| ألا خطرتْ ترتادُ منزلَنا دعدُ |
| بَرهرهة خمْصانَةٌ حسنُها فردُ |
| إذا أتْأم الحسن الضحوك بغادة |
| وسوَّى لها نداً، فليس لها نِدُّ |
| أتتْ كربَابٍ من سحاب تزفّهُ |
| لِيَانُ صَباً منها على كبدي بَرْدُ |
| وقالتْ لك الويلاتُ ما لك لم تَزرْ |
| ولم تستزرْ؟ قلتُ الفضيحةُ والصدُّ |
| أخاف ستاراً موجماً دون وصلكم |
| ورِقْبَةَ موتورٍ خلائقُه ربْدُ |
| وأبناء عم منك ودوا لو أنني |
| يعفَّرُ منّي بالدم الجنبُ والخدُّ |
| وإنّي ولمّا أقضِ منك لُبانةً |
| ولم أبْتَذلْ فيك الهوى وهو يشتدُّ |
| لذو شيمة قعساءَ ترمي بي الدجى |
| أُريعُ بها البأوَ الأثيلَ وأعتدُّ |
| ولو زرتُ لاحمرَّتْ علينا غمامةٌ |
| من النقع تُستدنى لها البيضُ والجردُ |
| إذا قمت عاذ القومُ مني بقائمٍ |
| يُبث، وقِمَّات الشماريخ تنهدُّ |
| وثم استآسوا بالشجاعة والندى |
| لدى مستآس مؤثر حِلفه المجدُ |
| فذاك الذي بي يافدىً للهوى أبي |
| وأمّي موقود عميد به وقدُ |
| فإنْ تعتُبي كان العتابُ مرفّهاً |
| وإنْ تعذُري فالعذْر يعقبه الحمدُ |
| فقالت وأسراب الدموع سوافحٌ |
| كما ارفضَّ من وسْطي فرائده العِقْدُ |
| بلى لعذرت الآن لو ثَمَّ معذر |
| سواه لَحُمَّ الهجْر واخترم الودُّ |
| وكانت نوىً شَطَّتْ وإن كان بيتنا |
| ببيتك موصولاً أَلاَ بعدُ البُعْدُ |
| قفي زيَّن الله المحيَّا بكوكب |
| إذا غاب نجم عَوْضَ ساطعه يبدو |
| وجاء على خديك وردٌ مفتّقٌ |
| إذا لم يجىءْ إلاَّ على وعده الورْدُ |
| وكنْتِ الصِّبا والحسنَ والحب والمنى |
| وكنتُ أنا المسطورُ في وجهه السعدُ |
| هوىً بهوىً والصدق يسفر بيننا |
| فلا أقْفرَ المغْنى ولا أبلَس الجَهْدُ |