| أبا (...) إن رُمْتُ وقتاً مناسباً |
| تُحَقِّقُ فيه بعضَ ما أنا طالبُ
(2)
|
| فَأَنْسَبُ وقتي -لو تُكُذِّبَتِ المُنى- |
| إناطةُ آمالٍ بكمْ لا تُكاذِبُ |
| وما شئتَ من وقتٍ، يَجِيءُ مناسباً |
| وإن شَطَ منه اللاصِقُ المتقاربُ |
| أيُعْيِيكَ وقتٌ لو جذبتَ عنانَهُ؟ |
| لآزَرَكَ المَوْلَى بما أنتَ جاذبُ |
| * * * |
| تأخَّرَ عهدي عنكمُ.. غيرَ لَحْظَةٍ |
| بآخر عُمري.. فَهْيَ عذراءُ كاعبُ |
| خَطَبْتُك فيها قبلَ فوتِ أوانِها |
| وما خابَ في إيثارِ قربك خاطبُ |
| فَذُدْ عن صباها الشَّيْبَ، فهْيَ عزيزةٌ |
| عليَّ.. وإن جارتْ عليها المذاهبُ |
| وإني لأدْري أنّ بُقْيا شبابِها |
| قليلٌ.. ولكنّ الشبابَ مواهبُ |
| وإن يَكُ عنكمْ قد تَغَيَّبَ مَشْهَدِي |
| فكم كنتُ مُرَّ النّفس إذْ أنا غائبُ |
| وفي رَهَجِ الأفلاكِ تَسْطَعُ أنجمٌ |
| ولكنّ نجماً واحداً هو غالبُ |
| محضتُ له وُدِّي، ويَمَّمْتُ ضوءَه |
| وفيه لِنَفْسي مَنْهَجٌ لِيَ لاحِبُ |
| فلا يُشْعِرَنِّي أنّه فيَّ زاهدٌ |
| فما زَهِدَت في المهتدينَ الكواكبُ |
| ولولا عُيُونٌ في الرّجالِ وألْسُنٌ |
| لما عَرَفوا أيّانَ تُحْوَى المناقبُ |
| * * * |
| فيا كوكبَ المَسْرَى، على آخر المَدَى |
| من العُمُرِ المقدورِ لي وَهْوَ ناصبُ |
| لئن طَوَّقَتْنِي من نَدَاكَ صَنِيعَةٌ |
| وأضْوَأْتَ لي ما أظْلَمَتْهُ الغياهبُ |
| فواللهِ ربِّ العرش لا ربَّ غيرُهُ |
| لما أنتَ مسلوبٌ، ولا أنا سالبُ |
| وكيف يَضِيرُ البحرَ مدٌ وإن طَغَى |
| على كلِّ سيفٍ مَوْجُهُ المُتراكِبُ؟ |