أمَّا أنا فقَدِ انتهَيتُ |
وشربتُ من حُلوِ الكؤوسِ |
ومُرِّها.. حتى ارتوَيْتُ.. |
وبلَغتُ من غاياتِ حُبِّكِ |
ما كرِهتُ.. بما اشتَهيْتُ.. |
وأفقتُ من حُلْمِي الجميلِ |
على الحقيقةِ. |
وَهْي كابوسٌ ثقيلْ.. |
وتَسلَّلَتْ من حاضري |
أوهامُ ماضِيكِ الحَفيلْ.. |
وفرَغتُ من وَصَبِ الخيالِ |
فلا اشتياقَ.. ولا غَليلْ.. |
وطرحتُ أعباءَ الشُّعورِ |
بكلِّ ما قدْ كان منكِ، |
وما يكونْ |
وخَلَصْتُ من تلك السَّفاسِف والقشورِ |
وَمنْ فُجاءاتِ الجُنونْ |
ونَعمتُ بعدَكِ بالسكونِ، |
فلا صِراعَ ولا دُموعَ ولا ظُنون. |
لا تَطرُقي بابي فقد أوصَدْتُهُ |
وأمِنتُ ثائرةَ الرياح، |
ووهَبتُ عمْري للطبيعةِ |
بين لَيلِي والصَّباح.. |
وهربتُ من أسْرِ الحياةِ |
ورُحتُ منطلِقَ الجَناح.. |
ما أنتِ؟ ما أنا؟ |
شَهوتانِ تلاقتا |
في موقفٍ دَعَتاه حبّا |
فأصابتا |
مما أتاح هَواهُما |
دفعاً وجَذْبا |
حتّى إذا انطفأ الأوارُ |
تداعَتا مَلَلاً وسَلْبا |
هيَ قصَّةُ الإنسانِ |
أسدَلَ أو نَضَا عنها السِّتارْ |
كانت.. وكانَ اللَّيلُ |
واللَّهبُ المُثارْ.. |
تَهويمةَ المَخمورِ، |
طاحَ بما أقامَتهُ الخُمارْ... |
* * * |