شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَوْدة
هكذا والزمانُ رامٍ مصيبُ
الرّزآيا سهامه والخُطوبُ
عُدتِ بعدَ النَّأْي الطَّويلِ.. نَعمْ عُدْ
تِ، وعاد الماضِي الكرِيهُ.. الرَّتيبُ
عُدتِ كالطَّارِق الغريبِ.. تَلَقَّا
هُ، على غَيرِ ما يريدُ، غَريبُ
عُدتِ مَهدورةَ الكِيانِ.. وقَد رَا
نَ على وجهِكِ الأسى والشُّحوبُ (1)
وبِخدَّيكِ للمعارِكِ آثا
رٌ في قلبِكِ الكَسيرِ.. نُدوبُ (2)
وبِعَينَيكِ قِصَّةُ الألَم الطَّا
فحِ بالعارِ، في لَظاها يَلوبُ
وَيْكِ! ماذا دَهاكِ مِن واقعِ الدُّنْـ
ـيا، أمَا فيهِ للحِسانِ.. نَصيبُ؟
عَجَباً! كيف لم يُرحِّبْ بكِ الحُـ
ـبُّ، ولم تَشْقَ في هَواكِ القلوبُ
أفكانتْ آمالُ أمسِك أحلا
ماً، طوَى ضَوْءَها المُرَجَّى.. غُروبُ؟
شَدَّ ما أوهَنَ السُّرى منكِ، والإخْـ
ـفاقُ، فيما التمستِهِ.. واللُّغوبُ (3)
أينَ من أطمَعَتْكِ في الخُلْدِ عَينا
هُ، مَلِيّاً، ووَجْدُهُ المشبوبُ (4)
أتُراه ارتَوَى، فَضَلَّ، أمِ ارتا
عَ بما فيكِ، والخيالُ كَذوبُ؟
فَتَطَرَّحْتِ للرَّغائبِ.. من كَفٍّ
لِكفٍّ، حتَّى بَرَاكِ الدُّؤوبُ (5)
سلعةً، لم تَجدْ سِوى العابرِ اللاَّ
هي بأشْباهِها، وأين الحبيبُ؟
طوَّفَتْ، لا تَقِرُّ.. والنَّاس ماضو
نَ إلى ما يطيبُ، أو لا يَطيبُ
وَهْيَ بين الرَّجاءِ واليأسِ ساعٍ
مُضنَكٌ، أثقلَتْ خُطاه الدُّروبُ (6)
فدَعاها الماضِي، فحَنَّت إليهِ
حين خابت، وأثقلَتها الذُّنوبُ
ذكَرتْ يومَها الذي هَربت مِنْـ
ـهُ، ومِن خَلْفِها كِيانٌ يَذوبُ
الصِّغارُ الباكونَ، والمنزلُ الها
وي، بما كانَ، والغَدُ المرهوبُ
مَأتمٌ للحياة، لم يَجنِهِ المَوْ
تُ، ولكنْ جَنَته أمٌ لَعوبُ
ثم ماذا؟ أأنتِ صادقةُ الدَّمـ
ـعِ، وماضِيكِ بالدُّموع يَصوبُ؟ (7)
ثم ماذا؟ أعُدتِ طاهرةَ الذَّيْـ
ـلِ، وتلكَ الجراحُ عنكِ تُجيبُ؟
إنَّما عُدتِ مُضغةً نال منها
ما توخَاهُ مُخلِفٌ ومُثيبُ (8)
إنَّما عُدتِ حَفنَةً من رمادٍ
ماتَ فيها بعدَ الحياةِ اللَّهيبُ
إنَّما عُدتِ سيرةً، أنتِ منها
مَأزِقُ الضَّنكِ والخَيالُ المُريبُ (9)
عُدتِ بالشَّكِّ، عالقاً بكِ، لا يَأ
مَنُ عُقباهُ، غافلٌ، وأريبُ
عُدتِ لي قصَّةً من الدَّمِ، يَروِيـ
ـها لِعَينِي، جرحُكِ المَخضوبُ
ما أرى؟ هل أرى خيالاً من الما
ضي إلى حاضري الجريح يَؤوبُ؟
ما الذي كان في ظَلامِ مَسَارِيـ
ـكِ، وقد غَابَ من خُطاك الرَّقيبُ؟ (10)
ما الذي كان في لياليك، إذْ فا
ضَت حنيناً.. والوِرْدُ منكِ قَريبُ؟
والحُمَيَّا.. وأنتِ.. والعُود، والألْـ
ـحانُ، نَشوى.. والصَّادحُ المحبوبُ؟
والضِّياءُ الحاني على المَخدَعِ اللاّ
هِثِ، رَفَّت به الرُّؤى والطُّيوبُ؟ (11)
ليس سِرّاً ما تكتُمين، فقد با
حَ بهِ أمسُكِ البغيضُ الكئيبُ
أمسُكِ الخائنُ المشبَّعُ باللَّعْـ
ـنَةِ عيناكِ رمزُه المنصوبُ
فَابْكِ ما شئتِ، لن يُطَهِّرَكِ الدَّمـ
ـعُ، ولو أنَّه دَمٌ، ولَهيبُ
كذبَتْ هذه الدُّموعُ، فما أنْـ
ـتِ سِوى أنتِ.. والشَّبابُ رطيبُ
أنتِ من نهجِكِ المُلوَّثِ في قَيْـ
ـدٍ، ونَهْجُ الغاوينَ قَيْدٌ غَلوبُ
لا تقولي: ظَلمتَني. كلُّ ما فيـ
ـكِ، إذا خانني حِجَايَ، مُريبُ (12)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.