شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فتنة جدة في عهد نامق
وفي أثناء وكالة نامق في جدة في عام 1274 حدث حادث له جسامته المهولة ذلك أن تاجراً في جدة اسمه ((صالح جوهر)) كان يملك مركباً في البحر وكان يرفع على سارية المركب علماً إنجليزياً فأراد في أحد الأيام أن يستغني عنه بعلم عثماني فكبر على القنصل الإنجليزي ذلك فمنعه فلم يمتثل فاندفع القنصل إلى المركب وأنزل العلم العثماني وجعل العلم الإنجليزي مكانه بعد أن أهان العلم العثماني فثارت ثائرة المسلمين في جدة وهجموا على بيت القنصل فقتلوه ونهبوا بيته وفعلوا مثل ذلك بكثير من الفرنجة في جدة فلما علم نامق باشا بالأمر أسرع إلى جدة وسجن المتهمين بالحادث ثم كتب إلى دار السلطنة بما حدث.
ومضى شهر وبعض شهر ثم أصبح الناس في جدة على أصوات قنابل يدوي هزيمها فلما استوضحوا الأمر علموا أن مركباً حربياً إنكليزياً على كثب من الميناء يقذفه بقنابل مهلكة، ففزع الأهالي في جدة وخرجوا هاربين في جموع كثيفة إلى مكة.
واتصلت الأخبار بالناس وهم في منى أيام التشريق فعمّ الفزع واشتد القلق ودعا نامق باشا كبار العلماء والأعيان والأشراف إلى مجلس لبحث الأمر فأشار المجتمعون عليه باستنفار القبائل من كل نواحي الحجاز لقتال المعتدين، وقالوا إن مئات الألوف من هذه القبائل تستطيع رد العدوان في سبيل الله فأبى نامق ذلك عليهم وأشار بأن تصحبه لجنة منهم إلى جدة لمقابلة قائد المركب الحربي ومفاوضته في الأمر فقبلوا.
وانتهت اللجنة إلى جدة واجتمع أعضاؤها بالقائد واستطاعوا إقناعه بتأجيل الأمر حتى تصدر أوامر الخليفة بما يجب.
وفي أواخر المحرم 1275 وصلت إلى جدة لجنة مختلطة من بعض الأتراك والإنكليز والفرنسيين تحمل أمراً من الخليفة إلى نامق باشا بتفويضها في تحقيق الحادث وتنفيذ ما تحكم به حكماً قاطعاً.
وأظهر التحقيق أن باعث الحركة هو الشيخ عبد الله المحتسب وكبير الحضارم سعيد العامودي وقاضي جدة عبد القادر شيخ والشيخ عمر باديب والشيخ سعيد بغلف وشيخ السادة عبد الله باهرون والشيخ عبد الغفار والشيخ يوسف باناجه، فحكمت اللجنة بقتل المحتسب والعامودي كبير الحضارم، ونفي بقية الأشخاص إلى خارج البلاد، كما جرى الحكم بقتل 12 شخصاً من عامة الناس أدينوا باشتراكهم في إثارة الفتنة.
وبموجب ذلك نفذ الإعدام فيمن ذكر على ملأ من الناس في أوائل ربيع الأول عام 1275 كما نفذ حكم النفي في الباقين (1) .
عبد الله بن محمد بن عبد المعين: وكان العثمانيون قد اختاروا لإمارة مكة قبيل هذا الحادث عبد الله بن محمد بن عبد المعين وكان يقيم في الآستانة كعضو من أعضاء مجلس الدولة برتبة وزير، فلما بلغ الأمر في أواخر عام 1274 وعلم بحادث الفتنة رأى أن يؤخر سفره إلى أن ينتهي أمر الكارثة، وهكذا بقي في الآستانة ولم يصل إلى جدة إلاّ في ربيع الأول عام 1275 بعد فراغ اللجنة من أعمالها وتنفيذ ما حكمت به.
ميزاب الكعبة: واصطحب معه إلى مكة ميزاباً للكعبة محلى بالذهب صنعه العثمانيون ليجعلوه مكان الميزاب القديم وقد احتفل بوضعه في مكانه من الكعبة على أثر وصول الأمير وأعيد الميزاب القديم إلى الآستانة ليحفظ في معرضها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1417  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج