| ما رأيتُ الحياةَ إلا عُباباًَ |
| نحنُ فيه، على السَّلامةِ، غَرقَى
(1)
|
| رُبَّ ماضٍ لغايةٍ لو تَقرَّى |
| ما يَليها، رأى التَّخلُّفَ أبقَى
(2)
|
| * * * |
| يا أماني القلوب، والأنفسُ الحَـ |
| ـرَّى، مَضَت تُقَضِّيكِ عَدلاً وحَقا |
| لَمساعِي الأحرارِ فيكِ حَرِيَّا |
| تٌ بِنُجحٍ، لو كان وَعدُكِ صِدقا |
| * * * |
| أيّهَا الكَادحُ الذي اتَّخَذ الوَعـ |
| ـرَ سبيلاً إلى السَّعادةِ! رِفْقا |
| هِيَ وَهْمٌ مُجَدَّدٌ، أنتَ منه |
| في نِضالٍ، بهِ تَنوءُ، وتَشقَى |
| وَهْيَ لغزٌ، تَمضِي الحياةُ، ولا تَكـ |
| ـشِفُ عنه الظّنونُ، خَرقاً ورَتقا
(3)
|
| كم سَرَينا على سَناها حَيَارى |
| نَركَبُ الوَعرَ والعواصفَ، خُرقا |
| وانْتَشَينا بها خَيالاً من الرَّا |
| حَةِ أحنَى مَهداً، وأنضَرَ أُفقا |
| فإذا نحنُ في كفاحٍ مَرِيرٍ |
| بين سَارٍ على الكَلالِ ومُلقَى |
| * * * |
| جَلَّ مَن ألْزَمَ النفوس دواعِيـ |
| ـها وأطماعَها صِراعاً وسبَقا |
| فكَأنَّ الحياةَ معركةُ الحَيِّ |
| أذاقَتهُ ما أمَضَّ وأشَقَّى
(4)
|
| ثمَّ ضاقَت به مَساعيه، فارتا |
| عَ لِما خلَّف الصِّراعُ وأبقَى |
| من دَواعي آمالِهِ، وَهْيَ صَرعَى |
| أو بقايا أحلامِهِ، وَهْي شَرْقَى
(5)
|
| فَتناهَت بهِ النَّدامَةُ، للجُهـ |
| ـدِ، مُذَلاً، للحجَى مُستَرَقّا |
| بينَ قَيدَينِ من مُنَى لا تُوَاتِي |
| وأسارِ لا يَرتَجي منه عِتقا |
| * * * |
| رُحتُ أستنطقُ الحكيمَ عِظاتٍ |
| من تجارِيبهِ، فما اسطَاع نُطقَا |
| هل تَرانا إلا فقاقيع ماءٍ |
| نَثَرَتْها الرِّياحُ غَرباً وشرقا؟ |
| فوقَ أثباجِ عَيْلمِ صاخِبِ المَو |
| ج، رهيبِ الوَجهَينِ، سَطحاً وعُمقا |
| تتلاقى فيه الأعاصير والظّلـ |
| ـمَةُ شَقَّت عَصَا الأمانِ وشَقَّا |
| * * * |
| قُل لِمن يَبتغي المَذَلَّةَ بالصَّبـ |
| ـرِ عَليها، قد ارتضَيتَ الأشَقَّا |
| إنَّما الصَّبرُ -والمَنِيَّةُ غَيبٌ- |
| أَن تَخوضَ الغِمَارَ غيرَ مُوَقَّى |
| كم نَجَا مِن كريهةٍ مُستَميتٌ |
| وأصابَت سهامُها مَن تَوَقَّى |
| حِكمَةٌ أن تُصانَ بالصَّبر والذّ |
| لِّ حياةٌ، لو أنَّ حَيّاً سيَبقى |
| غيرَ أنَّ البقاءَ أُحبولَةُ المو |
| تِ، أُقيمَت لنا، نُسُوراً.. وَوُرقَا
(6)
|
| شرِبَ النَّاسُ بالرَّذيلةِ صَفواً |
| وشرِبنا على الفضيلةِ رَنْقا
(7)
|
| قال لي صاحبي، على الفوزِ: مَرْحَى |
| ولو استشعرَ القِلى، قالَ: سُحقْا
(8)
|
| لا يُسَرَّنَّ حالِمٌ بِمُناهُ |
| فمَسَاري الأحلامِ أخطَرُ طُرْقا |
| ولقد يَعجَلُ السَّليمُ، فيَقضِي |
| ولقد ينهَضُ السَّقيمُ، فَيَبقَى
(9)
|
| * * * |