اِلتقَينا.. وافترقنا |
باختصارٍ |
إنَّها القِصَّةُ: بَدْءاً ونِهايةْ |
ولنَدَعْ تلكَ التَّهاويلَ المُثيرةْ |
والتَّفاصيلَ |
التي كَبَّرها الوَهمُ |
ووشَّتْها خيالاتُ الشَّراب |
فارتَمَت أحلامُنا فيها |
على ألفِ جَزيرةْ |
وأفَقنا.. |
فإذا نحن على وَحلِ الغَريزةْ |
بطلا أسطورةْ |
تافهةِ المغزى |
حقيرةْ |
ليس فيها |
ما يزكِّي لَفْتَةً منكِ ومنِّي |
فكلانا هاربٌ من عُمْرِهِ الضَّائع فيها |
لا تُعيديها على سَمعي |
فلن تبلغَ قلبي |
بعد ما ماتَ صَداها فيه |
وانجابَ أساها |
واكتُميها |
فلقد كانت على أبسطِ تفسيرٍ |
خَطِيئةْ |
تقفُ المُومِسُ -في مِيزانِها، منكِ |
بريئهْ |
لا تقولي: كان |
ماذا كان؟ |
هل كان لنا فيها؟ |
سوى دَورِ الرِّياء |
والخديعةْ؟ |
إنَّه لم يَكُ دَورَ البطلَين |
إنَّه دَورُ الطَّبيعةْ |
لَقَّنَتْناهْ.. فَأدَّيْناهُ |
ملهاةً قصيرةْ |
انتهت تحتَ سِتارِ الصَّمت |
مأساةً مَريرةْ |
وانتهينا مُذ خَبَت |
في مَوقد الرَّغبةِ.. |
في أُتُونِها |
آخرُ جَمره |
فتثاءبنا حَياءَ |
وتبادلنا الرِّياءَ |
وظننَّاه وَفاءَ |
فإذا مَظهرُنا الكاذبُ |
يُضنِينا عناءَ |
وإذا القِصَّةُ في مقطَعِها |
صورةُ الواقع في مطلَعِها |
دَعوةٌ، لاقتْ صداها |
وتَساوى طَرَفَاها |
فَتلاشى بَدْؤها، في مُنتهاها |
لا تُراعِي |
إنَّا دُوَّامة الحِيرَة |
في لُغزِ الصِّراعِ |
بين ما يَستهدِفُ الإنسانَ |
مضطراً كمختار -وقانونِ الدَّواعي |
إنَّها القِصَّةُ -يا سَيِّدتي |
إنَّها قصَّة كلِّ النَّاس |
في ماضٍ وآت |
يتجلَّى لُغزُها التَّافهُ |
عن معنى الحياة |
ليس فيها أيُّ مَغزى |
غيرَ ما كان -كما كان |
وهذا سِرُّها |
موجَةٌ حرَّكها المَدُّ |
إلى وِجْهَتِها |
ثُمَّ طواها.. جَزْرُها |
لا تقولي.. لِمَ ثارتْ؟ |
كيف غارَت؟ |
فرِمال الشَّطِّ لا تُعطي جوابا |
غيرَ هذا الصَّمت.. يُولِيكِ |
به السِّحرُ.. عذابا |
فاحذَري أن تقفي |
فالدَّربُ قُدَّامَكِ ما زال طويلا |
تترامى.. قِصصُ الحُبِّ به |
خُلْداً.. جميلا |
واذهَبِي حيث يشاءُ العُمرُ |
جِدّاً.. وفضولا |
وانفُخي في جسمِك الظامىء |
يرتَدَّ.. شبابا |
واستعيدي السّحرَ.. إنْ أعوَزَ |
عطراً.. وثيابا |
واهربي من قَلَقِ الصُّبحِ |
بحِضنِ المَغربِ |
واضربي في ظُلمةِ الرِّجسِ |
بذيل العقربِ |
واشربي من دَمِ قتلاكِ |
طويلاً واطربي |
واكتبي في كلِّ يومٍ.. قصَّةً |
وَلدَي في كلِّ عامٍ قصَّةً.. ودَعِيها لأبيها |
فَهْي منه، صدقَتْ، أو كذبَت |
وهي إليه. |