شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بذور فلسفية (4) (1)
خروج عن الالتزام
لن أتقيد بالفلسفة بعد الآن ولو أن في ذلك جنوحاً عن مضمون العنوان، ولكني سأمس الأشياء التي أتناولها مساً يشبه أن يكون فلسفياً، أو بسبيل منه على ألاّ يكون فيه تعقيد أو غموض فيما أثقفه من بحوث.
إني لا أدعي أني فيلسوف، وإن كانت قراءاتي في الفلسفة طويلة عريضة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولكني أضيق ذرعاً بها إذا انحرفت انحرافاً بيزنطياً كل ما يستهدفه أن يطول الجدل ويقل العمل.. إن علماء (القسطنطينية) كانوا في ضلالتهم يعمهون.. كان السلطان العثماني على أبواب المدينة الخالدة.. وكانوا -ضمخ الله ذكرهم بالعطور- في جدال خالد ونقاش حام.. هل البيضة هي أصل الفرّوج، أم الفروج هو أصل البيضة، واحتُلت مدينتهم وهم لا يشعرون في غمرة هذا الهذر البيزنطي.
كلا.. إني لا أريد من كل بذرة فلسفية إلاّ الطريقة العملية.. إني يهمني من البيضة أن أسلقها، ومن الفروج أن أشويه، ولا يعنيني -بعد- أيهما الأصل ولا العناصر، ولا الهرمونات، ولا الفيتامينات التي تتكوّن منها البيضة، أو يتألف منها الفروج!
تعنيني ثمرة البحث.. إن كل بحث له ثمرة مهما تعددت الطرق إليه.. وسواء أكان هناك فلسفة أم لم تكن، فلقد يحور الموضوع ثقافياً أو اجتماعياً، أو ضارباً في أي وجه، أو تعليقاً على موضوع آخر.. لقد يكون كل ذلك كلما كان الهدف من ذاك كله.. الفائدة أو المعرفة، وكلما كان هناك مجال للأخذ والرد والنقاش في شيء يهم الشعب أو يتعلق بالكيان أو يتصل بالمجموع.. إنني كفرد لا أكاد أشعر بشيء، ولكني في الجمهور أحس بفرد إحساس كما لو كان مضروباً في إحساس الجميع آلاف المرات..
لتسقط الفلسفة! فليكن! ولكنها على أي حال هي المهيع المستقيم الوحيد للتعرف حتى على التفاهات في أدق مكنوناتها..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :276  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج