بِئسَ ما تبتغِي العقولُ طِلابا |
فوقَ أنقاضِ حِسِّنا والشُّعورِ |
بقيودٍ من الزَّواجرِ، تعتا |
ضُ من اللُّبِّ، مهمَلا، بالقشورِ |
قد أحلَّت وحَرَّمت، وغدا النَّا |
سُ لغاياتِهم، بلا تقدير |
والموازينُ قائماتٌ، على العهـ |
ـدِ بدعوَى سُلطانِها المدحورِ |
ما أرى العقلَ غيرَ راكبِ لجٍّ |
باحثٍ عن هُداه، في دَيْجورِ |
* * * |
إنَّها غايةُ الحياةِ، ومَسرا |
ها، وللعقل حَيْرةُ التَّفسيرِ |
حَفَلت قصَّةُ الحياةِ، على مُغْلـ |
ـلَقِ ألْغازِها، بكلِّ مثيرِ |
لن تنالَ العقولُ، من ذلك السرّ |
ولو مَزَّقَتْ، ألوفَ السُّتورِ |
وستمضي النُّفوسُ.. تَعدو فَراشاً |
لاحتراقٍ، في حِلْمها بالنُّورِ |
يا سكونَ القبورِ! ما أروَعَ الصّمـ |
ـتَ بشيراً يَدعو بصوتٍ نذيرِ |
* * * |
ستظلُّ الأرواحُ تَسبحُ في ظلـ |
ـمَةِ أهوائها، تَهيمُ ضَياعا |
مُقْبِلاتٍ على مطالبِها الدّنـ |
ـيا، تظنُّ الوجودَ، نَهباً مَشاعا |
وتظلُّ العقولُ، تكبُو على الوَعْـ |
ـرِ، وتَجفُو لَينَ الحياةِ، مَتاعا |
وسترمي بالضَّعفِ والعجزِ والجهـ |
ـلِ، وتَأبَى للصَّبر أن يَتداعى |
وستبكي بصمتِها المأتمَ الدّا |
مي، ولا تهمِسُ الأنينَ، وَداعا |
* * * |
يا نجومَ الفَضاءِ! هل صدَّعَ الصَّمـ |
ـتَ بدنياكِ، رائدٌ للفضاءِ؟ |
وكذا، مزَّقوا السَّكينةَ في الأر |
ضِ، وصاغوا القيودَ للضُّعفاءِ |
واستغلّوا الجهودَ، واحتكروا الأقـ |
ـواتَ، باسمِ الإصلاحِ والإنماءِ |
والشِّعاراتُ زائِفاتٍ، تُحيلُ الـ |
ـعيشَ ضَنكاً، يَفيضُ بالأرزاءِ |
هكذا دعَ سَحقِهِم
(1)
، عالَم الأر |
ضِ عُتُوّاً، تطلَّعُوا للسَّماءِ |
* * * |
مرحباً يا سَماءُ! ضَربتُكِ الكبـ |
ـرَى عِقاباً، لجِاحدي العدلِ، عَدْلا |
يا نجومَ الفضاءِ! صمتُكِ ما زا |
لَ بيَاناً، لو أنَّ للكفرِ عَقلا |
ومنَ القولِِ ما يَمُدُّ به الصَّمـ |
ـتُ، على أروعِ المشاهد، ظِلاّ |
إنه يَبلُغُ الكلامُ مَدى الصَّمـ |
ـتِ، بِنجواهُ، مُكثِراً.. وَمُقِلاً |
يا نجومَ الفضاءِ! حَسبُكِ من صَمـ |
ـتِكِ سِحراً أبانَ عنك وعَبَّر! |
أنتِ في عالم السَّكينة، شعرٌ |
عبقريٌ، غَنَّى، وأَغنى، وصوَّر |
فالزُّهورُ التي تقولُ، ولا تنـ |
ـطقُ بالصَّمتِ ما أثار وحيَّر؟ |
ودموعُ الأسَى، شكاةً، وآلا |
ماً عِذاباً، وفرحةً، تتحدَّر؟ |
صُوَرٌ للبيانِ، أبلغُ من كلِّ |
كلامٍ، وفتنةٌ تتفجَّر |
* * * |
يا زمانَ الهَوىَ أرى بعدَك العُمـ |
ـرَ شَريداً، مروَّعاً، يتَعثَّر! |
يا شراعاً، أضَلَّ مَجراهُ.. في اليمِّ |
وقد هالَه الظَّلامُ فأقصَر! |
أين يَمضي؟ وكيفَ؟ لا أُهبَةً تُنـ |
ـهِضُ عزماً، ولا حِجىً يتدبَّر؟ |
يتلقَّى مصيرَه في سكونِ الصَّـ |
ـمتِ جُرحاً، بكِبره، يتَستَّر |
يا زمانَ الهوى! مضيتَ، وأبعَد |
تَ، وخلَّفتَ عَالمَاً قد تحجَّرْ! |
* * * |
ألمَاً يَجحدُ الفضيلةَ والخَيـ |
ـرَ وصوتَ الضَّميرِ والوجدانِ |
ومزايا الإنسانِ تَنمو وتسمو |
قوةً تحت راية الإيمانِ |
واعتقاداً يُنير في ظلمةِ.. الهَو |
لِ فيجتازُها دروبَ أمانِ |
أيُّها العالَمُ الذي ضَلَّ بالعِلـ |
ـم، فساوَى الإنسانَ بالحيوانِ! |
إنَّه، في الوجودِ، قلباً وروحاً |
وخيالاً، مرآةُ هذا الكيانِ! |
يا زمانَ الهوى! تَرامى بكَ الأيْـ |
ـنُ، وضاقَت على خُطاك القيودُ |
ما أرى للربيعِ بعدَك معنىً |
فالسَّنى فيه باهتٌ والورودُ |
يا زمانَ الهوى! مضَيتَ بدنيا |
يَ، فما اجتازَ بعدها العُمرَ عيدُ! |
لم تَزَل ذكرياتُها مِلءَ عينَيّ |
حَناناً، يُظِلُّهنَّ الخُلودُ |
يا زمانَ الهوى! وَداعاً إلى غَيـ |
ـرِ لقاءٍ، فأيّ ماضٍ يَعودُ؟ |
* * * |