الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(27) حِلْمُ مَعْنٍ

كَانَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ أَميراً عَلَى الْعِرَاقِ. وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ في الْكَرَمِ وَالْحِلْم.

دَخَلَ عَلَيْهِ مَرَّةً أَعْرَابِيٌّ لِيَمْتحِنَهُ فَقَالَ:

أَتَذْكُرُ إِذْ قَمِيصُك جِلْدُ شَاةٍ

وَإِذْ نَعْلاكَ مِنْ جِلْدِ الْبَعِيرِ

قَالَ نَعَمْ أَذْكُرُ ذَلِكَ. فَقَالَ الأَعْرَابيُّ:

فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ مُلْكاً

وَعَلَّمَكَ الْجُلُوسَ عَلى السِّريرِ

فَقَالَ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ:

سَأَرْحَلُ عَنْ بِلادٍ أَنْتَ فِيهَا

وَلَوْ حُزْتَ الشَّأمَ مَعَ الثُّغُورِ

فَقَالَ مَعْنُ: الْبِلادُ بِلادُ اللهِ إِنْ نَزَلْتَ فَأَهْلاً وَإِنْ رَحَلتَ فَمَعَ السَّلامَةِ. فَقَالَ الأعْرَابِيُّ:

فَجُدْ لي يَا ابْنَ نَاقِصَةٍ بِمَالٍ

فَإِنِّي قَدْ عَزَمْتُ علَى الرْحِيلِ

فَأَمَرَ لَهُ مَعْنٌ بِمَالٍ فَانْصَرَفَ إِلى بَيْتِهِ وَاغْتَسَلَ وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَرَجَعَ إِلَيْهِ مُعْتَذِراً.

تعليق

القراءات :298

التعليقات :0

صفحة 132 من 186

بتاريخ: 04/05/1436ھ الموافق: 2/23/2015م

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.