شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبده خال))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ما الذي يمكن أن يقال، سأعود بكم إلى سنوات مضت عندما هاتفني الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ليقول أنه يرغب في تكريمي، كنت قد أنجزت مجموعة من الأعمال القصصية والروائية، لكنها إنجاز لم أكن أبحث له عن قلادة لتوضع على صدري، كنت أدعى من خارج البلدان، وربما في أندية المملكة العربية السعودية، لكن أن تأتي من صالون أدبي، أو مثل هذه الاثنينية لأن تكرم رجلاً أثير سؤال: لماذا تكرم هذا؟ ربما استشرف الشيخ أن هذا الفتى الناحل يمكن له أن يعبر الطريق، لكن كثيراً من العيون كانت ترى أن هذا الفتى لا ينفع أصلاً لأن يحضر أي مكان للتكريم، هذا الأمر بدى شيئاً من الوهج، كنت فرحاً به، ليس لعبده، تذكرون ويذكر معالي الدكتور محمد عبده يماني، والشيخ عبد المقصود خوجه، وبعض من حضر ذلك التكريم، أنني قلت لو أن أخي أحمد لما كنت هنا، واليوم أكرم، وأحمد تحت الثرى، أنا مجموعة أفعال قدمها لي الناس، أولهم أهلي، صنعت وجمعت من خلال أفعال متعددة، كنت مع كل فعل أنمو قليلاً، وأعترف كثيراً، ومن هذه الأفضال التي جمعت منها، تكون شيء اسمه عبده، كان حلماً لأسرة صغيرة، وهو بداخله يحلم بعالم كبير، ليس عالم ليجلس من أجل أن يتلقى التهاني والتبريكات، أو من أجل أن يحتفي به، هو عالم لم يكتب، عالم دخل إلى داخلي، وإذا به ينفجر عن حيوات متعددة، كل حياة بحاجة لأن تكتب، وكما فعل معي الأصدقاء والأحباء، أيضاً فعل معي الأعداء، أن أضافوا لي، ولم يهدموني، بل زادوني ارتفاعاً، كلما هوجمت استشعرت أنني قادر أن أعبر الطريق، عبور الطريق ليس بحثاً عن مجد، ولكن لإخراج الكثير من الشخصيات التي عاشت في داخلي، أو التي أرغب أن أخرجها من داخلي لتتحول إلى شخصيات روائية، كما أحس أن الشخصية الروائية الورقية تتحول مع الزمن إلى شخصية حقيقية واقعية نعيشها، وتتجسد بحياتنا، عندما نتحدث عن زوربا لا نتحدث عن بطل رواية، نتحدث عن شخصية من لحم ودم، أو عندما نتحدث عن مصطفى سعيد أو عن سي السيد، كلها شخصيات تتحول لتلعب حضورها ووجودها في الزمان والمكان، ربما كنت مسكوناً بأناس كثر، هؤلاء الناس كل واحد منهم يشاغلني لكي يخرج إلى الورق، شيخنا في تقديمه قال: أنني ألد كل عامين، الموت يمر من هنا، أحد عشر عاماً، ثم خرجت، كتبتها وعمري ثلاثة وعشرين عاماً، حينما كنت في الحضن الثقافي لعكاظ، وكانت في تلك الأيام الحداثة مشتعلة، واشتعالها كان بجانب الشعر، بينما القصة لم تكن عليها الأضواء، لكن كانت ثمة احتفاء بها من خلال المنابر، ومن خلال الملاحق الأدبية، قال أحدهم، لو كتبت الرواية السعودية، فسيكتبها عبده خال، تلقيت هذه الجملة وأنا عمري ثلاثة وعشرين عاماً، فظللت أكتب "الموت يمر من هنا" حتى أصدرتها وأنا عمري أربعة وثلاثين عاماً، ثم بعد ذلك تنظم النسل وأصبحت كل ثلاث سنوات، وكل سنتين أصدر روايتين، أن تكون هنا ملفوفاً أو ملتفاً بهذه المشاعر وبهذه القلوب، يكفيك أن تخضر ما بقي لك من عمر، ولكنني سأستمع الدلالة، وأقول أنني أتيبس بدونكم، فلا تحرموني من غيثكم، ولا أريد أكثر من ذلك، شكراً.
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه: الكلمة الآن للدكتور محمد عبيد الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 169 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج