شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الأسئلة الموجهة للمحتفى به ))
- الأخ عبد الله أحمد الرشيد يقول ظهرت في الآونة الأخيرة اتجاهات سلفية تغاير الاتجاهات الإسلامية جميعاً وتعادي العاملين بالإسلام وتعرض بالأعلام الذين ساهموا في الصحوة الإسلامية المباركة، ما هو الموقف الأمثل من هؤلاء وكيف عالج إنحرافهم علماً بأنهم قد صدرت لهم كتب كثيرة.
أولاً هذه مشكلة سعودية داخلية، ولكن أقول إن مسألة الإقتتال الإسلامي الإسلامي يجب أن نجد لها حلاً، وإحدى المشكلات أننا في عملنا الإسلامي لا نحترم كثيراً التعدد ولا رأي الآخر، وهناك بعض شباب يشك الإنسان في إخلاصهم، وفي أعوام ماضية حضر أحد المفكرين الإسلاميين مهرجان الجنادرية، وبعد أن ألقى كلمته أحاط به نفر من هؤلاء الشباب وكادوا يفتكون به، ومثل هذه الظاهرة تستدعي أن نقف على نوعية الخطاب الذي يستخدمه هؤلاء الشباب، وأنا أحب أن أقول أن الأوضاع السياسية أحياناً تفرز معارضة الاستحقاق، فإذا ربيت الناس على التسامح وإحترام الاختلاف سيؤدي ذلك إلى تنشئة جيل يحترم الآخر ويقدره، ويستطيع أن يتعامل مع الآخرين وإذا ربيت الناس على القسوة والقمع فستربي جيلاً مشحوناً بالاستبداد.
كيف نربي أبناءنا على ثقافة التسامح والاحترام وقبول الاختلاف؟ هذه المشكلة هي قلب المشكلة العربية، في الحقيقة، ما يفعله هؤلاء الشباب هو ما تفعله بعض الأنظمة وبنفس الأسلوب، فنحن أمام مأزق في العالم العربي يتجسد في كل المجتمع بشكل من الأشكال، كيف نشيع ثقافة التسامح والاحترام، في ثقافة الإسلام نقرأ الذين يتبعون أحسن القول، أي قول من أي جهة كانت، يعني لا بد أن نربي المسلم ليكون مفتوحاً يبحث عن المعرفة والحكمة والقول، الحسن حيث كان.. فلماذا أفرزت أرضنا هذه الفئات الغريبة؟ نعم لا بد أن نستأصلها ولكن أما آن لنا أن نحقق في التربة التي تفرز هذا السكر المر؟
- الأستاذ فهمي هويدي شخصية متميزة عند علماء المسلمين، ومصدر فخر لديهم ورائد من رواد الحركات الإسلامية المعاصرة، ما هي مرئياتكم لإيجاد حلول بين تلك الجماعات والقادة السياسيين، لا سيما بين الإخوان والسلطة، وما هو تصوركم لحل النزاع القائم بينهما، وعودة الثقة بين الطرفين ولا سيما إذا كانت مصلحة الأمة تقتضي ذلك؟ السؤال من الأستاذ عبد السميع محمد مراد.
أنا أريد أن أقول في هذه النقطة إننا قبل أن نتحدث عن حلول للمشكلات فلا بد أن نفهم المشكلات فهماً صحيحاً، وأحسب أننا لم نستطع حتى الآن أن نفهم مشكلتنا السياسية فهماً صحيحاً، يعني مثلاً مشكلة الجزائر، في كارثة الجزائر، حتى الآن حوالي مائة ألف قتيل، ومئات الجرائم حدثت، نقول هذه جرائم ويجب إدانتها، إذا قلنا تعالوا نسأل من وراء هذه الجرائم، يكون الرد أن هذه دعوة لتكريم العنف والإرهاب، المجتمع لم يعرف هذا النوع من الإرهاب إلا في العشرين أو الخمس وعشرين سنة الأخيرة. لماذا ظل البلد مسالماً طيلة أعوامه وسنواته ثم كيف تحول في السنوات الأخيرة؟ هناك إصرار على عدم الفهم، أنا أحسب أن الأخ السائل يشير إلى محاولة لوساطة قمنا بها، قام بها جماعة من المهمومين بالهم العربي الإسلامي، والتقينا ببعض القيادات، وبوزير الداخلية، وتلقينا عبر بعض المحامين رسالة من الشباب والقيادات الموجودة بالداخل، أي ما يسمى بالتطرف والإرهاب، وكان لهم مطلبان: المطلب الأول وقف التعذيب في السجون، والمطلب الثاني الإفراج عن الذين صدرت لهم أحكام بالبراءة وما زالوا محتجزين بالسجون، وللأسف فشلت الوساطة لخلل التنفيذ وعدم الثقة.. ولهذا نحن بحاجة إلى جهد أكبر ليس فقط أن نقول الإرهاب جريمة و.. و.. نحن قلنا هذا، ولكن لماذا حصل الإرهاب؟ هذا باب للاجتهاد في خطابنا الإعلامي والسياسي. وشكراً.
 
- الأستاذ أحمد حمدي عبد الحميد، يقول: نعلم عن سيادتكم أنكم لا تأخذكم في الله لومة لائم، نريد أن نعرف رأي سيادتكم في مؤتمر كوبنهاجن وما دار فيه على صفحات الجرائد وذلك إحقاقاً للحق.
مؤتمر كوبنهاجن جزء من مشهد عري فيه قدر كبير من الهزيمة والاستسلام، مؤتمر كوبنهاجن أشار إليه بعض المثقفين في حواراتهم بأن الذين ذهبوا للمؤتمر لا يمثلون المثقفين، في الجانب المصري ذهب إليه أربعة منهم أحد كبار رجال الأعمال، رجل كبير جداً كان في زيارة لإسرائيل لدراسة مجمع صناعي إسرائيلي، ومن الذين ذهبوا مستشار في شؤون الصحافة ومحاسب قانوني ومحامي ومدير مكتب أعمال في مصر، فهل هذا وفد يمثل المثقفين؟ وقد كتبت عن المصطلحات التي استخدمت في ذلك المؤتمر مثلاً "السلام العادل" في الصراع العربي الإسرائيلي، هل مفهوم العدل عند الإسرائيليين هو مفهوم العدل عندنا؟ وبالنسبة للفلسطينيين المقيمين خارج فلسطين أليس من العدل أن يعودوا إلى بلادهم؟ قانون العودة لفلسطين يمنح اليهودي في أي مكان في الكرة الأرضية أن يأتي لإسرائيل ويكتسب جنسيتها ويتملك الأرض ويدوس على رقاب الموجودين، هذا هو العدل؟ الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أنا قلت الشعب الفلسطيني معروف لكن ما في شعب إسرائيلي، ليس هناك شيء اسمه الشعب الإسرائيلي، الذي كان موجوداً من قبل 1967م والمهاجرين الذين يأتون من موسكو وكييف ووارسو وكل البلاد نسميهم شعب إسرائيل؟ من هم شعب إسرائيل؟
قالوا إن المستوطنات الجديدة توقفت، والقديمة؟ هل تبقى؟ هناك في إسرائيل شيء يسمونه تسمين المستوطنات، بمعنى مستوطنة موجودة ولكن تزيد فقط، قالوا القدس قضية حساسة ويراعى فيها الحقوق المعتبرة كل الاعتبار، ما هي الحقوق المعتبرة كل الاعتبار؟ إسرائيل تقول نحن نملك القدس. وهي عاصمة الدولة اليهودية منذ البدء، وأن المسلمين لهم المسجد الأقصى وبعض المقابر، المثقف مركزه الحقيقي الشريف والنزيه أن يدافع عن حلم أمة وضميرها، عندما قامت إسرائيل كان اليهود يملكون 5،7 من أرض فلسطين الآن أخذوا 94 % من أرض فلسطين وأعطوا 6 % للفلسطينيين ليعملوا عليها حكماً ذاتياً، ولا تزال هناك معركة، هل تكون دولة أم لا تكون؟ المثقف ينبغي أن يكون حارس الضمير وقد تخلى من سموا أنفسهم مثقفين عن هذه الوظيفة الأساسية.
 
- الأستاذ أشرف سالم يقول: تكتبون في صحف عربية كبيرة تعد من غلاة العلمانية، هل يمثل ذلك قيوداً على كتاباتكم؟
أنا بالمناسبة، واسمحوا لي أن أتكلم عن نفسي قليلاً، أنا منذ فترة طويلة توقفت عن الكتابة في الصحف الإسلامية، وكان لي نظرة في ذلك، الجمهور الإسلامي هو جمهورنا، فإذا خاطبت الجمهور الإسلامي فأنا لن أواصل أحداً، أنا أريد أن أخاطب جمهوراً آخر، أن أخترق قاعدة صحيفة سمها ما تسمها، نحن لا نريد أن نخاطب أنفسنا، نريد أن نخاطب غيرنا، ولا نستطيع أن نخاطب غيرنا إلا من خلال قنواته، وسياسة الجريدة لا تهم، المهم أن أوصل الرسالة إلى جمهور ليس جمهورنا، ولا يوجد شيء أسمه صحافة بلا قيود، كل الصحافة بها قيود، ولكن السؤال كيف يمكن التعامل معها؟ في كل صحيفة هناك من يقوم بحذف بعض الفقرات ولكن هذا هو الموجود، والمهم أنه لا يخل بالخطاب الأساسي، ما أريد أن أقوله يصل إلى الناس، هذه بلادنا وهذه أمتنا وهذا ما ينبغي أن نتعامل معه، وطالما أن المرء لا يجبر على أن يخالف ضميره، وتجد نسبة من الحقيقة تصل إلى القارئ.
- الأستاذ الكاتب عبد الحميد الدرهلي يقول: لماذا انتكست حركة التنوير العقلي العربي؟ ولماذا انتقلنا من التنوير إلى الظلام؟ ومتى سيبلغ العرب سن الرشد ويحملون المسؤولية، وأن يستقبلوا بجرأة وصراحة ملف الضعف الذاتي والعربي، وتصور المسلكيات العربية والإسلامية في الكثير من أوجه الحياة المدنية والسياسية والإنتاجية والتربوية والثقافية، ولماذا سكوتهم المطبق على ادعاء اليهود ملكيتهم للقدس وإهمال الأمة الإسلامية لمصير الأقصى المبارك؟
كما لاحظتم السؤال كبير، وبالمناسبة المصطلحات دائماً تحتاج إلى تحليل، كمثال ماذا نقصد بالتنوير العقلي؟ فهذه كلمة محملة بأشياء كثيرة، فباسم التنوير يمكن التحدث عن مشاعر كثيرة الوطنية والدينية والدنيوية والأخلاقية، ولكن مشكلة حقيقية نريد أن ننتبه إليها هي أن الحقيقة النخبة الموجودة في الأمة العربية لا تمثل بشكل دقيق الضمير العربي، لأنه الآن بوسائل الإعلام يمكن إخضاع واصطناع مثقفين عن طريق التلفزيون، واحد يطلع في التلفزيون لمدة شهرين أو ثلاثة، ويتحول إلى نجم كبير، أو مفكر كبير، يمكن اصطناع مثقفين، حتى تكون النخبة ممثلة تمثيلاً حقيقياً لضمير الأمة لا بد أن تكون هناك آلية ديموقراطية تسمح للناس أن ينتخبوا رموزهم في السياسة وفي الإعلام وفي غيرها، هذا الجو الذي يسمح للأمة أن تكون رموزها معبرة عن ضميرها، ورموزها تتبوأ مقاعدها باختيار وبرضى، وحتى يحدث هذا، فإن كل ما أشار إليه الأخ الكريم من مآخذ سيستمر إلى أجل لا يعلم مداه إلا الله.
موضوع القدس كارثة فلسطينية عربية إسلامية، القدس شيء عزيز علينا جميعاً وهي رمز لفلسطين، ولكني أتصور في المفهوم الإسلامي كل أرض إسلامية مقدسة، القدس لها مكانة خاصة، لكن ماذا عن بقية الأرض المحتلة؟ يعني لو قال الفلسطينيون خذوا القدس وأعطونا فلسطين أنا شخصياً أقول لا، كل أراضي المسلمين مقدسة، وكل بلاد المسلمين مقدسة، القدس لها مكانة أعلى لأنها رمز، الكلام الذي يقال عن القدس في السياسة في الإطار العام أصبح كلاماً مائعاً، قرأت تصريحات سياسية للقادة العرب، وبالمناسبة حزب العمل الإسرائيلي اقترح إعطاء العرب قرية خارج القدس تسمى القدس.
الذي أريد أن أقوله القدس عزيزة علينا وكل أرض محتلة ينبغي أن تأخذ مكانها في قلوبنا وللأسف فإن الهزيمة السياسية العربية الموجودة أصبحت مستعدة لقبول حلول من قبيل أن تتحول القدس إلى يافطة، الرئيس عرفات يريد أن يكون رئيساً فجعلوه رئيساً، لكن الرئيس هذا يطلب تصريح دخول وخروج، حزب العمل يعطيك ما تريد من أشكال وصيغ وغيرها، يعطي منصب الرئيس، بدك قدس نعمل لك قدس ! لكن ما هو المحتوى؟ يختلف، الليكود أكثر صفاقة وجرأة.
 
- الأخ أحمد بدر يقول: الحوار مع الطرف الآخر له أخطاره ومحاذيره ووظائفه، ما رأيكم بحكم تجربتكم في هذه القضية؟
نعم الحوار مع الطرف الآخر له محاذيره، والآخر له أهدافه وأنا لي أهدافي، عندما اخترت أن أتحاور مع الآخر أنني بمجرد أن أنزل إلى الساحة سيسحقني الآخر فلماذا اخترت أن أتحاور، ونعرف أن وراءهم ما وراءهم، لكننا ينبغي أن نثق في أنفسنا أيضاً ونقوم بأي مجهود يعزز التزامنا بقيمنا الأساسية فإذا كان لديه أدواته فأنا أيضاً لي أدواتي، وإذا كان له أهدافه فأنا لي أهدافي، وأحياناً يقول لي بعض الإخوة إنك تكتب في بعض الصحف التي تستخدمك وأنا أقول: نعم هم يستخدموني وأنا أستخدمهم.. لم لا؟ أليست المباراة متكافئة؟
- الأخ بدر الغانمي من جريدة عكاظ يقول: هاجمت الرئيس دوداييف، وقلت إنه يدفع بشعبه إلى الانتحار إذا استعجل بإعلان الاستقلال، والآن ماذا تقول وأنت ترى المغامرة قد آتت أكلها واستطاع الشيشان أن يستلوا إستقلالهم من بين أنياب الدب الروسي؟
إذا اعتبرنا أنه هجوم فأنا انتقدته، وكانت عندي وجهة نظر في ذلك الوقت، قلت إنه خاض معركة لم يكن مستعداً لها، وإن الشعب الشيشاني بتعداده البسيط عندما ضحى منه مائة ألف أصبح قليلاً و "قروزني" التي تحتاج إلى 15 مليار دولار حتى تعمر لن تعمر قبل 20 أو 25 سنة، أردت أن أقول الموقف الجهادي مطلوب ولكن، نعم الآن حققوا إنجازاً طيباً بما فعلوه، وربما نحتاج إلى بعض الوقت حتى نقرر إذا كانوا استقلوا أم لا، وأنا أظن أن موضوع استقلال الشيشان ليس من السهل تمريره في الوقت الراهن، لأن معنى هذا أن كل المسلمين في روسيا الاتحادية سوف يحتذوا حذو الشيشان، هناك 25 مليون مسلم في روسيـا الاتحاديـة تترستـان وداغستـان إلخ.. فموضوع الاستقلال صعب في هذه المرحلة، وكما قلت فإن العملة الروبل في الشيشان، والمسألة تحتاج إلى وقت طويل، وأنا مستعد أن أعترف أن حساباتي كانت خطأ، لكن الذي أراه، حصلت مغامرة كلفت الشعب الشيشاني تكلفة باهظة، هذه معادلة وأنا بهرني جداً بسالة الإخوة الشيشانيين وأتمنى أن يستطيعوا أن يجعلوا البلد مستقراً وهم حوالي مليون ونصف وسط 120 مليون، الموضوع بحساباتي المتواضعة وجدته صعباً ولكن إذا إخوانا أخذوا استقلالهم وعملوا دولة فهذا شيء أحمله فوق رأسي، وأقبّل أياديهم جميعاً وأعتذر لهم عن حساباتي الخطأ.
 
- الدكتور زهير السباعي يقول أشرتم في بعض ما تكتبون إلى أن البنوك الإسلامية لا تؤدي دورها المطلوب في التنمية الاجتماعية ألا ترون أن قضية المال وهو العصب الأساسي في الحياة تحتاج إلى حوار موضوعي موسع تنتهي فيه إلى وضوح في الرؤية ومنهج سليم؟
ما قلته جزء من هذا الحوار، أو وجهة نظر، الذي قلته باختصار إن هناك تجربة إسلامية في مصر وفي الكويت، وأخرى في دبي وفي قطر وفي البحرين وبالتالي لا نستطيع أن نضع كل البنوك الإسلامية في سلة واحدة، لكن كنت أقول إن بعض البنوك الإسلامية ظنت أنها تصبح إسلامية إذا فقط امتنعت عن الربا، إن الموقف الإسلامي لا يكون فقط بالامتناع عن شيء، ولكن أن تتحول إلى بنوك للتنمية وتشارك في تنمية المجتمعات، هذه هي المهمة الأكبر من مجرد الامتناع عن الربا، وكانت هذه وجهة نظر أديتها في مرحلة وأعتقد أنها جزء من الحوار الذي نصحح فيه بعضنا بعضاً.
- الأخ محمد خالد حسين يقول: هل إذا دعيتم لعمل صحفي في فلسطين المحتلة تلبون الدعوة؟ وإذا كان الجواب نعم أو لا فلماذا؟
أولاً أنا دعيت ورفضت، وكتبت مرة أن صحيفة معاريف الإسرائيلية في وقت من الأوقات العصيبة أتصل بي هاتفياً منها شخص يتكلم الإنكليزية وقال: نحن معاريف ونرحب بكل ما تكتب ويقول: معاريف مفتوحة لك، وسألته من أين تتكلم؟ قال أتكلم من تل أبيب، وكانت تجربة صعبة نفسياً، قلت له أنا أرفض الكتابة، قال لماذا؟ قلت لأنه في مشاكل بيننا وبينكم لم تحل بعد، قال المشاكل حلت، قلت لم تحل وأنا متأكد من القاهرة، وكتبت هذا الحوار ونُشر، فأنا مقاطع هذا الموضوع تماماً، أما لماذا فببساطة لأن الوضع لم يتغير فيه شيء، المشكلة بيننا وبين إسرائيل ليست مشكلة عاطفية، أو أننا مختلفين على الماء أو على البيئة، ولكن بيننا قضية بلد وشعب اغتصبت أرضه وتم تشريده فهناك قضية لم تحل، أحياناً الناس تتصور أن الموضوع انتهى ودخلنا في السلام بينما العناصر الأساسية للقضية لم تحل، وأنا كما قلت لم أكن وحيداً في هذا القرار، وهناك غيري من الناس في مصر وغيرها، وكما قلت الواحد يصبر على الموقف الصحيح حتى وإن وقف وحده في الكرة الأرضية. لأنه في هذه الحالة سيلقى الله على الأقل بضمير مستريح.
 
- الأخ عبد الهادي الهاشمي يقول: نسجل بإجلال سبقكم في الصحافة العربية، كيف السبيل لإعداد الصحيفة الإسلامية والمجلة الإسلامية، وقبل ذلك الصحفي المسلم الحكيم الملتزم حيث نشهد اليوم فراغاً كبيراً في هذا المضمار في الجيل المعاصر؟
في رأيي أن هناك مشكلة فيما يسمى بالصحافة الإسلامية، وإحدى مشكلات الصحافة الإسلامية أن كثيرين ممن ينسبون إليها لا يعرفون الفرق بين الدعاية والكتابة، الصحافة مهنة وحرفة، حتى يكتسبها الناس لا بد أن يعرفوا أصول هذه المهنة، الذي يحدث في الصحافة الإسلامية أن كل واحد في الحركة الإسلامية يتصور أنه لا بـد أن تكون له صحيفة، فالقيادة في العمل الإسلامي لا تؤهل أي واحد أن يكون قائداً في العمل الصحفي، قبل عدة سنوات طرأت فكرة إقامة منظمة للصحافة الإسلامية وأنا حضرت في هذا الاجتماع وكان موجوداً في الاجتماع الأستاذ عمر التلمساني، المرشد لحركة الإخوان باعتباره صاحب هذه الدعوة فأنا قلت طبعاً أنت على رأسي، لكنك (لا تفهم في الشغلانة دي )، كونك رئيس حركة الإخوان أو المرشد العام لا يعني بالضرورة أنك رئيس تحرير جيد، فهنا عمل حرفي، وهذه مشكلة، ثم حتى مفهوم ما هي الصحافة الإسلامية؟ أحد الإخوان السعوديين قال لي مرة إن مقالاتك جافة شوية، قلت له جافة (يعني إيه)؟ قال لي لازم ترطبها ببعض الأحاديث والآيات القرآنية إلخ.. أنا لا أقول إنني داعية، أنا أطرح وجهة نظر ويمكن أن أوصل رسالة للقارئ بمنطق الإسلام وبقيم الإسلام أكثر مما أخاطبه بنص.. النص سيحسم الموضوع مع طرف مثلك، لكن أنا أخاطب طرفاً آخر، فحتى المفهوم الإسلامي كلمة (الإسلامية) يختلف فيها الناس كثيراً، لأن أكثر الذين يشتغلون في الصحافة الإسلامية غير مستوعبين لأصول المهنة، ولا الخطاب الإسلامي، الخطاب الإسلامي يكون إسلامياً بالتزامه بقيم الإسلام وأدبه ومقاصده، النصوص لها مجال آخر وهذا ليس تقليلاً من شأنها ولكن كلاً فيما يختص.
 
- الأستاذ نبيل خياط يقول: لو أتيح لكم إجراء حوار صريح مع الرئيس القذافي ما هو السؤال الذي تحرص على طرحه عليه ولماذا؟
الحقيقة سأعتذر عن هذه المهمة لأنه لا أجد مجالاً لهذا الحوار.
 
- الدكتور غازي الزين عوض الله من جامعة الملك عبد العزيز كليّة الآداب قسم الإعلام يقول: يقول المفكر والفيلسوف هارفارد شيلر إن الإعلاميين في هذا العصر تحولوا إلى تجارة ضيقة، ما مدى صحة هذه المقولة من رأي مفكر إعلامي له وزنه في الإعلام العربي والإسلامي؟
التجارة ليست عيباً، والذي يقال فكرة، كيف نسوقها؟ هل يلتزم نفسه؟ هل يلتزم القيمة؟ الحقيقة نحن الآن، الكل الآن تحت سيطرة الإعلام، الآن الإعلام يحكم العالم وللأسف وجود الإسلام محدود في هذا المجال، كان زمان الزعيم يستولي على السلطة بالجيش الآن يستولي على الإذاعة والتلفزيون وموش مهم الجيش، كفاية الناس تحكم بالتلفزيون، لكن المهم ما هو نوع السلعة وما هو الهدف والقيمة وهل تدافع عن شخص أو عن قيمة عليا وهل تخدم مصلحة الأمة أو ضد مصلحة الأمة، هذه هي القضية.
 
- الأستاذ محمد عبد الواحد يقول: لم تذكر اسم ذلك البلد الذي يغلق فيه المساجد هل معنى هذا أن تذكر ربع الحقيقة أو نصفها أو الحقيقة كلها، وما هو الضرر في ذكر الحقيقة كاملة وأنت تتوخى الخير في أمتك؟
- الدكتور وليد عبد المنعم يقول قرأت لك ما كتبته عن موضوع الدستور أو الدساتير التي تسعى بعض الدول العربية لتغييرها منعاً لقيام أحزاب أو تجمعات على أسس دينية وقبولك بهذه الفكرة بشروط معينة منها الديمقراطية الحقة، نرجو إلقاء مزيد من الضوء حول هذا الموضوع.؟
في كثير من البلدان يصادر العمل الإسلامي بحجة أنه غير ديمقراطي، أنا ليس عندي مانع أن يستثنى الإسلاميون شريطة أن تقام ديمقراطية حقيقية، ولكن أن يستثنى الإسلاميون ويحذفون باسم الدفاع عن الديمقراطية، ثم تكرس الدكتاتورية فيكون الأمر عبارة عن لعب غير شريف، يمكن التضحية بمشاركة الإسلاميين إذا أدى ذلك إلى قيام ديمقراطية حقيقية في المجتمع ولكن في بعض البلدان باسم الدفاع عن الديمقراطية يستهدف الإسلاميون ثم تكرس الدكتاتورية.
 
- الأستاذ أحمد حسين السعدي يقول مشكلتنا في هذه الأيام التلاوم، وأنـا أسأل الأستاذ فهمي إذا كنا نتلاوم فمن الملومين؟ التجار يتلاومون والدعاة يتلاومون والصناع يتلاومون فمن الملوم؟
ذكرني فوازير رمضان، مرة كتبت عن فقه الجمع وليس الطرح، بمعنى أن يأخذ كل منا خير ما عند الآخر، هنا نجمع خيراً كثيراً، أما إذا اعتمدنا فكرة الخصم والطرح، هذا مبتدع وهذا خلافه الخ.. فلن يبق شيء، ففكرة جمع الأمة، نجمع الصف الوطني ونستخلص ما عنده من خير، ونجمع خير هذا على خير ذاك، بهذا يستقيم المجتمع وتتحقق أمة لها أمل في المستقبل، أما إذا اعتمدنا مبدأ الخصم والطرح فلن يسلم أحد لأنه قد يأتي طرف آخر يطرحني أنا ويستخدم نفس السلاح، إذا طرحنا قضية الجمع والإضافة فنجمع خير هذا على خير ذاك وهذا تطور نظري لا يعتمد على طرف واحد فهل نستطيع أن نعبر فوق عصبيتنا وحساسياتنا ونتطلع إلى مستقبل أمة ومجتمع وأجيال هل نستطيع أن نفعل شيئاً لكي نرد الأمر كما سبق.
 
- الدكتور مازن بليلة يقول كيف ترون الإسلام في ماليزيا؟ وهل الإسلام الحضاري قادم من هناك ضد الغرب والانبهار الغربي؟
أولاً التجربة الإسلامية في ماليزيا جديرة جداً بالمتابعة لأني مرة وصفتها بفكرة الإسلام النهضوي، نريد أن نحقق حلماً ولو في سنة 2020، تطور البلد وعمل صناعة وسياحة، في اعتزاز بالإسلام هناك، وهناك تعددية في المجتمع جديرة بالدراسة، لكن الإسلام قادم، من أين لا أعلم؟ ! وأنا لا أريد أن أعوّل على معجزة تأتينا من خارج ديارنا ومن مكان لا نعرفه، الإسلام بخير في ماليزيا ونتمنى أن يكون كذلك في أندونيسيا التي هي على أبواب نهضة، ولكن عدد سكانها 200 مليون نسمة ولكن هناك تطور واعد، لكني أزعم مرة أخرى أن الإسلام سينهض من قلب هذه الأمة وينبغي أن يصح قلب هذه الأمة.
- الأخ أحمد عايل فقيهي يقول أين يكمن الخلل في فهم الإسلام الصحيح؟ في المجتمع أم في السلطة السياسية التي تمثل هذا المجتمع في العالم العربي؟
لا بد أن نقول إن المسألة في التفكير الإسلامي ليست مسألة فقط صح وغلط، في صح وصح، يعني هناك أربعة مذاهب، والموضوع معقد بمعنى أن سيدنا عمر قال من السهل أن تختار بين الخير والشر، لكن التحدي الحقيقي أن تختار بين الشرين.. وحتى يتوفر فهم صحيح للإسلام ينبغي أن تتضافر عوامل كثيرة، في مقدمتها قضية الحرية والديمقراطية التي تتيح للناس أن تستوعب وتصحح فهمها وتتلاقى عبر قنوات مفتوحة، حتى في الأعمال الخيرية يقول بعض إخواننا إننا نتحايل كي نؤدي خيراً، نحن نحتاج إلى أجواء مفتوحة وإلى التعامل مع الإسلاميين بثقة وإلى ديمقراطية وقدر من الشفافية يتيح لكل الناس طرح فكرهم منطلقاً من أن المسألة ليست خطأ أم صواباً، وأن هناك صواب وصواب.
 
- الأستاذ مصطفى عطار يقول: الكل يعرف أن الإعلام الغربي منحاز لإسرائيل، فكيف نستطيع معالجة هذا التوجه نحو الإفتراء أو على الأقل إسماعه وجهة النظر العربية؟
هناك أشياء متعددة بعضها يتعلق بأن نقدم نحن نموذجاً يستحق الاحترام، فمثلاً أحد يسأل هل الإسلام مسؤول عن التخلف؟ نقول له لا ليس مسؤولاً، يقول إذن أين النموذج فلماذا لم تتقدموا؟ أحد المسائل لا بد أن يقدم المسلمون نموذجاً يعبر عن الأمة ويشرف الإسلام، هناك مسلمون يعيشون في الغرب وهم يحاولون أن يقدموا أيضاً تجربة، بعضهم يتأثر بالغرب ولكن هناك أثر محدود، هناك شركاء في الغرب نستطيع أن نتواصل معهم، هناك منتديات نستطيع أن نتحاور معها هناك قنوات إعلامية نستطيع أن نتعامل من خلالها، ولكن ينبغي أن نشرف نحن الإسلام أولاً قبل أن نطالب الغرب بأن يحترم الإسلام والمسلمين.
 
- الأخ مصطفى أحمد يقول كان لكم دور بارز في قضية مهمة تتحدث عنها وسائل الإعلام حالياً وتركز عليها وهي قضية الحوار مع الغرب عبر الوسائل الدبلوماسية فإلى أي درجة يمكن أن يصل الحوار بين المسلمين والغرب؟ وما هي توقعاتكم للأبعاد والنتائج المتوقعة من هذا الحوار؟ وما هو تقييمكم لموقف شارلز ولي عهد بريطانيا من خلال الخطابات التي يدعو فيه لحوار غربي إسلامي؟
أنا أسأل أحياناً لماذا لا نتحاور مع الشرق؟ مع الصين واليابان والهند، هذه الكتل الكبيرة في العالم الشرقي، ومع هذا، تجربتنا مع الحوار بينت أن الأرض ليست شيئاً واحداً هناك سياسات ومؤسسات وكنائس ولوبي الخ.. لكن للأسف الصوت العالي هو صوت الإعلام، والإعلام مضاد لنا بشكل عام، وليس هناك إلا أن نستمر نتواصل في الحوار، وموضوع الأمير شارلز يستحق التقدير والاحترام وإذا استطاع أن يقدم فكراً يدعو به إلى التعايش الآمن والسليم بين الغرب والإسلام فهو يستحق جائزة نوبل، وهذا موقف شريف، وهناك مؤسسات، شارلز عنده 12 مستشاراً ينصحونه ويذكرونه والبعض يقول إن تصريحات شارلز جعلت منه أهم سفير لإنجاح وتوثيق العلاقات التجارية بين بريطانيا والعالم العربي، وبالرغم من كل شيء فهو يستحق الحفاوة والتعامل معه بتقدير والبناء عليه قدر الإمكان.
- الأخ عبد الرحمن السعدي يقول ما هو الفرق بين الصهيونية والإسرائيلية وهناك إعلام صهيوني وهناك إعلام إسرائيلي فهل يوجد فرق؟
إسرائيل هي الترجمة العملية للمشروع الصهيوني، يعني الأول كان في مشروع صهيوني ولد دولة اسمها إسرائيل وبالتالي لا أرى إلا أن المشروع الصهيوني رؤية نظرية أدت إلى قيام إسرائيل.
- الأخ عبد العزيز تركستاني يقول: هل يمكن أن يكون هناك إعلام إسلامي وإعلام غير إسلامي من وجهة نظركم؟ كيف؟ وما هو الفرق؟
أظن أننا تحدثنا عن موضوع الإعلام، وأنا أعتقد أن الإعلام يظل إسلامياً طالما التزم بقيم الإسلام وأهدافه ومقاصده، ويظل غير إسلامي إذا حاد عن هذا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :525  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج