوّن ولديها صور موثقة كلها تماماً بحسب الأبعاد وهي موجودة وموثقة بدقة ومصوّرة ومن أرادها فإنني أستطيع لو شئتم أن أحصل عليها وآتيكم بالأبعاد، فهي موجودة ومحفوظة سواء في شؤون الحرمين أو حتى لدى مؤسسة بن لادن التي قامت بالأعمال فالأمر متاح وشكراً.
عريف الحفل: في الحقيقة أن وقت الأمسية ينتهي عادةً عند الساعة الحادية عشرة، لكن سعادة الشيخ عبد المقصود مدّد الأمسية إلى الحادية عشرة والنصف، لهذا نرجو الاختصار في الأسئلة وأيضاً في الإجابات. فضيلة الشيخ نتمنى الاختصار قدر الإمكان لأن لدينا في الحقيقة الكثير من الأسئلة هنا في قسم الرجال فقط، فما بالك بقسم النساء أيضاً. السؤال الآن لقسم السيدات تفضلن.
نازك الإمام: سؤال من الدكتورة ليلى حسن عبد الله القرشي إدارة وتخطيط تربوي فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على رسل الله جميعاً. فضيلة الشيخ هو سؤال بسيط لكن مهم، وقبل أن أطرحه سأقول بيتين من الشعر في موقف ليس بإنسان ولا بعاقل من لم يعِ التاريخ في صدره:
ومن درى أخبار من قبله
أضاف أعماراً إلى عمره
سؤالي: في خضم ضجة الكتب الكثيرة والمعلومات الكثيرة بين النت والمكتبات التي تعج بالكتب، أريد أن أسأل عن بعض الكتب في الدين -إن شاء الله تكون اثنين أو ثلاثة- ليطلع عليها الشباب ويحرصوا على قراءتها. أيضاً ما هي الطريقة لكي يحفظ القرآن الكريم من كبر في السن ولم تعد تسعفه الذاكرة لأن يحفظه كله وهو يتمنى ذلك، فهل هناك طريقة فضيلتكم؟ شكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً. والله أظن أن البيتين اللذين قلتهما إنما من كتابي.. طبعاً البيتان موجودان في الكتاب على كل حال والعلم متاح وذلك ليس غشاً. الكتب في الحقيقة كثيرة فيما يتعلق بالشباب خصوصاً الكتب الدينية، وحسن أن يبدأ الإنسان -لا سيما إذا كان مبتدئاً- بكتب متدرجة وصغيرة، وأفضل أن يتصل الراغب مباشرة بمن يثق به من العلماء ويأخذ برأيه إذ إنه يملك ثقافة واسعة كما أنه يعرف شخصية هذا السائل وطبيعته وما الذي يناسب عمره أو فهمه أو ثقافته أو مدى تحصيله.. إلخ. وعلى كل حال هناك كتب أنصح بها لا سيما للقراءة في البيت، ككتاب "رياض الصالحين" مثلاً الذي أرى أنه من أجمل الكتب ولا ينبغي أن يخلو منه بيت، وهو كتاب بالإمكان أن تقرأ فيه كل الأسرة، جمع أحاديثه أولاً الإمام النووي رحمه الله فانتقى انتقاءً عجيباً بعضاً منها مع أن الله أعلاها وباركها جميعها، وهو كتاب منتشر في جميع أرجاء العالم الإسلامي مع أنه شافعي طبعاً ومع هذا فإن كل الأمة الإسلامية عينها على الكتاب وتقرؤه ويكاد يوجد في جميع مساجد المسلمين، لذا فإني أنصح أن يكون الكتاب في كل بيت وتقرأ منه كل أسرة ما تيسر، وهو سهل وله عدة شروح، لكن مهما كان يبقى نور النبوة من خلال هذه الأحاديث الصحيحة التي رصدها الشيخ وأحسن تبويبها رحمه الله وهي مفيدة جداً وإن كانت قليلة الأربعون النووية.. هنالك أيضاً كتاب "إصلاح المجتمع" للريحاني الذي انتقى مئة حديث في الشؤون الاجتماعية وشرحها ما يجعلها مفيدة للثقافة العامة. أما الكتب المتخصصة فهي للمتخصص طبعاً الذي يبدأ بالتدرّج في الكتب المتخصصة سواء كانت في الفقه أم في الحديث أم في التفسير أم في أصول الفقه أم في أصول الحديث أم في النحو.. إلخ. أما في ما يتعلق بحفظ كتاب الله عز وجل لا شك أن من يتطلع لحفظ كتاب الله فإنه يملك همة عالية والله عز وجل يقول: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ (القمر: 17)، فالقرآن ميسر ومن شحذ همته وهداه الله عز وجل أن يجعل همته في القرآن فإنه سيُعينه سبحانه وتعالى، وكم من كبار السن حفظوا بل هناك من حفظوا بعد التقاعد وهذا كثير، والحفظ طريقه التكرار والتكرار الكثير جداً ثم المدارسة بمعنى المراجعة مع صديق أو زميل أو صديقة أو زميلة أو شيخ أو شيخة؛ بمعنى أن تراجع وتسمِّع التسميع فهذا مهم جداً في الحفظ والإنسان يحفظ ما يستطيع وليس لازماً أن يحفظه كله، ويستحسن أن يبدأ متدرجاً من قصار السور وهذا جيد ويشجعه على الاستمرار، فالمهم ألا تضعف الهمة بمعنى أن ما حفظتَه أو حفظتِه فحافظي عليه ولا يكون تطلعك للقرآن كله سبباً في إهمال أو عجز أو تخاذل، لأن القرآن خير كله وفي كل حرف عشر حسنات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص: 1) تعادل ثلث القرآن، فكل ما قرأتِه في القرآن وراجعتِه أو أي سورة حتى ولو راجعتِها عشرين مرة أو مئة مرة فكل ذلك في ميزان الحسنات ولله الحمد وهذا فضل من الله عز وجل فأنصح بالتكرار والتكرار الكثير طبعاً وحينما أقول تكرار فإني أعني أن يوزع الإنسان وقته لوحده لأن الوقت أوقات فيه راحته وفيه صلواته وفيه خلواته إضافة أيضاً إلى المدارسة مع الإخوة والأخوات.
عريف الحفل: أذكر مرة أخرى بضرورة الاختصار لنتمكن من طرح المزيد أو جل الأسئلة التي بين أيدينا. السؤال الآن لصالح دهيسم عمران عرّف بنفسك ومهنتك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صالح دهيسم مهندس متقاعد. معالي الشيخ تعلمون معاليكم أن أوقات الصلاة توقيتية ولها وقت دخول الصلاة وخروج الصلاة، فهل يجوز شرعاً تثبيت موعد لكل صلاة على مدار العام؟ شكراً جزيلاً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: صحيح هي توقيتية من حيث بدئها ونهايتها، أما من حيث وقت أدائها فيسمي العلماء هذا واجباً موسعاً؛ فالعلماء يسمون أوقات الصلوات واجباً موسعاً بمعنى أن صلاة الظهر مثلاً في هذه الأيام تبدأ في حدود الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق بتوقيت مكة المكرمة والعصر بين ثلاثة وعشرة وثلاثة وربع تقريباً، فما بين هذين الوقتين يصلي الإنسان فالصلاة قد تستغرق عشر دقائق أو ثماني دقائق فتختار ثماني دقائق من هذا الوقت كله طبعاً، ولا شك طبعاً بأن صلاة الجماعة مع المسلمين لكن لا شك في أن تحديد وقت صلاة الجماعة مطلوب ولا شيء فيه وأيسر للناس أن يحددوا وقت الإقامة بعد الأذان فهذا لا شك مطلوب ومحدد وأيضاً يراعي أحوال الناس إذا ما كانوا في سوق أم في قرية أم في مجتمع خاص أم في فئة خاصة بها كبار وصغار ومرضى ..إلخ. كل هذه تراعى لكن لا شك في أن تحديد وقت للصلاة في حدود ما بين هذين الوقتين كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لا حرج فيه.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
نازك الإمام: السؤال مني أنا من إذاعة البرنامج الثاني في جدة.
معالي الشيخ دكتور صالح، لقد طالبت وسائل الإعلام خلال لقائك بلجنة جمعية المحامين في غرفة القصيم قبل عام تقريباً والتي تحمل لهم كل التقدير كما ذكرت طلبت منهم بعدم الخوض في تفاصيل القضايا التي لا تزال في مراحل التقاضي والنزاع وإثارتها إعلامياً حتى لا تتسبب في التأثير على سير القضية، فما هي الأسباب التي دعت معاليكم إلى قول ذلك علماً بأن الإعلام كما ذكرت سابقاً في إحدى لقاءاتك له تأثير مهم في دعم قضايا الناس في الحياة؟ شكراً لكم.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً. أولاً إن تأثير الإعلام وإعطاءه فرصة هذا مطلوب جداً؛ فالإعلام ينبغي فعلاً أن يكون حاضراً وهو يسمى السلطة الرابعة كما أن له أثره وينبغي أن تكون له مصداقيته وهذا مطلوب جداً أيضاً، لكن الكلام في القضاء وهذا معروف فليس له، أنا حينما طلبت ذلك لم يكن الطلب اجتهاداً شخصياً مني بل هو عرف دولي، ومعروف أن القضايا التي في المحاكم ممنوع التدخل فيها لأن ذلك يشوش على القاضي ويشوش على مجريات القضية ويشوش على المتداعيين ويشوش حتى على المحامين كما تعرفون، والإعلاميون في النتيجة بشر وهم يطرحون القضية إما بحسب ما يصلهم من معلومات وغالباً ما لا تكون مستوفاة، أو عندما يكونون هم أيضاً طرفاً فيها أو لمن يلوذ بهم وهذا معروف أيضاً، وهم بشر ولا يلامون على كل حال والإنسان يتأثر عاطفياً والرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا تحدثوني عن أصحابي حتى أخرج وأنا سليم الصدر، إذ كان يتأثر عليه الصلاة والسلام، فمن هنا فعلاً يأتي منع الإعلام ليس مني أنا وإنما هو عرف دولي ينص على أن لا تثار القضايا التي في المحاكم ما دامت بين أيدي القضاة.
عريف الحفل: السؤال للدكتور علي عثمان مليباري.
السلام عليكم ورحمة الله، يبدو أن الأفكار تتلاقى في هذا المنتدى المميز؛ فما كنت أود أن أطرحه قد تم إلقاؤه من أحد الحاضرين أو إحدى الحاضرات، لكني أراها فرصة لأن أتقدم باقتراح لسماحة الشيخ بخصوص كتابه القيّم "تاريخ أمة في سير أئمة" يتعلق بضرورة ترجمته من اللغة العربية إلى كافة اللغات العالمية وعلى رأسها اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية حتى يتمكن كافة طلاب العلم في مختلف أصقاع العالم من التعرف على أئمة الحرمين الشريفين منذ عهد النبي صلّى الله عليه و سلم إلى الوقت الحاضر؛ فهناك الرموز والهامات السامقة سيما وأن هذا النهج يتماشى ويتوازى مع النهج الذي سنّه خادم الحرمين الشريفين من خلال جائزته العالمية جائزة الملك عبد الله للترجمة، شكراً سماحة الشيخ.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً، هذه لا شك مداخلة قيمة وقد سبق أن دعا أستاذي الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان في مناسبة سابقة أيضاً إلى هذه الترجمة، فإذا ما رأت الجهات المعنية أنه جدير بأن يترجم سواء الدارة أو غيرها من الجهات فذلك يرجع لها، أما من جهتي أنا فلا مشكلة عندي.
نازك الإمام: سؤال من الأستاذة باسمة حسين مدرّسة تحفيظ قرآن فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعادة الشيخ هل صحيح أنه يقال إن صلاة الفجر لا يدخل وقتها إلا بعد الإقامة وليس بعد الأذان؛ أي أن المرأة لا تصلي في بيتها إلا بعد الإقامة في المسجد؟ وشكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: هذا غير صحيح، فالأذان يؤذن في وقته والآن هناك التشويش وهذا موجود منذ زمن، وأنا أذكر أنه موجود منذ أكثر من أربعين سنة الأذان في وقته وبعدما يؤذن تصلي المرأة في بيتها ويصلي المريض أيضاً في مكانه والمسافر في مكانه، والكل يصلي إن شاء الله ولا حرج بإذن الله.
عريف الحفل: سؤال من صديق عمر النحاس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سماحة الشيخ صالح أنت تعرف أن هناك الكثير من المحاكم المتنوعة، من المحاكم الشرعية الكبرى والمحاكم الجزائية ومحاكم ديوان المظالم.. إلخ، لكن الملاحظ أن الكثير من القضايا في كل هذه المحاكم تستغرق كثيراً من الوقت، حتى أننا نسمع أن بعض القضايا تستغرق سنوات، فسؤالي كيف نتوصل إلى حل لهذه الإشكالية؟ وشكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً، لو تسمح لي بالاعتذار عن الإجابة عن السؤال لأنه شبه مهني كما يقال أو متخصص، والمسؤولون بإمكانهم الإجابة عنه بدقة وأنا لست مسؤولاً في الحقيقة وإن كان يمكن لي أن أتكلم في هذا الشأن فإنني سأتكلم كلاماً عاماً لأنني لست مسؤولاً. ما سأقوله أن القضايا تختلف بالفعل فيما بينها فبعضها يحتاج سنوات بطبيعته وبعضها لا، وبعضها له إجراءاته المحددة وهذا على كل حال يمكن أن تسأل عنه الجهات، مع أني أعلم أن هناك جهوداً كريمة تبذل في سبيل تقليل المراحل أو الإجراءات سواء من خلال التقنيات أو من خلال الدورات أو من خلال ورش العمل. نعرف أن هناك جهوداً يبذلها المسؤولون سواء في المحاكم الآن أو في ديوان المظالم.
نازك الإمام: السؤال من الأستاذة سميرة بانعمة وكيلة مدارس التحلية فلتتفضل.
سعادة الشيخ الدكتور صالح بن حميد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. أيهما أفضل المدارس العالمية أم المدارس العربية في المراحل الابتدائية؟ إذ إن كثيراً من العوائل يفضلون دخول أبنائهم المدارس العالمية بسبب المستقبل في الوظائف، وشكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً. لا أدعي أن عندي معلومات دقيقة حول هذا الموضوع، لكنني أقول إن الأب والأم مسؤولان عن أولادهما من حيث تحصيلهم وأن يتقوا الله عز وجل فيهم من حيث صلاحهم والاطمئنان على مستقبلهم ديناً ودنيا، إنما ليس عندي معلومات دقيقة حول الأفضل بين هذه وتلك لكني أتكلم كلاماً عاماً عن مسؤولية الوالدين في أن يطمئنوا على مستقبل أولادهم من حيث الصلاح والاستقامة ومن حيث تأمين مستقبل آمن لهم بإذن الله، وإن كان الصلاح في النهاية بيد الله عز وجل إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (القصص: 56) والله عز وجل قال لنوح إنه ليس من أهلك وهو ابن نبي، لكن إنما أقصد مسؤولية الوالدين في أن يجتهدا وأن يتقيا الله عز وجل في ما استرعاهما يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (الأنفال: 27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (الأنفال: 28) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا... (التحريم: 6).
عريف الحفل: سؤال لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم الدكتور صالح نسأل الله أن يحفظك لهذه الأمة ...
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: أنا أحتج على عبارة (أخي الكريم).
فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني: طيب حاضر.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: أنا أحتج (أستاذي وشيخي).. لقد قال نكتة: قال مرة إنه هو وأنا اجتمعنا في فصل واحد وهذا صحيح؛ أنا وهو اجتمعنا في فصل واحد. تابع فضيلة الشيخ.
فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني: الصيام مرتبط برؤية الهلال لقول النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ هذا الخطاب ليس خاصاً بأهل المدينة فالجمهور يقولون "إن اختلاف المطالع لا عبرة له"، وهذا رأي الجمهور من المالكية والحنابلة والأحناف كلهم متفقون على أن رؤية الهلال مرتبطة بالصيام وأما الصلاة فتختلف بطلوع الشمس وغروبها، فلماذا لا تذكرون للأمة وللمسؤولين أن الواجب كما كان يكفيه في السابق كان المسلمون يصومون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد فلماذا يختلف المسلمون اليوم؟ إن السياسة تتدخل في هذا ولكم أيها الأخوة وصية ثمينة مني لكن لا تزعلوا ولا تغضبوا مني ويمكنكم ألا تصفقوا.. مطلوب هذا: إن كلكم الذين تجتمعون هنا ستكونون بعد مئة سنة تحت التراب كلنا من دون استثناء، والله جل ثناؤه يقول: وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت: 64) ليس الحيوان الذي يمشي على أربع، بل المقصود بالحيوان الحياة الهنيئة السعيدة الرغيدة، هي الدار الآخرة وأما الدنيا فسجن المؤمن وجنة الكافر؛ فلماذا نُعرض نحن عن كتاب الله عز وجل؟ "لهي الحيوان" نفهم معناها وينبغي علينا أن ندرك أننا بعد مئة سنة سنكون تحت التراب، فلماذا هذا الاختلاف ولماذا هذا النزاع بيننا ونحن جميعاً مسلمون والحمد لله رب العالمين؟ سؤالي لفضيلة الدكتور كيف تجتمع الأمة على الصيام (صوموا لرؤيته) الإمام الشافعي وحده فقط يقول "إذا رؤي الهلال في بلد فعلى كل بلد أن يأخذ به" هذا مضطر إليه. لماذا لا نجتمع على رؤية واحدة قبل هذا العصر المسلمون يصومون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد؟
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً يا فضيلة الشيخ. والله لا أدري يا فضيلة الشيخ ماذا أقول، لكن هذا ليس ما علمتنا إياه في الشريعة. لقد علمتنا استناداً إلى حديث كريم أن معاوية صام في يوم وابن عباس صام في يوم آخر في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، فأنت على ما يبدو تغير اجتهادك، وعلى كل حال لا شك في أن هذا الخلاف وارد والمسلمون ما كانوا يصومون في يوم واحد ولا يقال هذا لأن اختلاف المطالع موجود وباقٍ، حتى الفلكيون يقولون أحياناً يُرى في بلد ولا يُرى في آخر، لذلك حتى فلكياً فإن اختلاف الرؤية قطعي، لكن لا شك أنه إذا أمكن التوحيد فهذا أمر جيد وإذا لا يمكن فالأمر في هذا واسع إن شاء الله.
نازك الإمام: السؤال الأخير هو في الحقيقة سؤال من جميع الأخوات هنا.
هل يجب أن نطبق مبدأ الوسطية في كافة جوانب حياتنا أم أن تطبيقها ضروري فقط في بعض قضايانا المصيرية التي لا بد من تطبيق الوسطية فيها؟ شكراً لكم.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكراً. إن الوسطية والاعتدال مطلوبان في حياتنا كلها؛ سواء في القول أو في العمل أو في الإنفاق وفي كل ما يؤديه الإنسان، فالوسط هو الاعتدال والوسط هو الشيء الحسن والوسط من كل شيء هو حسنه وقال أوسطهم يعني أعدلهم وأخيرهم وأفضلهم؛ فالمطلوب إذاً أن يكون الإنسان وسطاً في مساره في كل شأن من شؤون حياته.
عريف الحفل: السؤال الأخير لرفقي الطيب فليتفضل.
السلام عليكم يا صاحب الفضيلة، هناك شفاعة حسنة مطلوبة منكم لدى خادم الحرمين الشريفين لإبلاغ محكمة مكة المكرمة بإضافة الزرعة وتحديد المساحة للعقارات التي نزعت لصالح التوسعة؛ فأهالي مكة المكرمة لديهم صكوكهم الشرعية الصادرة من المحكمة لكن ليس فيها الزرعة وتحديد المساحة والمحكمة ترفض متعللة بوجود أمر سامٍ يمنع الاستحكامات، إذ إنها تعتبرها استحكامات وهي مجرد تعديل. شكراً.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: شكر الله لك. على كل حال لا معلومات دقيقة لدي حول هذا الموضوع لكن ما أعرف أن هناك توجيهاً عاماً لتسهيل إنجاز المعاملات، وحبذا لو تكتب لي بالتفصيل عن هذا الموضوع لكي أدرسه وإن كانت ثمة إجراءات قد تمّت فيه وإلا فإنني مستعد لأن أسعى في الأمر إن شاء الله.
عريف الحفل: شكراً لكم فضيلة الشيخ دكتور صالح بن حميد. أعتذر من أصحاب هذه الأسئلة جميعاً حتى لو أردت أن أتعرف أو أعرض الأسماء فقط لما أسعفنا الوقت فهي أسئلة كثيرة وهذا يدل على نهم الجميع.
إن شاء الله بإذن الله فإن هذه الأسئلة سيجيب عليها فضيلة الشيخ إذا تسنى له الوقت لتطبع من خلال منشورات (الاثنينية).
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: لا تورط الشيخ باثنينية ثانية.
معالي الشيخ عبد المقصود خوجه: طال عمرك فهذه قاعدة لدينا لكن الأخوان لم يتذكروها وهي أن الأسئلة التي لا يتسع لها الوقت نقدمها للضيف فيتفضل بالإجابة عنها ونتعهد نحن بنشرها، فإذا تفضلتم بإعطائنا الأجوبة فنحن سعداء بنشرها.
معالي الشيخ الدكتور بن حميد: أنا أخذتها ما قدمتها.
 
طباعة
 القراءات :245  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج