| لي صديقٌ دعته داعيةُ العَيـ |
| ـش، على ضَعفه المُبين، فجَدّا |
| ضاق بالإنزواء ذرعاً، وفي الوثـ |
| ـب عزاءٌ للمُقعَدين، فشَدّا |
| واقتفى السَّائرينَ في سُبُل الفكـ |
| ـر وُثوُبا، فارتدّ بُهراً وأكدَى
(1)
|
| وانثنى لاهثاً، يعيب على النّا |
| جح دَعوى نجاحه، فتردّى |
| لم يزل ذاك شأن مُفتَقِدِ النُّجـ |
| ـح، ورمزَ الإخفاق، عكساً وطردا |
| فإذا ضاع مَطلَبٌ، عزّتِ النفـ |
| ـس فتاها بحكمةٍ، فَتهَدّى
(2)
|
| * * * |
| وصديقي الحكيم، كان أديباً |
| أو كذا كان يرتجي، فاستَعدا |
| ورأى الناس يكتبون، فظن الـ |
| أمر سهلا، فحاول الأمر جدا |
| ورآهم يُصورون رُؤى الفكـ |
| ـر جَمالاً طلقاً، ولحناً، وورداً |
| فانثنى قائلاً: وما خطر التصـ |
| ـوير؟ إن الإبداعَ بالفحل أجدى |
| فلأكن مبدعا، تُقيم تصاويـ |
| ـرُ يَراعي لفتنة الفَنِ مَجدا
(3)
|
| قالها، واحتبى على قِمَّة التَّـ |
| ـلِّ يُواري زَنداً، لِيقدحَ زَندا |
| * * * |
| قال: شأنُ الأديب أن يُبدعَ الصُّو |
| رةَ، ما للأديب عن ذاكَ مَعدَى |
| أو فهذا شأني إذا عَجَز النَّا |
| سُ، وَلِم لا أكونُ من النّاس فَردا؟ |
| أتلقَاهُمُو بِبدعٍ جديدٍ |
| من صنيعي، وما أُحاول إدَّا |
| وتراءت أمامَه صُوَرُ الكَو |
| ن تِباعاً، بِيضاً وسُوداً، ورُبدا |
| فانتَقَى خيرَها، كما ارتجَل الإمـ |
| ـكانُ، لا خيرَها اختياراً ونقدا |
| * * * |