شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(1) ابنتي الغالية شيرين
لا تزالين بيننا وأظنك في غير حاجة إلى البرهان.. فلو تخلى عنا ماضيك الحبيب فإن صوتك وقفشاتك وضحكاتك تملأ أرجاء البيت..
لا أدري أين أنت الآن؟! ترى هل تكون رحلة شهر العسل قد انتهت ووصلت إلى أرض الوطن؟!
فقد مضت أيام وأيام دون أن أتلقى منك خطاباً.. بعد البرقية.. والبطاقات لأخواتك.. لا بد أنك مشغولة الآن بحياتك الجديدة..
إن معنى هذا أن الفراغ الذي خلفه لنا بعادك عنا سيتسع ويكبر، وهذا يعني مزيداً من القلق والعذاب بالنسبة لي..
من الرحمة بك ألا أملأ نفسك شعوراً بهذا الفراغ القاتل.. فمن الضروري أن تجهليه لتكوني سعيدة لا تنغص سعادتك أي ذكريات..
لقد شاطرتني في الماضي أيتها الحبيبة، متاعبي وآلامي، بل كانت نفسك الكريمة تحمل عني أثقلها وأشدها وطأة فمن حقك عليّ الآن أن أخلصك من الشعور بهذا.. يكفيني أن أشعر في داخل نفسي بأنك معي أينما كنت.. وعندما يتخلى عني الجميع..
إنك دائماً أمامي وصوتك ينساب إلى أذني وقلبي رقيقاً حانياً وأنفاسك تتردد على وجهي وبين عيني فتلطف حرارة إحساسي بالضنك والمرارة والعذاب..
عندما أتخلص من هذا الشعور.. وعندما أفيق من غمرة هذا الذهول الذي يطوح بي في هذا الفراغ الرهيب الكبير الذي خلفه لي بعادك.. أستطيع أن أكتب لك كتابة أصفى لا تجدين فيها أثر الألم والدموع..
أنت الآن تعيشين في عِدَّة أجواء.. جو المجتمع.. وجوك الخاص.. وجو العلاقات، وجو شعورك وذبذباته..
ليت شعري هل تستطيعين الحديث عن ذلك كله؟!
أخشى أن يأخذك الملل أو مجالات النشاط والاستغراق فيها..
لا تثقلي على نفسك ولا تكتبي إلا إذا كنت متهيئة تماماً لذلك فقط، لا تدعيني أقلق عليك.. وهذا رجاء!!
إلى اللقاء أيتها الحبيبة.
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.