شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ الدكتور حسن محمد باجودة، ونرجو له إن شاء الله الأجر والمثوبة لما يقوم به من أعمال جليلة في خدمة هذا الدين، وفي خدمة رسول الإسلام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام البررة، ومن خلال هذا التوثيق نتمنى له إن شاء الله العون والعفو والعافية إن شاء الله.
أيها الإخوة والأخوات نصل الآن إلى الحصة المخصصة للأسئلة ونبدأها من قسم السيدات للترحيب بالدكتور حسن باجودة أولاً، وليكن السؤال أولاً من قسم السيدات. اللاقط مع الزميلة نازك في قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً أخ محسن:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، الإخوة والأخوات الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ضيف أمسيتنا الليلة هو صاحب أطول قصيدة نبوية في التاريخ فهو صاحب الألفين ومئتي بيت في الشعر، من الشعر الرائع الرصين والمتدفق صدقاً وحرارة وحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هو صاحب المؤلفات البديعة الميسرة في مجال تفسير القرآن الكريم بلغة عصرية، هو أحد أعمدة اللغة العربية وآدابها في جامعات المملكة، كيف لا وهو صاحب رسالة الدكتوراه التي جمعت أشعار أهل المدينة المنورة لأكثر من مئة وخمسين شاعراً وشاعرة، هو فضيلة الدكتور حسن محمد أحمد باجودة، أستاذ الدراسات البيانية في جامعة أم القرى وصاحب الإنتاج الغزير في الشعر والنثر، وهو الذي حفظ القرآن الكريم في لندن عندما ابتعث لإكمال دراساته العلمية هناك. هو أول سعودي يحصل على درجة الدكتوراه في اللغة والأستاذية، فمرحباً به الليلة وسعداء لوجوده حيث حدثنا عن سيرته ومسيرته الأدبية والشعرية والنجاح الذي وصل إليه والذي شكل له نقطة تحول كبيرة في حياته، مرة أخرى نرحب به وبوجود حرمه سعادة الدكتورة فاطمة عبد الرحمن رمضان أستاذة مشاركة في جامعة أم القرى وعميدة معهد الدراسات القرآنية ورئيسة القسم النسائي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم.
سنبدأ طرح الأسئلة والسؤال الأول من الإعلامية الأستاذة منى مراد:
السلام عليكم فضيلة الدكتور حسن، ذكرت في إحدى المقابلات الصحفية أن المشهد الثقافي اليوم مر بمرحلة الكم ومرحلة محاربة الأمية، وحالياً يعيش مرحلة الكيف ونتطلع إلى أن يمر المشهد الثقافي السعودي إلى الانتقال إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة النضوج الفكري. فهل توضح لنا باختصار هذه المراحل الثلاثة الهامة وشكراً.
سعادة الأستاذ حسن باجودة: بارك الله فيك. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ما له علاقة بهذا السؤال عندي طالبة في مرحلة الماجستير أشرف عليها، وهي كل يوم تذهب إلى الليث، في كل يوم تدرس ثم تعود، مجموعة من الطلاب والطالبات. من الذي كان يتصور في يوم من الأيام أن يقوم الطالب أو الطالبة أن يقطع في يوم واحد ألف كيلو متر بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه النعم التي نحن نعيشها ونحياها. وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى الأمية التي كانت فيها الأمة الإسلامية قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً، في نادي مكة كان الأستاذ عزيز ضياء رحمه الله تعالى رحمة واسعة فأشار إلى هذه النقطة حينما قال: إن الذي يقود القافلة من جدة إلى مكة، وأنا وأهم شيء عنده أن يحمل ورقة فيها عنوان الموضع الذي سوف تصل إليه القافلة، وأهم شيء كان يفكر فيه هو أن يجد شخصاً واحداً يقرأ له هذه الورقة. هذا واقعنا بفضل الله سبحانه وتعالى نحن نحظى بنهضة علمية والدولة بفضل الله سبحانه وتعالى جادت بهذا الخير الوفير. مهمة الدولة قد تمت بفضل الله سبحانه وتعالى حينما هيأت لكل إنسان أن يدرس، ومن هنا كان عندنا ما يسمى بمحو الأمية سواء كان هنالك بحث عن شخص يعرف كيف يقرأ الورقة، الآن لا يكاد يخطر على بال أحد أن هناك شخص واحد لا يعرف القراءة، هذا منتهى ما يمكن أن تفعله أي دولة، أن تهيئ الفرصة.
يأتي بعد ذلك سؤال بعد أن تمت المرحلة الأولى، مرحلة الكم هل هذه الطريقة التي نحن ندرس بها، في عالمينا العربي والإسلامي صحيحة؟ بطريقة أخرى، هل الطريقة الصحيحة أن نحشو الأذهان، فبعد ذلك في اليوم الذي ينتهي فيه الطلاب والطالبات يقذفون بالكتب في حاويات القمامة، هل هذا إجراء صحيح؟ لماذا لأن طريقتنا هي التي ارتبطت بالكم، والآن واجبنا نحن، أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم التي هيئت لنا من أجل أن نعمل كي نتحول إلى الكيف. هذا هو الذي أعنيه بطبيعة الحال عندما نقوم نحن بواجبنا أن قامت الدولة حرسها الله بواجبها سوف توجد عندنا القيمة، وأنا دائماً أقول: ليس هناك قمة عند أي أمة من الأمم كي تتسابق الناس إليها، لا، العظماء هم الذين يجدون القمة، كلما وجد عظيم أسرع إلى القمة، فنحن عندنا الآن الكم، انتهينا منه الآن، نحن بدأنا الآن نفكر بالكيف وإن شاء الله تظهر الزبدة هذا هو الذي أريد بالمراحل الثلاث أن أقوله.
سؤال: من فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة على المبعوث رحمةً للعالمين. تربطني مع فضيلة الدكتور حسن باجودة رابطة ليست رابطة نسب ولا قرابة إنما هي رابطة علم وخدمة، أما العلم وشتى العلوم العربية، والخدمة خدمة الكتاب العزيز الذي قال عنه رب العزة والجلال، لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (الأنبياء: 10) يعني عليكم مجدكم يا معشر العرب، يا معشر المسلمين لهذا الكتاب العظيم. أخي الفاضل اللغة العربية مهدها وعرينها الجزيرة العربية، كيف ضاعت في هذا الزمان، كنا ونحن أطفال عندما كان عمري عشر سنوات كان والدي يعلمني هذه ما نافية حجازية ما نافية تميمية ما معنى حجازية نافية وتميمية يعني هذه لغة أهل الحجاز التي نزل بها القرآن (ما هن أمهاتهم) ما نافية تعمل عمل ليس وأما النافية التميمية فهي لمجرد النفي على قراءة أهل تميم مهن أمهاتهم، أما قراءة أهل الحجاز (ما هن أمهاتهم)، وهذه كيف ضاعت في هذا العصر وكيف ننقذها ونخرجها بعد أن شاخت وبعد أن كانت تميس عذباً ودلالاً. هذه اللغة العربية أصبحت هرمة كيف تعود لها الحياة يا فضيلة الدكتور؟ وقد خطب واحد مرة على المنبر وكان جهوري الصوت ولكن لا يعرف قواعد اللغة العربية قال: ولست أبالي حين أقْتل مسلماً، ولم يقل: حين (أُقتَل مسلماً) والفرق بينهما كبير، ذلك عمر -رضي الله عنه وأرضاه- أمر ألا يقرأ القرآن أحد إلا وهو عالم بلغة العرب، وقد كنا نحفظ هذه الأبيات:
النحو زين للفتى
يكرمه حيث أتى
من لم يكن يعرفه
فحقه أن يسكتا
الدكتور حسن باجودة: اليوم عندي قصيدة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم. سأجاوب على هذه المشكلة في دقيقة. هذه القصيدة في غزوة تبوك يا أحبابي:
وإنّ مَيادينَ الجِهادِ كَثيرَةٌ
وَكُلٌ خَلِيقٌ بِالّذي هو أَجْدَر
ويَأْتِي على رأْسِ الميادينِ أَنْفُسٌ
تُباعُ لِوجْهِ اللَّه وقت تُكَبِّر
تُكَبِّرُ إذْ حَقَّ الجِهادُ ودَعْوَةٌ
إلى مِلَّةِ الإسلامِ دِيناً سَيَظْهَر
بَراءَةُ قد أَثْنَتْ على القَوْمِ جاهَدُوا
بِأَنْفُسِهِمْ والمالِ والقولِ يَطْهُر
هَنيئاً لِمَنْ قد نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ
وخُطَّ لَهُ في لَوْحَةِ المَجْدِ أَسْطُر
أليس عَظِيماً أَنْ أَجْرَك أَوْفَرُ
إِذا وادِياً في اللَّه تَمْشِي وتَعْبُر
وكم وادِياً في الأرْضِ تَقْطَعُ حينما
تُجاهِدُ في اللَّهِ العَظِيمِ وتَصْبِر!
وكم مَرَّةً في اللَّهِ تَظْمَأُ حينما
تُجاهِدُ في صَيْفٍ وحين تُهَجِّر
وكم مَرَّةً في اللَّهِ تَعْرَى ومَرَّةً
تَجُوعُ وأُخْرَى في العَشِيَّةِ تَخْصَر
فكيف إذا كنتَ الّذي غاظَ كافِراً
ونِلْتَ من الكُفّارِ، فالْكُفْرُ يُقْهَر
وأمّا إذا أَعْطاكَ مولاك ثَرْوةً
وأَنْفَقْتَ منها أنت -لا شَكّ- تُؤْجَر
وليس لِزاماً أن تكونَ كَبيرَةً
فليس قَلِيلُ المالِ مِمّا يُحَقَّر
وربُّك يُرْضِيهِ الّذي النَّفْسُ قد سَخَتْ
بإعْطائِهِ إنّ الصَّغيرَةَ تَكْبَر
ومِنْ رَحْمَةِ المولى بِنا أنّ خَيْرَهُ
تعالى عَميمٌ لَيْسَ يُحْصَى ويُحْصَر
فَكُلُّ الّذي تَنْويهِ خَيْراً عِبادَةٌ
إذا لم يَكُنْ شَيْئاً له الشَّرْعُ يَحْظُر
وكُلُّ دُرُوبِ الشَّرِّ سُدَّتْ لأَنها
يُقابِلُها في الخَيْرِ ما هو أَيْسَر
وما حَرَّمَ الرّحمنُ إلاّ بَليَّةً
تأَذَّى بها الإنْسانُ والله أَخْبَر
فماذا دَهانا حين نَتْرُك نِعْمَةً
حَبانا بها المولَى إلى ما يُعَكِّر
كأنّا نَسِينا دَوْسَ خَصْمٍ رِقابَنا
لأنّا نَسِينا ما بِهِ اللَّهُ يَأْمُر
ألا إنّ كُلَّ الشَّرِّ يَسْهُلُ تَرْكُهُ
بِإذْنِ إلهِ العَرْشِ فالكَسْرُ يُجْبَر
ألا إنّ كُلَّ الخَيْرِ فاتَ فَمُمْكِنٌ
بِإذْنِ إلهِ العَرْشِ يَتْلُوهُ أَكْثَر
وَأَوَّلُ ما نَحْتاجُهُ صِدْقُ تَوْبَةٍ
إلى اللَّهِ والعَيْنانِ بِالدَّمَعِ تُمْطر
ومَنْ ذا الّذي يَنْسَى شُروطاً لِتَوْبَةٍ
وأوَّلُ شَرْطٍ لا يكونُ تَأَخُّر
ومِنّا لمولانا يكون تَضَرُّعٌ
بِمَدٍّ لِعَوْنٍ إنَّهُ اللَّه أَقْدَر
وفي لَمْحِ طَرْفٍ سوف نَبْدُو بإذْنِهِ
تعالى كَطَوفانٍ يَطِمُّ ويَغْمُر (1)
وكلُّ قُوَى الشَّرِّ الّتي قد بَدَتْ
تَعِيثُ بأَرْضِ اللَّهِ تُطْوَى وتُدْحَر
فَلَيْسَتْ تُريد الخَيْرَ إلاّ لِنَفْسِها
كذاك تُريد الأَرْضَ بالعُهْرِ تُطْمَر
فإن عَمَّ في طُولِ البِلادِ وعَرْضِها
فسادٌ وعُهْرٌ فَهْيَ كَلْبٌ يُجَرْجَر (2)
وربُّكَ لا يَرْضَى الفَسادَ وأَهْلَهُ
إذا راقَ منهم مَنْظَرٌ ساءَ مَخْبَر
وكُلُّ غَيُورٍ ليس يَرْضَى سُلُوكَهُمْ
وربُّكَ مِنْ كُلِّ الغَيُورِينَ أَغْيَر
وربُّكَ لا يَرْضَى كَذاكَ سُلُوكَنا
لأَنّا مِثالٌ في الخَيابَةِ يُذْكَر
لقد خَلَقَ المولى العِبادَ لِغايَةٍ
بأن يَعْبُدُوهُ ثمّ ذي الأَرْضَ يَعْمُرُوا (3)
وليس بِكافٍ أنَّنا الدِّينَ نَعْمُرُ
ويَبْنِي سِوانا الأَرْضَ ثمّ يُطوِّر
لماذا نَسِينا أَنَّ أَحْمَدَ أُسْوَةٌ
إذا نحن شِئْنا هذه الأَرْضَ نَعْمُر
وهل عَرَفَتْ أَرْضُ الجَزِيرَةِ قَبْلَهُ
لدى الحَرْبِ أنّ الخَنْدَقَ الضَّخْمَ يُحْفَر
ومُذْ كُنْتُ طِفلاً كُنْتُ دَوْماً أُكَرِّر
سُؤالاً إذا دَرّاجَتِي نالَ بَنْشَر (4)
أَيَلْزَمُنِي مِنْ أَجْلِ نَيْلٍ لِرُقْعَةٍ
أَسُدُّ بها ثُقْباً لما يَتَأطَّر
أَجيءُ بِها من كُلِّ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ
وإلاّ إطارِي لِلْحَراجِ أُسَيِّر (5)
ولا زِلْتُ بعد النِّصْفِ لِلْقَرْنِ طارِحاً
سُؤالاً شَبِيهاً لا يَزالُ يُحَيِّر
ولا تَحْسَبَنِّي في سُؤالِيَ يائساً
وإلاّ لما قد كُنْتُ للذّهْنِ أعْصِر
ومن ذا الّذي قد غابَ عنه بأنّ ما
علينا جَرَى أو سوف يَجْرِي مُقَدَّر
لهذا تَرانِي دائماً مُتَفائِلاً
فما الكَرْبُ إلاّ ساعةً ثمّ يَعْبُر
وأَعْلَمُ أنّ المَجْدَ شادَ جُدودُنا
عليه بإذْنِ اللَّهِ ذا اليومَ نَقْدِر
وأَنَّ إلهَ العَرْشِ قد جعَلَ القُوَى
تُدَوَّر فَالأَوْلَى بها سوف يُؤْثَر
ويَأْتِي سُؤالي هل نُريدُ قِيادَةً
لإنْقاذِ هذا الكَوْنِ بالْخَيْرِ يُؤْمَر
فَقِيمَةُ هذا النَّصَرِ جُهْدٌ مُضاعَفٌ
لِتَعْوِيضِ نَقْصٍ ثمّ بالسَّبْقِ يَبْهَر
حَذارِ تَقُولُ الرِّيحُ هَبَّتْ وقد مَضَتْ
بِإذْنِ إلهِ العَرْشِ رِيحُكَ تُمْطِر
بِفَضْلِ إلهِ العَرْشِ أُبْنا لِرَبِّنا
وبِالجُهْدِ قَدَّمْنا نُسَرُّ ونُحْبَر
ونَسْأَلُ رَبَّ العَرْشِ تَسْدِيدَ خَطْوِنا
إذا لم يَكُنْ عَوْنٌ من اللَّهِ نَعْثُر
وإذْ كانَ دَرْبُ الجِدِّ بِكْراً فإنَّنا
نُرِيدُ طَرِيقاً فِيهِ لا نَتَحَيَّر
وَأَحْسِبُ أَنّا الآنَ حَقًّا بِحاجَةٍ
لِوجَهَيْنِ للدِّينارِ والتِّبْرُ أَصْفَر (6)
يكون لنا التَّخْطِيطُ يَحْمِلُ جَدْولاً
وتَعْرِيبُ تَعْلِيمٍ بِهِ الأَمْرُ يَصْدُر (7)
جَهِلْتَ بِأَنَّ اللَّه أَعْطاكَ نِعْمَةً
إلى يَوْمِ حَشْرِ النّاسِ لا تَتَكَرَّر
لقد أَنْزَلَ الرّحمنُ وَحْياً لِعَبْدِهِ
بِهِ اللُّغَةُ الفُصْحَى إلى الحَشْرِ تَفْخَر
وفي حِفْظِ رَبِّ العَرْشِ ذِكْراً أَتَى بِها
حِفاظٌ لها دَوْماً فلا تَتَغَيَّر
ومِنْ أَجْلِ هذا قِيلَ إنّ تُراثها
لأَقْدَمُ ما عَنْهُ الِّلسانُ يُعَبِّر
وليس يُرادُ الرَّقْمُ يَوْماً ولَيْلَةً
وشَهْراً وعاماً والقُرُونُ تُسَطَّر (8)
ولكنْ يُرادُ القَوْلُ إنّ لِسانَنا
يظَلُّ شَباباً والقُرُونُ تُكسَّر (9)
قُرُونٌ مَضَتْ قد زاد فيها شَبابُها
شَباباً وهذا وَجْهُها اليَوْمَ أَزْهَر
فليس لها بِالدَّهْرِ يَوْماً عَلاقَةٌ
إلى يَوْمِ حَشْرِ نُورُها سَوْفَ يَبْهَر (10)
أليست وِعاءَ الذّكْرِ نُوراً يُنَوِّر
وسُنَّةِ خَيْرِ الخَلْقِ حين تُفَسِّر
وقد حَفِظَ الرَّحْمنُ ذِكْراً يُنَوِّر
وسُنَّةَ خَيْرِ الخَلْقِ عِطْراً يُعَطِّر
فَأَحْرَى بِنا أَنّا نُجَدِّدُ مَجْدَها
ونُلْبِسُها ثَوْباً بِهِ تَتَبَخْتَر
ونَأْتِي الّذي الأَجْدادُ من قَبلُ قد أَتَوْا
فكانَتْ لِسانَ العِلْمِ حين يُحَضَّر
ولم يك مَقْصُوراً على العُرْبِ فَضْلُها
ولا أُمَّةِ الإسلامِ والكُلُّ أَقْدَر
فقد غَطَّتِ الدُّنيا غَداةَ تُعَبِّرُ
وتحْفَظُ عِلْماً بالكِتابَةِ يُؤسَر
وكُلُّ الّذي نَحْتاجُهُ اليوم مَعْهَدٌ
يُتَرْجِمُ عِلْماً نافِعاً ويُسَطِّر
يُتَرْجِمُ ما فاقَتْ بِهِ كُلُّ أُمَّةٍ
وجادَ بِهِ في ساحَةِ العِلْمِ عَبْقَر (11)
وحَتَّى أَرَى التَّخْطِيطَ آتَى ثِمارَهُ
وعُرِّبَ تَعْلِيمٌ فإنِّي أَنْظُر (12)
فإن كان ما أَرْجُو وهذا مُيَسَّرُ
وإلاّ فإنِّي آمِلٌ ومُكَرِّر
السؤال الآن مع الأستاذة ابتسام الأديبة والمؤرخة السعودية والأستاذة في جامعة أم القرى:
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر شكراً جزيلاً الشيخ عبد المقصود خوجه ولا نبرح نكرر الشكر ونعيده له حاضراً أم غائباً. سؤالي:
جميلة هذه الليلة، ومن جمالها ومن حلاوتها ومن جمال هذا الاحتفاء وحلاوته، أن يكرم فذ من الأفذاذ، وعبقري من عباقرة اللغة والبيان والأدب. لم يسعدني قدري أو أقداري حتى أتتلمذ على يد أستاذي حسن باجودة لكنني قرأت له كتاباته ومؤلفاته في علم البيان وما يختص بالبيان القرآني خاصة وقد أضاءت لي الطريق في دراستي وبحثي في مرحلة الماجستير. الحقيقة سؤالي للدكتور وهو علم من أعلام التعليم العالي في بلادنا وأقول كأنه علم في رأسه نار. سؤالي يا أستاذي الفاضل، الجيل الذي كان منه الشيخ حسن باجودة ثقافة، ثقافة موسوعية في اللغة والأدب والبيان أما وكيف يكون بجيلي والأجيال التي بعدي أن تكون هذه الثقافة الموسوعية وهذه الغزارة اللغوية والأدبية في ظل ما نعاني منه من الفضائيات والفضاء المفتوح والإنترنت أو ما يسمى بعصر العولمة؟ شكراً جزيلاً لكم.
الدكتور حسن باجودة: بسم الله الرحمن الرحيم أشير في هذه المناسبة إلى أنه وقبل خمس سنوات، في قسم الدراسات العليا العربية لكلية اللغة العربية بجامعتي الموقرة بفضل الله تعالى أستاذ متقاعد ومتعاقد والشكر لله تعالى ثم للجامعة وللكلية، ولقسم الأدب وقسم الدراسات العليا. منذ خمس سنوات نظرت إلى قائمة الأساتذة الذين يحضرون مجلس القسم وفي هذا العام مجموعة من المواطنين تقاعدوا وتعاقدت معهم الكلية، فنظرت إلى كل الأسماء فوجدت أن كل هؤلاء الأساتذة من فضل الله أنا درستهم مباشرة. فحمدت الله سبحانه وتعالى واستعدت تجربة حينما عدت من بريطانيا وكنت أدرس في القسم أربع سنوات كان هناك خمسة أساتذة في قسم اللغة العربية في كلية الشريعة وكنا ندرس كل مواد اللغة العربية، قسم اللغة العربية وفي قسمي الشريعة والتاريخ شاهدنا أن العدد كان قليلاً من هؤلاء الطلاب وكنت ألزم كل طالب أن يقدم كل أسبوعين بحثاً يقرأ ويناقش وبفضل الله سبحانه وتعالى آتى أكله، إذن نحن ماذا نحتاج إلى انتقاء الأساتذة الذين يدرّسون، وأن نأتي بأحسن الأساتذة في المرحلة الابتدائية وما بعد ذلك، وأن يكون عدد الطلاب في الفصل محدوداً بحيث يستطيع الأستاذ أن يتابع كل طالب وأن يتبنى كل أستاذ في كل مرحلة مجموعة من الطلاب ترتبط هذه الأسماء به، وبعد سنوات يقال هؤلاء هم الذين احتضنهم هذا الأستاذ وذاك الأستاذ، والواقع أن المسألة خطيرة حتى إن الآن الخط بدأنا نهمله، والآن الكومبيوتر يقضي على جانب من جوانب اللغة العربية فاللغة العربية منطوقة واللغة العربية مكتوبة والآن المكتوب في خطر.
سؤال من الأستاذ إحسان طيب:
أولاً التمنيات والدعوات لصاحب الاثنينية بالصحة والعافية ونتوجه للمحتفى به هذه الليلة ونسأله أيها الأخ الكريم حسن باجودة أنت أحد المهتمين والقائمين على أمور الأوقاف في مكة المكرمة وقد تعرضت هذه الأوقاف للاعتداءات كيف يمكن تسخير إمكانات هذه الأوقاف وبالذات المجهولة لصالح العمل التطوعي والجمعيات في مكة المكرمة؟
الدكتور حسن باجودة: بارك الله فيكم في هذه المناسبة أكرمني الله سبحانه وتعالى من عام 1407هـ فعينني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله رحمة واسعة عينني وكيلاً عاماً لإدارة الأوقاف في مكة وظل هذا حتى غرة شهر شعبان عام 1429هـ الأوقاف وأنا لي تجربة كبيرة جداً بفضل الله سبحانه وتعالى فيها. وحالياً أشرف على خمسة أوقاف صغيرة وليست كبيرة. الأوقاف بحاجة إلى مراجعة سورة القصص إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (القصص: 26). الأوقاف بحاجة إلى الأمانة ثم العلم. يعني الأمانة ثم القوة لأن الأمين يسخر الله سبحانه وتعالى له الخبراء الذين يساعدونه والأوقاف هذه هي أمانة، والحقيقة عندي من التجارب قلت رباعيات في هذا لا أحفظها ولكن موجزها المسألة بحاجة إلى أمانة وتأتي بعد الأمانة، الخبرة والتجارب. وأهل الفضل موجودون في كل مكان والشكر لله تعالى ثم لكل المسؤولين في المحاكم وكتابات العدل وكل الجهات وجدت منها كل عون بحيث إن الوقف كان دخله حين استلمته كان دخله السنوي 19ألف ريال وحينما سلمته كان دخله عام 1429هـ أكثر من 15 مليون ريال بفضل الله تعالى. وأنا لست خبيراً ولا أعرف شيئاً عن الأوقاف.
السؤال الأخير من قسم السيدات:
السيدة نازك الإمام: نختم بهذا السؤال وهو تعليق وهو من الدكتورة فاطمة رمضان أستاذة مشاركة من جامعة أم القرى.
الدكتور باجودة: إنها زوجتي.
الدكتورة فاطمة رمضان: بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على من زهت الليلة بصفاته العطرة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى كل من والاه واتبع هداه. الحقيقة ليس سؤالاً. ولكن عندما سألت الدكتورة الدكتور حسن وقالت إنه موسوعة أدبية بيانية فكيف نستطيع أن نهيئ جيلنا على هذا النمط؟، لاحظت أنه قال: كنت أكلف طلابي ببحث أسبوعياً. الدكتور حسن أنا أعرفه وهو يلمح ولا يعطي إجابة صريحة، وهذه طريقته، فمن عشرتي معه أستطيع أن أحاول أن أتلمس إجابته، فهو أبداً لا يصرح، هو يا أختي الدكتورة يريد أن يقول على هذا الجيل أن يقرأ ويقرأ كما يقرأ الدكتور حسن. عكوفاً واعتزالاً بل عزولاً على صيغة فعولاً أوفى من صيغة افتعال إذا استطعنا أن نجعل أبناءنا فيهم عادة العكوف والاعتزال للقراءة، نستطيع أن نصل بهم إلى هذه القوة. أما أن نجعل من دراستهم ومذاكرتهم وقراءتهم فقط مذاكرة ما قاله الأستاذ في المدرسة وحل تمرين واحد من 20 تمريناً في الكتاب طبعاً هذا جيل لا أعتقد أنه لا يمكن أن يصل لأن يكون موسوعة في المستقبل لذلك ينبغي أن نعلم أبناءنا القراءة. والحقيقة الآن أريد أن أوجه سؤالاً للدكتور حسن. كم ساعة تعتزل الناس في اليوم يا دكتور حسن؟.. شكراً لكم.
شكراً للدكتورة فاطمة ووراء كل عظيم عظيمة. شكراً لك.
دكتورة فاطمة: أشكر أيضاً ضيفنا المحتفى به.
الدكتور حسن باجودة: ما دامت -يعني زوجتي- تحدثت فأنا أقرأ لكم، وأستأذنكم سأقرأ لكم آخر قصيدة كتبتها في زوجتي:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.