شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القبض على ملك اليمن في منى
وفي عام 751 وصل إلى مكة صاحب اليمن علي بن المؤيد حاجاً، ولا أستبعد أن يكون عجلان أوجس خيفة من قدومه بعد أن التجأ إليه في اليمن ثقبة وأخوانه لهذا قابله بأسوأ ما يمكن أن يقابل به ملك وافد فنجد الفاسي (1) يذكر لنا في حوادث هذه السنة أن عجلان اتفق وأمير الحج المصري على إلقاء القبض على ملك اليمن في منى، وقد قصدوا إلى مخيمه في صبيحة اليوم الثالث من أيام منى شاهرين أسلحتهم فقاتلهم أصحاب اليمن ساعة من نهار ثم تسامع الطامعون في النهب الخبر فأقبلوا ينحازون إلى المهاجمين حتى تمت الغلبة لهم فنهبوا كل ما في المخيم من أموال ومتاع ودواب وسلم الملك نفسه فأسره أمير الحج المصري ثم قاده إلى مصر دون أن يتركه ليتم شعائر الحج.
إلاّ أن صاحب مصر الملك حسن بن محمد بن قلاوون أحسن استقباله في مصر ثم سيَّره مكرماً إلى بلده من طريق الحجاز فلما كان بالدهناء (2) قريباً من ينبع قبض عليه مرة أخرى لأن حراسه وشوا به إلى مصر بما غير عليه نفس الملك في مصر فأمر بالقبض عليه، ثم نفاه إلى بلاد الكرك (3) في شمالي سوريا فظل إلى أن عفا عنه مرة أخرى وأعاده إلى بلاده فبلغ اليمن في ذي الحجة عام 752.
وإذا كان في هذا ما يدل على استياء عجلان من صاحب اليمن لإيوائه ثقبة وإخوانه فإن فيه كذلك ما يدل على تأصل روح العداء بين المماليك في مصر وأصحاب اليمن من أولاد علي بن رسول ولعلّه عداء قديم ورثه المماليك من أسلافهم الفاطميين في مصر فقد كان علي بن رسول جد أصحاب اليمن تابعاً لأصحاب مصر من الفاطميين ثم ما لبث أن ثار عليهم وقطع علاقته بمصر فظل الجفاء مستحكماً بينه وبين مصر حتى ورثه المماليك. فإذا استغل عجلان الفرصة وصور له أن صاحب اليمن يأوي إخوانه ليساعدهم غداً على احتلال مكة وإقامة الدعاء له فيها فإن ذلك بالإضافة إلى العداء القديم كافٍ لاستثارتهم ضده وإقناعهم بمهاجمته واصطحابه إلى مصر مأسوراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج