تَمْتمَ الشيخُ ذاهِلاً يسألُ الليلَ |
ويُصْغِي.. ولا يحسُّ جَوابا |
راجفَ الخطوِ.. يرمقُ الدربَ والأفقَ |
وكانَا تحتَ الضبابِ ضَبابا |
أين ليلي يا ليلُ أهلاً وبيتاً |
وشعوراً مُجَنّحاً.. وصِحابا |
وذُرى حلّق الخيالِ إليها |
مُستزيداً بها الشبابُ شبابا |
دومت فوقَها الرؤى، والأماني |
بلونيْهِ مُتْعَةً، وعذابا |
أينَ ليلي يا ليلُ في الشاطِئ الضائِع |
.. في البحرِ.. روعةً وعُبَابا |
أينَ ليلي؟ أينَ الروابي المطيفاتُ |
بأحلامِها طِراباً عِذابا |
أينَ ماضِي عزمة، وانطلاقاً |
وحنِيناً إلى الهوى وارتقابا |
أينَ يا ليلُ أينَ مسرحُ آمالي |
وأضواؤه تَلفّ الرِّحابا |
أين ليلي، يا ليلُ، أينَ زماني |
أينَ عُمري تَحَدّراً وانْصِبَابا |
ها هنا كنتُ شعلةً تتحدَى الليلَ |
والأفق وقدة والْتِهابا |