شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور سعد الراشد ))
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار والحضارة بالمملكة العربية السعودية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي في هذه الأمسية الجميلة أن أقدم خالص شكري وتقديري، للأستاذ الفاضل الشيخ عبد المقصود خوجه، على دعوته لي للمشاركة في تكريم الأخ الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله، وفي البداية أود الإشارة إلى أن الأستاذ عبد المقصود خوجه بتكريمه للأخ يوسف، فإنما يكرم تراث وحضارة الجزيرة العربية المتمثلة في ضيف الليلة، وهذا يدل على البعد الثقافي والحضاري لبرنامج التكريم؛ فقد أتاح لي بصفة خاصة لقاء أحبتنا من العلماء والأدباء بعد طول عهد، وفي مقدمتهم الزميل العزيز الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله، وإذا كان لي من كلمة بهذه المناسبة؛ فأقول إن من حق الأستاذ عبد المقصود أن يحتفي بالضيف العزيز، ومن حقنا الليلة أن نعبر عن فرحتنا وابتهاجنا؛ فالمحتفى به أهل لذلك، فهو عالم ومؤرخ لتراث وحضارة جنوب الجزيرة العربية بصفة خاصة وتكريمه ليس لكونه من أبناء اليمن البررة مولداً، ونشأةً، ومشرباً، ولكنه علم في رأسه نار، فقد أطل علينا بعلمه وبإنجازه الغزير، بما قدمه من مقالات علمية، وكتب في التاريخ والآثار والحضارة، زاد عدد إنجازاته العلمية على أربعين بحثاً مميزاً.
عرفت عن الأخ يوسف عبد الله منذ كنت طالباً في جامعة الملك سعود - الرياض سابقاً - عندما قدم أطروحة علمية للماجستير عن "النقوش الصفوية في شمال الجزيرة العربية" قدمها في الجامعة الأمريكية في بيروت وكان مشرفه في ذلك الوقت المرحوم محمود الغول، ثم تابعت بحوثه بعد ذلك عندما حصل على الدكتوراة من ألمانيا ومر خلال المؤتمرات والندوات العلمية التي كان يحضرها ويقدم فيها أبحاثاً متميزة، وعلى وجه الخصوص في بريطانيا وقد تعرفت عن قرب بالأخ يوسف عندما شاركت في مؤتمر الآثار العربي التاسع الذي عقد في صنعاء وكان شعار المؤتمر "لا بد من صنعا وإن طال السفر".. كان ذلك في عام 1979م وكان لي شرف المشاركة معه في ندوات المؤتمر، وفي ندوات تلفزيونية في تلفزيون صنعاء، وكان هدفها الدعوة للمحافظة على المدينة العربية الإسلامية وفي مقدمتها صنعاء، ثم التقينا بالأخ يوسف في رحلة علمية طويلة قمت بها وبعض من زملائه، وطلابنا من قسم الآثار بجامعة الملك سعود إلى اليمن الشقيق، وكانت مناسبة عزيزة على نفسي ليس لأننا مع رفاقي؛ جبنا اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بل تعرفنا أكثر وأكثر على عالم عربي من جزيرتنا العربية. وتوثقت صلاتنا بالدكتور يوسف أكثر عندما كان في ضيافة جامعة الملك سعود ومعه عدد من زملائه الأجلاء من اليمن الشقيق، ومن طلابه في جامعة صنعاء، كان حينها عميداً لكلية الآداب في نفس الجامعة، وقد شاهد الدكتور يوسف عبد الله وصحبه في تلك الزيارة الآثار المكتشفة في قرية "الفاو" و "الربدة" واطَّلع على آثار العلا، ومدائن صالح، وغيرها من الآثار المنقولة والمحفوظة في متحف الجامعة والمتحف الوطني بالرياض.
أيها الاخوة.. تتميز أبحاث الدكتور يوسف عبد الله بالوضوح والعمق؛ بعيداً عن الإثارة والاستعلاء على الغير وإذا استدرك على أحد الباحثين؛ فإنه يتعامل معه بلطف وأدب جم، لقد حمل الدكتور يوسف عبد الله هموم اليمن آثاراً وحضارةً فوق هامته، وفي مقدمة ذلك بحوثه عن "الهمداني المؤرخ والجغرافي" وتصدى للمناداة بالحفاظ على صنعاء، تلك التحفة الجميلة والمدينة العربية الإسلامية، بل ذهب بالدعوة إلى إحياء مبانيها ومرافقها المختلفة، وكتب بحوثاً كثيرةً في اللغات القديمة وآثار اليمن، فكتب عن حضارة سبأ، ومعين، وقتبان، وشبوة، وحضرموت، وظفار وطرق التجارة، وغير ذلك من البحوث الكثيرة التي شكلت مصدراً متكاملاً للدارسين والباحثين.
أيها الاخوة.. إن الدكتور يوسف عبد الله أحد الأعلام القلائل في عالمنا العربي وهو رائد الآثاريين في بلاد اليمن وهو يستحق هذا التكريم..
والشكر والتقدير مرة أخرى يسجل للأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجه الذي جمع الآثاريين من اليمن والمملكة بعد طول غياب، والله الموفق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :723  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.