أقتاتُ من روحي وأشربُ من دمي |
إن كنتِ عالمةً وإن لم تَعْلَمِي |
حتى إذا حَمَّ الرَّدَى لاقيتُهُ |
غَرداً كمثلِ الطائرِ المُترَنِّمِ |
إنّي أحَيِّيهِ وأشكرُ منَّهُ |
جذْلانَ.. شُكْرانَ الوفيِّ لِمُنْعمِ |
وأهيمُ بالقَمَريْنِ ما لم يَأْفُلا |
فإذا هما أَفَلا.. غَنيْتُ بأنْجُمِ |
وإذا تخَوَّنْتُ النجومَ كآبةً |
أعْنَقْتُ فوقَ سراةِ لَيْلٍ أدْهَمِ |
إني كذاك، وفوق ذاك.. مُنزِّهٌ |
سمعي، إذا ما لَجَّ لومُ اللُّوَّمِ |
اللهُ سَوَّاني قليلَ لُبانَةٍ |
جوَّالَ أفكارٍ.. عجيبَ توَهُّمِ
(2)
|
يُغْني حَشَايَ عن الموائدِ مِسْكَةٌ |
ومن الشّرابِ مِجاجُ ماءٍ في فَمي |
وأظَلُّ أُدْلِجُ بالخيالِ ولا أَنِي |
خَبَباً إذا ما طال نَوْمُ النُّوَمِ |
وإذا نَعَيْتَ تأخُّري.. فلأنَّني |
مُسْتَنْكِفٌ عن حيلةِ المُتَقَدِّمِ |
* * * |
يا بنتَ ذي سيَّارةٍ حُسَّانَةٍ |
تَنْسابُ في التُّرْبِ انْسيابَ الأرْقَمِ
(3)
|
لا تَعْنُفِي في القولِ.. إنّي فاهِمٌ |
من غَمْرَةِ الأحداثِ ما لم تَفْهمي |
ما هذه الدّنيا.. وما غاياتُها؟ |
ومن الذي تَكْويهِ كيَّ المِيسَمِ؟
(4)
|
المالُ؟ أهونُ ما يكونُ طِلابُهُ |
إن كنتُ أعْبُدُهُ عِبادةَ دِرْهَمِ |
الجاُه؟ أيسرُ ما يكونُ مَنَالُهُ |
لثقيلِ غُنْمٍ أو لِخِفَّةِ مَغْرَمِ |
ماذا وراء حياتِنا.. تبّاً لها |
إنْ لم تَتِمَّ بِجَنَّةٍ وجَهَنَّمِ؟
(5)
|
* * * |
قد كنتُ أعشَقُ.. غيرَ أنّ ليالياً |
أمسى عليَّ شِهادُها كالعَلْقَمِ |
فَمَضَيْتُ لا حُبّاً ولا كُرْهاً ولا |
وَسَطاً، ولم أنْدَمْ لساعةِ مَنْدَمِ |
أصبحتُ فرداً.. والحياةُ جماعةٌ |
فإذا اسْتبَدَّتْ.. فالحياةُ كتَوْأمِ |
إنِّي أَشِدُّ.. ولا أَشِدُّ.. وليتني |
أفْنَى فَعِيشي بعد ذلك واسْلمي |