شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ نزار الخاني ))
- وللأستاذ نزار الخاني كلمة يلقيها نيابة عنه الأستاذ محمد علي موزة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فكم كنت أتمنى أن أشارككم حفلكم هذا، الذي تكرمون به أخي وصديقي أبا بكر ثم أبا بلال من بعد ذلك الأستاذ زهير الشاويش، لولا أن قعدت بي ظروف قاهرة منعتني من تحقيق أمنيتي هذه.
إن الأخوة والصداقة اللتين تجمعانني بالأستاذ زهير يعود تاريخهما إلى نصف قرن؛ أي خمسين سنة مما تعدون، كنا نلتقي في شطر كبير منها كل يوم قبل أن تضطره ظروفه للسفر إلى قطر فلبنان. وقد ظل ما بيننا، على الرغم من تباعد الدار في كثير من الأحيان، متيناً موصولاً بحبل الله لأنه قام منذ البداية على محبة الله والعمل في سبيله، وبقي كذلك إلى هذه الساعة. لذا وجدتُ رغبةً قويةً في أن أسهم في حفلكم الكريم بهذه العجالة المتواضعة، لكن الذي يشفع لها لديكم أنها صادقة تخرج من القلب ومن القلب إلى القلب سبيل. وقد يكون فيما سأقوله تكرار لما تفضل به الإخوة المشاركون في هذا التكريم بكلماتهم فمعذرة والكريم من عذر!
وجهاد الأخ الصديق زهير لم يقتصر على فلسطين. هذا القطر الذي سيبقى بكامله جزءاً من أقطار العالم الإسلامي، إنما شمل جميع الأقطار في بلاد المسلمين - وما لم يفعله بسلاحه فيها فعله بوقته فكرسه له، وبماله بذلها في سبيله، وبقلمه شهره سيفاً حاداً على أعداء الله لا يخشى في الحق لومة لائم.
وهذا بيت والده مصطفى الشاويش رحمه الله في حي الميدان بدمشق لو استنطقت قاعاته وجدرانه لسطرت أسفاراً عما شهده هذا البيت الكريم الأصيل من وفود أمته من أرجاء العالم الإسلامي، وأحاديث خطيرة دارت فيه شؤون المسلمين وشجونهم، وكلمات وخطب ألقيت فيه حول معاناة المسلمين في بلادهم وبلائهم من المستعمر الغاصب، ومن حكامهم المسخرين حرباً على الإسلام والمسلمين فلم تبق حركة ولا جماعة ولا هيئة إسلامية منظمة أمّت دمشق إلا وكان لها وجود ومرجع في بيت الشاويش، حيث تلقى الرحب والسعة والإكرام الذي ليس بعده إكرام.
حتى المعارك الانتخابية والدستورية كان لها في هذا البيت الكريم صولات وجولات وأقول باختصار: إن ذكر الحركات الإسلامية في الأربعينات والخمسينات من هذا القرن إقترن بذكر هذا البيت العريق.
إن زهيراً كان إذا غضب يغضب لله، باراً بوالديه، وفياً لأصدقائه وإخوانه سيفاً حاداً في غيبتهم، فهنيئاً لمن كان موضع حب زهير، ويا تعس من كان يبغضه دون تجاوز منه ولا افتئات على حق، ولا فجور في خصومة!
إنه سلفي متشدد في سلفيته وبخاصة فيما يتعلق بأمور العقيدة فلا يداري فيها ولا يجامل أحداً حتى ولا أقرب الأقربين منه، فقد حضرت مرات مناقشة بينه وبين والده أبي أحمد مصطفى رحمه الله في بعض الأمور الدينية، وكان والده يقول له على سبيل المداعبة: وهل هذه جائزة في دينكم يا زهير؟! فيجيبه زهير بكل أدب مع روح لا تخلو من دعابة الولد البار بوالده: كلا يا أبي إن هذه لا تجوز في دين الإسلام!! أشهد أنه بار بوالديه وإنني أعلم من ذلك الكثير نظراً لصلتنا القديمة والقوية.
هذه بعض جوانب من شخصية الأخ الصديق زهير الشاويش وأدعو له أن يمد في عمره مع الصحة والعافية، أشكر لكم صبركم على سماع هذه الكلمة المتواضعة التي قد لا تفي أخانا زهيراً حقه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :586  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.