شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زوجتي والكتب
قصيدة أقولها لأزواج الأستاذات اللائي يدرسن ويتركن بيوتهن، بما فيهن أنا:
عُذراً يَراعي، إنَّني
في بَيْئتِنا كَالعَسْكَري
يُمْلي عَلَيْهِ رَئِيسُهُ
بِإِمارَةٍ، وَتَجَبُّرِ
وَأُجيبُ: حاضِرُ، سَيِّدي
إِني سَميعٌ، فَأْمُرِ
قدْ كُنْتُ، حينَ سَمِعْتُهُ
مَشْغولَةً بِالبُحُتُري
بَلْ كُنْتُ أَكْتُبُ صَفْحَةً
ففَقَدْتُ فيها أَسْطُري
مِنْ صَوْتِهِ، مِنْ نَبْرَةٍ
حَمْراءَ، شَرًّا تُضْمِرِ
ولأَنَّ زَوْجِيَ جائِعٌ
وَيَصيحُ: حالاً احْضُري
وَعَثَرْتُ أُسْرِعُ خَطْوَتي
وَكَأَنَّني في المَحْشَرِ
وَنَظَرْتُ، ما هُوَ طالِبٌ
ماذا يَقولُ، يُثَرْثِرِ
فَرَأَيْتُ نَظْرَةَ ساخِطِ
مُتَنَكِّدٍ، مُتَذَمِّرِ
مُتَبَرِّمٍ بِكَلامِهِ
ويَقولُ: مَرْيَمُ إِحْذَري
مِنْ غَضْبَتي، يا زَوْجَتي،
إِنِّي سَئِمْتُ، تَذَكَّري
إِنْ ظَلَّ حالي هَكَذا
أَوْ لَمْ تُراعي مَعْشَري
سَأَقولُها لِتُغادِري
فَاقْنَيْ حَياءَكِ، أَقْصِري
ما الأَكلُ يا ابْنَةَ هاشِمٍ؟
فَأَجَبْتُ: شِعْرُ البُحْتُري
وَعَنِ الحَلاوةِ؟ أَفْصِحي
فَأَجَبْتُ: في ذا الدَّفْتَرِ
والشَّايُ؟؟ قُلْتُ: قَصائِدٌ
بَل قَهْوَتي بِمَشاعِري
فَقامَ يَمْضُغُ غَيْظَهُ
بِتَذّمُّرٍ وَتَحَسُّرِ
ويَقولُ: أُمِّي شاهِدي
كَمْ بائِسٍ في مَنْظَري؟
هذا اخْتيارُكِ، إِنَّهُ
مِفْتاحُ هَمٍّ أَصْفَرِ
يا لَيْتَ أَنِّي أَعْزَبٌ
وَالزَّوْجَ لَيْسَ بِشاعِرِ
إِنِّي عَدُوُّ أَبي العَلا
والمازنِي، والسُّكَّري
والأَصمَعي مُتَحَكِّمٌ
ويَبِيعُ فِيَّ وَيَشْتَري
طَهَ حُسَيْنٍ ضرَّةٌ
في قَلْبِ مَرْيَمَ يَفْتَري
وَيَغيظُني في حُبِّها
يَغْتالُني بِمَشاعِري
وَنَقائِضِ العَرَبِ الَّتي
بِنَقائِصٍ تَتَبَخْتَرِ
وشَتائِمٍ يَنْدَى لَها
كُلُّ جَبينٍ مُزْهِرِ
تَمْحو المَكارِمَ كُلَّها
وَتَسوقُ كُلَّ مُكَدِّرِ
هذا الفَرَزْدَقُ يَنْتَشي
بِتَنَطُّعٍ وَتَكَبُّر
وجَريرُ يَرْمي أَصلَهُ
بِقَبيحِ وَصْفٍ، يَفْتَري
ماذا أَقولُ لِجاحِظِ
بِبَيانِهِ يتَفاخَرِ
ولِغَيْرِهِ في فِقْهِهِ
كَثَعالِبيٍّ مُكْثِرِ
هذا يُفَلسِفُ، ذا يُثَرْثِرُ،
والجَميعُ مُحاوِري
ماذا أَقولُ، وَكُلُّهُمْ
مُتَحَكِّمونَ بِحاضِري
وبِزَوْجَتي، وَبِدارَتِي
والحُبُّ مِنْهُمْ عَنْتَري
فَالمَقَّرِيُّ بِنَفْحِهِ
مُسْتَعْرِضٌ لِمَفاخِرِ
وَأَبُو نُواسَ يغيظُني
بِمُجونِهِ، والمُنْكَرِ
وابْنُ الرَّبيعَةَ سادِرٌ
يَخْتالُ في ذا المِئْزَرِ
بَيْنَ النِّسا مُتَبَخْتراً
مُتتَبِّعاً للأَحْوَرِ
ماذا أقولُ وَحالَتي
يُرْثَى لَها، بَلْ تُسْكِرِ
عَقْلي وَحِسِّي بِالَّذي
قَدْ قيلَ: "عِلْمٌ"، أُنْظُري
أَرْهَقْتِني يا زَوْجَتي
ماذا أَصابَكِ، فَسّري
هَذا التَّجاهُلَ، إِنَّني
أَشْكو لِرَبٍّ قاهِرِ
يا رَبِّ فَرِّجْ كُرْبَتي
في ذا الزَّواجِ الأَغْبَرِ
إنِّي سَئِمْتُ بُحُوثَها
تَصْحيحَها في الدَّفْتَرِ
وكَذا سَئِمْتُ حَياتَها
وَسَئِمْتُ مِنْ ذا المَنْظَرِ
كُتُبٌ هُنا، أَوْراقُها
والعِقْدُ جَنْبُ المُزْهِرِ
والأَصْبَهاني مُطْرِبٌ
تَقْسيمُهُ بِالبُنْصُرِ
أُوفيدُ يَرْقُصُ نَشْوَةً
مُتَرَنِّماً في مَحْضَري
وَيَبُصُّ لي بِشَماتةٍ
وَتَخابُثٍ، وَيُكَرْكِرِ
ياقوتُ يَنْفُثُ سُمَّهُ
بِمَعاجِمٍ، وَيُثَرْثِرِ
وَمُعَلَّقاتٍ عَلَّقَتْ
قَلْبي بِحَظٍّ عاثِرِ
ماذا أَقولُ وَحَسْرَتي
تكْوي بِقَلْبِ يُقْبَرِ
عَدْنانُ هذي حالَتي
إِيَّاكَ مِثْلي تُقْهَرِ
وَلَدي حَبيبي إبْتَعِدْ
عَنْ زَوْجَةٍ بِدَفاتِرِ
إِنَّ الجَهالَةَ نِعْمَةٌ
يا لَيْتَها بِمُعَسْكَري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :516  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج