شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فلسَفة الصبر
ما رأيتُ الحياةَ إلا عُباباًَ
نحنُ فيه، على السَّلامةِ، غَرقَى (1)
رُبَّ ماضٍ لغايةٍ لو تَقرَّى
ما يَليها، رأى التَّخلُّفَ أبقَى (2)
* * *
يا أماني القلوب، والأنفسُ الحَـ
ـرَّى، مَضَت تُقَضِّيكِ عَدلاً وحَقا
لَمساعِي الأحرارِ فيكِ حَرِيَّا
تٌ بِنُجحٍ، لو كان وَعدُكِ صِدقا
* * *
أيّهَا الكَادحُ الذي اتَّخَذ الوَعـ
ـرَ سبيلاً إلى السَّعادةِ! رِفْقا
هِيَ وَهْمٌ مُجَدَّدٌ، أنتَ منه
في نِضالٍ، بهِ تَنوءُ، وتَشقَى
وَهْيَ لغزٌ، تَمضِي الحياةُ، ولا تَكـ
ـشِفُ عنه الظّنونُ، خَرقاً ورَتقا (3)
كم سَرَينا على سَناها حَيَارى
نَركَبُ الوَعرَ والعواصفَ، خُرقا
وانْتَشَينا بها خَيالاً من الرَّا
حَةِ أحنَى مَهداً، وأنضَرَ أُفقا
فإذا نحنُ في كفاحٍ مَرِيرٍ
بين سَارٍ على الكَلالِ ومُلقَى
* * *
جَلَّ مَن ألْزَمَ النفوس دواعِيـ
ـها وأطماعَها صِراعاً وسبَقا
فكَأنَّ الحياةَ معركةُ الحَيِّ
أذاقَتهُ ما أمَضَّ وأشَقَّى (4)
ثمَّ ضاقَت به مَساعيه، فارتا
عَ لِما خلَّف الصِّراعُ وأبقَى
من دَواعي آمالِهِ، وَهْيَ صَرعَى
أو بقايا أحلامِهِ، وَهْي شَرْقَى (5)
فَتناهَت بهِ النَّدامَةُ، للجُهـ
ـدِ، مُذَلاً، للحجَى مُستَرَقّا
بينَ قَيدَينِ من مُنَى لا تُوَاتِي
وأسارِ لا يَرتَجي منه عِتقا
* * *
رُحتُ أستنطقُ الحكيمَ عِظاتٍ
من تجارِيبهِ، فما اسطَاع نُطقَا
هل تَرانا إلا فقاقيع ماءٍ
نَثَرَتْها الرِّياحُ غَرباً وشرقا؟
فوقَ أثباجِ عَيْلمِ صاخِبِ المَو
ج، رهيبِ الوَجهَينِ، سَطحاً وعُمقا
تتلاقى فيه الأعاصير والظّلـ
ـمَةُ شَقَّت عَصَا الأمانِ وشَقَّا
* * *
قُل لِمن يَبتغي المَذَلَّةَ بالصَّبـ
ـرِ عَليها، قد ارتضَيتَ الأشَقَّا
إنَّما الصَّبرُ -والمَنِيَّةُ غَيبٌ-
أَن تَخوضَ الغِمَارَ غيرَ مُوَقَّى
كم نَجَا مِن كريهةٍ مُستَميتٌ
وأصابَت سهامُها مَن تَوَقَّى
حِكمَةٌ أن تُصانَ بالصَّبر والذّ
لِّ حياةٌ، لو أنَّ حَيّاً سيَبقى
غيرَ أنَّ البقاءَ أُحبولَةُ المو
تِ، أُقيمَت لنا، نُسُوراً.. وَوُرقَا (6)
شرِبَ النَّاسُ بالرَّذيلةِ صَفواً
وشرِبنا على الفضيلةِ رَنْقا (7)
قال لي صاحبي، على الفوزِ: مَرْحَى
ولو استشعرَ القِلى، قالَ: سُحقْا (8)
لا يُسَرَّنَّ حالِمٌ بِمُناهُ
فمَسَاري الأحلامِ أخطَرُ طُرْقا
ولقد يَعجَلُ السَّليمُ، فيَقضِي
ولقد ينهَضُ السَّقيمُ، فَيَبقَى (9)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.