شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسئلة من الرياض (1)
عبد الرحمن بن سلوم بالرياض يبعث إلي بأسئلة، ويرغب أن أجيبه عليها، فأول هذه الأسئلة يتصل بموضوع العزوبة والزواج ولماذا لا يتناولها الكتّاب بما تستحقه من الاهتمام على صفحات جريدة البلاد السعودية.
والحق أنه موضوع شائق وشائك أيضاً، ويجب أن يتناول من وجوه عديدة، ولست أدري أين قرأت أن الزواج مثل الغرفة المحكمة من يدخلها يتمنى أن يخرج منها، ومن كان خارجاً عنها يشتهي أن يدخلها... ولعل في هذه العبارة بعض الحق -لا كل الحق- فإن الذي يسعد بزواجه وتتم راحته لا يريد على حال الخروج من تلك الغرفة المسحورة، ولكننا نعلم وكل الناس يعلمون أن السعادة الزوجية، وإن تحققت أحياناً، ولكنها متعذرة في أغلب الأحيان، ومرجع ذلك مردود إلى أسباب كثيرة، منها ما يمكن علاجه، ومنها ما لا يمكن تلافيه؛ فارتفاع المهور وعدم تحري الوفاق بين البيتين المتصاهرين أو بين الشخصين المتزوجين، واستبداد الآباء في أبنائهم وبناتهم بحيث إنهم لا يتنازلون حتى باستشارتهم.. ونفقات المعيشة إلى غير ذلك من أسباب لا يمكن حصرها في نطاق، هذه الأشياء كلها وما يتصل بها، وما ينفصل عنها من شأنها أن تزوي وجوه الجيل الجديد عن الزواج، وهو جيل يجب أن يحسب حسابه، فإنه يختلف عما سبقه من أجيال بما طبعه به هذا الزمن القلق المضطرب الجياش من طابع لا يمكن إزالته ولا يجوز تجاهله.
وقد دخلت هذه الغرفة المسحورة قبل نحو خمسة عشر عاماً ودققت لي فيها وتداً، وقيدت نفسي به أو فيه؛ فمن واجبي المحتوم -أثرة أو إيثاراً- أن أدعو من كان خارجها أن يدخل فيها؛ فإن سعد أو لم يسعد، فذلك لا يعنيني.. ومن الفضول أن أترك همومي، وأحمل هموم الناس!
وثاني الأسئلة في ما يتعلق بأزمة المساكن بالطائف؛ فهو يقترح أن تخفف هذه الأزمة بنصب خيام على شكل معسكر لقضاء الصيف بالمصيف في الهواء الطلق، ويقول إن هذه الطريقة مستعملة في الخارج.. ونحن ما لنا وللخارج فإننا في الداخل، وأزمة الطائف أزمة مياه وأزمة نور قبل أن تكون أزمة مساكن.. وقد تؤمن بيتك في قلب البلد، ولكنك لا تؤمن ماءك ونورك ولوازم معيشتك إلا بعد النصب الناصب؛ فما بالك إذا أجليت نفسك واعتقلتها في خيمتك على بعد باعد من الطائف؟
أليس هذا بصحيح سلمك الله يا بن سلوم؟
فأما السؤال الثالث والأخير فهو تذمره في عدم اتساع أخلاقنا للنقد، حتى ولو كان هذا النقد حقاً، ويقول: ما السر في ذلك؟
والسر في غاية البساطة، فإنك لا تستطيع أن تقول للص: أنت لص، إلا إذا كانت يداه في القيود ورجلاه في الحديد.. وأنت أيضاً مسلح مستعد لكل احتمال، فإن كان طليقاً، فإنك لا تستطيع أن تقول له هذا المقال، وإن تكن لصوصيته مما اتفق عليها، وانعقد عليها الإجماع، والنقد -مهما كان- لا يثير ولا يغيظ إلا من يصيب منهم مواقع النقص، ويلمس فيهم أوتار الضعف، ويكشف عن مكامن العار من نفوسهم، وهي طبائع -كما ترى- لا تستقيم إلا على تفل حفي من الاعوجاج السقيم، وتقول في ختام هذا السؤال: أينقصنا الصقل الاجتماعي أم يعوزنا العقل السليم؟
إننا ينقصنا كل شيء، ويعوزنا كل شيء.
ولكننا لا ينقصنا ولا يعوزنا شيء لو أردنا وصممنا العزم على بلوغ المراد.
غير أننا يا سيدي لا نريد.. أو نريد، وينقصنا أن نعرف ماذا نريد بالضبط؟
وعليكم السلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :253  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج