شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وجانيت لها متاعب (1)
(مرة أخرى)
قلنا إن "جانيت" غانية يونانية، عليها ملاحة متوسطة، وأكثرها صبغة ما يرهفه الدم الخفيف، والجسم النشيط، وضحكة مثل تكسُّر رقائق الفضة على حافة غدير رقراق!
كانت تختم ضحكتها بحرف ممدود منتصب إلى حد ما.. بحيث يمكنها أن تقطعه إذا شاءت، فإذا هو يحتمل كل أدوات الرفع والخفض والجر (2) والسكون.. ثم ترن صلصلة من جرس حلقها المنغوم، فإذا هي تقطع كل طريق إلى معرفة حقائقها السرية..
.. لم تكن طفلة، فقد أخذت دروساً في حياتها، ولديها -على بضاضتها وصغر سنها- ولد وبنت من شيخ فرنسي!
وفي الفترة الموسيقية التي تلت هذه الأحدوثة، خرج من المسرح مخلوق ذو شبهات؛ فعليه طرطور.. ويكسو جسمه "برقان" مغربي.. أما وجهه، فهو نحاسي أقرب إلى الدم، ويكاد يلعن بعضه بعضاً!
لا تقل إني قد خلطت، فقد أكون أصحى ذهناً منك، ثم إني لا أتعكز على غيري، ولا أطلب التقريظ منه.
الأخطبوط.. قال إنه لا يمكن أن يتكلم وهو يُشوى على النار.. هكذا كان، ومن قديم الأزمان، ومن أيام "قمر الزمان" ما زالت الأسطورة تدور، ولكنها تنتهي إلى حيث بدأت.. حلقة مفرغة، لا يُعرف طرفاها..
فقولي لي.. ياللاَّ فطومة كما تقولين دائماً: "ويلي.. لي.. لي" وجريها إلى ما شاء الله.
وانظري إلى الأطلال وهي عافية، وتنصتي إلى الأخبار، وهي شؤم..
لكن حاشاكِ أن تسمعي بنات "يفتاح"، وهن ينحن على جبل جلعاد.. وأخذت أرسل كلاماً لا أفهمه حتى استوقفتني.
قالت جانيت: إني لأحسبك اليوم في هذريات كثيرة.. قلت لها: إن حسابك في محله!
وشغلتني ضحكة مثل رقائق الفضة النقية إذا تكسرت على صخرة مرهفة، ثم انزلقت بعدها إلى ماء تسبح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :279  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.