شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ وهيب محمد غراب))
السلام عليكم ورحمة الله، تحدث الإخوة الذين سبقوني بالحديث عن الأستاذ عثمان العمير، كشخصية صحفية وإعلامية بارعة، أتحدث عنه أنا كزميل شاركه العمل في مجموعة "الشرق الأوسط" لمدة تزيد عن أربعة عشر عاماً، هو رجل منذ أن تعرفت عليه عندما كان يعمل في جريدة "الجزيرة" في المبنى المجاور لمبنى الشركة في فليت ستريت، كان رجلاً بكل المقاييس، رجل دمث الخلق، لطيف المعشر، لديه قدرة رهيبة في التواصل وكسب الأصدقاء، وعندما جاء للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، كرئيس لتحرير مجلة "المجلة" عام 1984م، بدأت العلاقة العلمية الفعلية، فوجدت فيه رئيس تحرير فاعل مقدر لمهنته، لديه رصيد وافر من الثقافة، يشعر كل من يعمل معه، أنه محل تقدير واحترام، ولا يعرف التعالي في التعامل مع زملائه، لقد كان ناجحاً، ولديه قدرة متميزة في الجمع بين عناصر النجاح البشرية التي يتيح تشجيعها، وتوفير ظروف العمل المناسبة لها للمطبوعة التألق والريادة، عندما يقول الرئيس عثمان، أنه رئيس تحرير للتبرير، وليس رئيس تحرير، تجد أن كل من عمل معه يؤكد على قناعته بهذا الشعار، وكان بارعاً في إخراج زملائه من الأزمات التي وقعوا فيها نتيجة نشر أخبار أو تقارير صحفية، ولا أجامل إن قلت أنه من رؤساء التحرير القلائل الذين تعاملت معهم، وكان يقف ويدافع عن زملائه، مهما تعرض له من امتحان معهم، كان يدافع عنهم عندما يتعرضون للمساءلة أو الإيقاف أو التحقيق. جاء عثمان العمير لرئاسة "الشرق الأوسط"، ازدادت معرفتي به أكثر، نظراً لأن العمل الصحفي اليومي يتطلب الاتصال اليومي، بعكس العمل في المجلات، وخلال هذه الفترة وجدت فيه رئيساً يفاجئك دائماً أنه مستيقظ لا ينام، لديه قدرة عجيبة على عدم النوم، وعلى النوم المتقطع، تراه ينام في القطار، وتراه يأخذ قيلولة قد لا تتعدى الساعة في مكتبه، يدافع عن أفكاره وعن طروحاته بكل جراءة، وهو ما جعله محل جدل واصطدام مع كل من يخالفه، متميز في التعامل مع العواصف السياسية والعملية، وخاصة تلك التي مرت أو حدثت في الفترة بين عام 88م -و 92م، وأذكر أنني أعددت تقريراً مصوراً عن حادث التفجير الذي وقع في الحرم، وقلت له أن الموضوع خطير، وعليك أن ترى إمكانية نشره، فكان الجواب، لا تنشروا أية كلمة، والتزموا بوكالة الأنباء السعودية، وكان هذا حوالي الساعة الثانية والنصف صباحاً، وقد تم طبع الصحيفة، وعلى الفور تم وقف الطبع، وإعدام كافة النسخ التي تم طبعها، والتي تم إرسالها للمطار لبعثها على الرحلات الداخلية، تجاوزنا الكارثة في "الشرق الأوسط"، ولكن الطامة الكبرى كانت في عرب نيوز، حيث كانت قصصي يتم ترجمتها في جريدة عرب نيوز، خرجت عرب نيوز وفيها التقرير، وقامت وكالة الأنباء بنشر ما نشرناه، وكانت النتيجة أن صدر قرار بفصلي من العمل، وأذكر هنا أن السادة الناشران، والزميل عثمان العمير، وقفا ضد هذا القرار الذي لم يتراجع ضده من أصدره، فتم الاتفاق على أن يتم حذف اسمي لفترة معينة حتى تزول العاصفة، وفعلاً بعد حوالي أربعة أو خمسة شهور، نشر الاسم كتجربة، وجرت الأمور بسلام، أذكر هذه الحادثة لإظهار مدى دفاعه كرئيس تحرير عن زملائه. وأذكر أيضاً خلال أزمة الشرق الأوسط مع جمهورية مصر العربية، التي تبعت نشر مجلة الشرق الأوسط تحقيقاً قاد رئيس التحرير والشركة للمحاكم المصرية، وانتهى بتسوية معينة يعلمها كل من تابع القضية، اتخذت الشركة قراراً بإعادة هيكلة مكتب القاهرة، وتم إسناد المهمة لي، وكانت مهمة لا أود تذكرها، فأنا وقعت هنا بين فكين، فك الإدارة، وفك إدارة التحرير، فكان ما تريده الإدارة لا يتفق مع ما تريده التحرير، فواجهت العديد من المشاكل، ولكن أذكر هنا أن عثمان العمير، كان يقول لي دائماً أسأله: نفذ ما تريده الشركة في حين غضب آخرون، كان الزميل يعرف طبيعة علاقاتي بإدارة الشركة، ورغم مرور فترة العمل بالشركة بمراحل وصراع، مراحل مختلفة من الشد والجذب بين التحرير والإدارة، وكان هناك من يعتذر أنني محسوب على الإدارة، لم أجده يخلط الأمور ويتغير علي أو يحاسبني على علاقاتي، وأذكر أنه عندما تم تعييني نائباً لمدير عام الشركة كان رافضاً لذلك، ولكنه كان يحترم إرادة الناشرين، وظل يسعى خلف إعادتي للتحرير دون علمي، حتى تمكن من ذلك، وعدت للتحرير الذي كان يقول للناشريْن أنه مكاني الطبيعي. للزميل عثمان العمير ميزة يلمسها من تعامل معه من الزملاء، لا يشعرك بالفوقية، يتعامل مع الجميع بدماثة خلق، ولا يشعر من هو معه بفارق الدرجة الوظيفية، أو أن هناك حواجز، رافقته في العديد من المؤتمرات الملكية، وكنت أشعر أنني مع زميل وليس مع رئيس، لا أذكر يوماً أنه طلب أن يطلع على تقرير أو خبر حررته، بل إنه كان يقول لبعض الزملاء حينما يستطلعون رأيه في بعض أخباري، يقول لهم: ما دام الغراب كتبها مشوها، فهو فعلاً لم يكن يمارس دور الرقيب.
عريف الحفل: والآن كلمة الأستاذ عبد الله القبيع، نائب تحرير جريدة الوطن، ومدير المنطقة الغربية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :866  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.