شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ محمد سالم الفايدي))
هو ابن للعصامية وأستاذ أمام الميكرفون وجار للنخلة وعلى بعد خطوات منها استطاع أن يرمي بصنارته في البحر ليصطاد السمك، ولم يكن غريباً على من أنجبته مدينة ينبع إلاّ أن يكون بدراً متلألئاً وكريماً أيضاً، ومع ذلك فإن أتيتكم متأخراً خير لي من أن لا آتي بالمرة، وقد أتيت إليكم الليلة من خلال هذا الميكروفون الذي يفزعني الجلوس أمامه إيماناً بقدراتي المتواضعة على الخطابة، خصوصاً وأن التكريم هذه الليلة يتعلق بأحد أقطاب الميكروفون، واللغة والارتجال بعيداً عن الورق؛ فهل يلام من لغته التأتأة مثلي، يا سيد الميكروفون، يا بدر كريم.
فمنذ وعيت الأشياء الجميلة والمواهب الطموحة وأنا آخذ هذا الماثل أمامكم الليلة الأستاذ بدر كريم قدوتي الإعلامية اللامعة وقد لا تكون الوحيدة، لكن بالطبع بسببها انطلقت وأحببت الإعلام وخاصة الصحافة، وهل ننسى انطلاقته الإعلامية الجامحة بموهبة ذاتية بحتة تخلو تماماً من (زبرقة) المؤهلات الدراسية والعلمية التي استطاع بمثابرته وجهده الحصول عليها متأخراً بعد أن بلغ من العمر عتياً.
وإذا نسي جيلي كل شيء فلن ينسى أبداً هذه القامة الإعلامية الكبيرة التي بدأت من الصفر ووصلت الليل بالنهار؛ لتجد لنفسها موقعاً مع فطاحل الإعلام، وخاصة الإذاعة والتلفزيون، أمثال عباس فائق غزاوي، وماجد الشبل ومحمد أحمد صبيحي يتقدمهم ذلك الوزير المثقف جداً جميل الحجيلان، الذي تمكن بطموحه، وقدرته الفائقة، وموهبته، بأن يجمع عدداً من الوزراء في وزير واحد.. وهل يستطيع أحد أن يحجب ضوء الشمس الساطع؟ ومن منا لا يعرف جميل الحجيلان هذه القامة الكبيرة الذي بكل شجاعة واقتدار استطاع أن يسمع الملايين صوت أم كلثوم وهي تصدح من خلال شاشة التلفزيون بأغنيتها الجميلة الرائعة "أنت عمري" وأين؟! في وسط وقلب مدينة الرياض وفي حي البطحاء وليكن ما يكون في ظل مجتمع محافظ جداً بل يغلب على معظمه التزمت بدليل استحالة أن ترى امرأة تسير في شارع من شوارع مدينة الرياض في بداية الثمانينات الهجرية.
صحيح أن القرارات الشجاعة تحتاج إلى وزير شجاع، بل إلى حاكم أكثر شجاعة يحمي وزيره، وهذا ما حدث مع وزير الإعلام جميل الحجيلان عندما ذهب وفد من المشايخ المتزمتين إلى الملك فيصل يرحمه الله يشكون له وزير الإعلام لأنه سمح بأن تغني أم كلثوم ويصدح صوتها في قلب مدينة الرياض، فرد عليهم حاسماً الأمر بأن من لا يريد مشاهدة التلفزيون عليه أن يتحكم في أزارير قفله داخل منزله بنفسه.
ومن يومها عرفت كيف تكون القرارات الحاسمة، ومن يتجرأ على أخذها لا بد أن يدفع الثمن؛ فمن يقدم على هكذا قرارات لا بد أن يكون كبيراً وشجاعاً ومقداماً وهكذا هو جميل الحجيلان الذي ترك للمواهب الطموحة حينها أمثال بدر كريم أن يبرز ويتقدم، بل ليس هذا فقط وإنما تقدم أبو ياسر بموهبته على كل الصفوف، وهل بينكم أحد لا يذكر برنامجه الأشهر "تحية وسلام"، عندما كان الاستماع للمذياع متعة لا تضاهيها متعة أخرى بل أداة للتثقيف وإطلالة على ما يدور حول العالم، وعندما كان التلفزيون وليداً صغيراً لا زال يتكوّن حبواً؟
ومهما قلت عن ضيف هذه الليلة بدر كريم فلن أفيه حقه، فما قدمه للإعلام كثير، ويكفي أنه كان رمزاً للشباب الطموح العصامي الذي يريد أن يشق طريقه الصعب بموهبته فحسب؛ وهل لي أن أقول غير متجاوز إنه علمنا منذ الصغر كيف تكون العصامية، ولم أختلف معه إلاّ مرة واحدة عندما انتقدت مستشفى صديقنا سليمان فقيه في بداياته، وغضب أبو ياسر وشكاني يومها "لطوب الأرض" ومن ضمنهم رئيس تحرير جريدة عكاظ حينها الأستاذ رضا لاري، لكن استطاع الزمن والأيام أن يهيلا التراب على ذلك الخلاف، ومع ذلك ظللت أكن للأستاذ بدر كريم كل احترام وتقدير وإكبار، فالمواهب من نوعية بدر كريم لا تضيف لها الشهادات العلمية شيئاً بل هو الذي أضاف لشهادته العلمية الشيء الكثير.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ والصحفي المعروف محمد سالم الفايدي. أيها السيدات والسادة، لطالما شنفت الآذان لسماع فارس الميكروفون والصوت العذب، الأستاذ الدكتور بدر كريم، من خلال برامج لا تزال تعيش في الذاكرة، كبرنامج "تحية وسلام"، الذي كان يأتينا ممزوجاً بصوت قيثارة بيروت هيام يونس، وهي تشدو: "يا من يسلم لي على الغالي ويجيب لي منه مراسيله".. تلك الأيام التي لا تنسى. والآن نستمع مرة أخرى إلى ذلك الصوت الشجي، بإعطائه الحديث عن محطات في حياته، وذكريات، ورحلته مع الكلمة والميكروفون. أيها السادة والسيدات نستمع الآن للدكتور بدر أحمد كريم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :719  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.