شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تزاحم جديد
ووافق موسم الحج من ذلك العام 1130 فاجتمع الأشراف من ذوي بركات وغيرهم على نقل الإمارة من ذوي زيد إلى يحيى بن بركات واجتمع بعضهم إلى أمير الحج الشامي وحاولوه لمساعدتهم فقبل ذلك منهم ثم سأل عن عبد المحسن بن زيد ليستشيره في ذلك فعلم أنه مقيم بالحسينية (1) فكتب إليه يسأله عن رأيه فلما وصله كتاب أمير الحج رأى أن بعض الأشراف يميل إلى أخيه مبارك بن أحمد بن زيد ولعلّه آنس بميل أخيه إلى الموافقة فاستشاط لذلك وقال جملته التي تستحق الخلود وفيها ((إنه ليس بعد الولاية إلاّ انتظار العزل وإذا صار العزل غدوت مطروداً في جميع الطرق والمسالك)).
ثم ما لبث أن شارك في اجتماع الأشراف حتى وقع الاختيار على كبير آل بركات ((يحيى بن بركات)) فكتب عبد المحسن إلى أمير الحج بذلك (2) فكان لما كتب وقع كبير لدى أمير الحج وجميع الأشراف من آل بركات لأن شريفاً مثله من آل زيد إذا شايع نقل الإمارة إلى آل بركات فإن في ذلك ما يستحق الإكبار.
يحيى بن بركات: ونودي بالشريف يحيى بن بركات أميراً على البلاد في 6 ذي الحجة عام 1130 فغادرها على الفور علي بن سعيد دون أن يبدي مقاومة وكانت ولايته لا تتجاوز مدتها بضعة أشهر (3) .
واشتهر يحيى باليقظة فقد ذكروا أنه كان يشارك العسس في أعمالهم طوال الليل حتى يؤذن الفجر فيصلي جماعة في المسجد الحرام حتى أنه لم يترك ذلك ليلة زواجه (4) .
وبالرغم من ذلك فإنه ما لبث أن استؤنف النزاع بين ذوي بركات وذوي زيد وقد أصر ذوو زيد على مناهضة الحكم الجديد حتى يظفروا بالإمارة لأنفسهم وقد فعلوا هذا على أثر تقلده الحكم بزمن قصير واستمروا عليه طوال سنة 1131 وبعض سنة 1132 وساعدهم على هذا موت عبد المحسن بن زيد في هذه الأثناء وقد استطاعوا قلب الإمارة وإعلان الحرب ضد الأمير فأجلوه عن مكة واستولوا عليها (5) .
مبارك بن أحمد بن زيد: وباستيلائهم عليها اختاروا أخا عبد المحسن بن زيد -مباركاً- فنادوا بإمارته في عام 1137 فظل على ذلك بقية العام وبعضاً من سنة 1133 ثم استأنف الخلاف سيرته بين أنصاره من ذوي زيد وخصومه من ذوي بركات فتألب الخصوم ضده وكانت حجتهم أن مباركاً لا يفيهم حقوقهم وظلوا على تألبهم زمناً غير يسير ثم زحفوا مهاجمين إلى مكة فخرج مبارك للقائهم في شوال عام 1133 وقد حمل عليهم حملة صادقة ففرقهم ثم صالحهم على أن يوفيهم حقوقهم (6) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.